عندما تدخل إلى سوق الخضار في عتيقة بالرياض ، لا يمكن أن تقف في مكان واحد لكي تتبضع كما لا يمكن أن تجد ساحة خالية من الفوضى. ففي الوقت الذي تتجه الأنظار إلى سوق عتيقة باعتباره أقدم سوق في الرياض للخضار، فإن القادم إليه والمتجول فيه يصاب بخيبة أمل من ثلاثة أشياء: الأول: عدم تنظيمه ، حيث تكثر فيه الصبات الخرسانية وينعدم فيه الشارع أو حتى الرصيف الذي يمكن أن يسير عليه المتسوق بأمان ، بالإضافة إلى وجود طرق للربط بين أجزائه بشكل غير حضاري أعني متخلف جدا حيث يمكنك استخدام طريق متعرج بين محلات التمور. ثانياً: تلاصق محلات عرض الخضار بسقفها المتهالك الذي لا يقي من برد ولا مطر .. إحاطة السوق بركام من العربيات بسلاسلها وأغلالها بشكل منفر. ثالثا: وجود بوابة لا تتصف لا بجمال ولا بسعة ولا حتى بالانتماء التاريخي لكي تتم المحافظة عليها بهذا الشكل ، فهي تشكل نقطة عبور شيقة تحيط بها المعوقات سواء قبلها أو بعدها. ولذا فهذا السوق يذكر القادم له أو الخارج منه بشيء واحد هو: الموت. ولعل الصلاة على الجنائز في المسجد تزيد المعاناة من كثرة الازدحام وفي الوقت نفسه تؤكد أن هذا السوق يحتاج إلى خطة تساعد على انفتاحه وتعرض رئته إلى الهواء النقي وهذا أختصره في شيء واحد. تقوم البلدية بمسح الأسوار جميعها وكذلك البوابة وفتحه عى جميع الطريقات من جهاته الأربع ، ومسح الحواجز التي بينه وبين طريق الملح فهد ووضع دوار يشمل السوق كله ، ولا أظن الشيول الذي سيمسح المكان سيكلف كثيرا ، لكن نتائجه ستكون إيجابية. تحياتي للجميع.