الداخل إلى سوق خضار عتيقة يكون له غرضان أحدهما التسوق من الخضار والفواكه وهذا عادة يكون في وقت يرى أن الوقت مناسب له ولا يكون مجبراً من حيث المكث في السوق أو الخروج منه بل يأخذ الأمر براحة تامة ويختار المدخل المناسب والموقف المناسب. أما الأمر الآخر في دخول سوق الخضار فهو الصلاة على جنازة أبعد الله عنا وعنكم جميعاً المصائب وأجارنا من الاحزان، وهذا الأمر ليس فيه خيار لنا من حيث الوقت دخولاً أو مكثاً وخروجاً، بل نكون عادة محكومين بوقت محدد وربما خرجت المجموعات الكبيرة في آن واحد واتجهت أيضاً الاتجاه نفسه وهذا ما أعنيه بالضبط وعليه مدار ملاحظتي هذه. فأول ما تلقي نظرة على سوق خضار عتيقة لاتصدق انه سوق قديم وبالتالي يفترض انه تطور وتلافى كل السلبيات التي تعيق الحركة وتضيف منظراً وجمالاً أيضاً ينم ويعكس ذوق البلدية المشرفة عليه والتخطيط الذي اقترحه وتابعه، بل تلاحظ الفوضى في كل مكان، بدءاً من كثرة الصبات واللوحات والمحلات التي كانت ثم هجرت مخلفة وراءها التشوه والعقبات أمام السير، بل ان الطين زاد بلة واختناقاً وجود بوابة تمت المحافظة عليها وكأنها أثر ذو قيمة ثمينة وما جاءت المحافظة عليها الا لتزيد الأمر سوءاً واختناقاً للحركة المرورية، بل انك ترى رجال الأمن والمرور يقفون بعد كل صلاة لتنظيم الدخول والخروج معها لمدة ساعة، أضف إلى ذلك تشوه مداخل السوق غرباً وشرقاً. والحقيقة أن الأمر أبسط من هذا كله، فيفترض أن تزال كل الأسوار من السوق وتفتح كل الشوارع عليه، ويوضع دوار كبير فيما يقابله من طريق الملك فهد بحيث يستغنى عن الاشارة وتزال كل المواقف التي تقع قبالة البوابة من جهة الغرب بحيث تكون امتداداً للمدخل الغربي. أما مسجد السوق فحدث عن ازدحام عملية الخروج مع البوابات الشمالية التي جزئت إلى عدد من الأبواب الضيقة بحيث يتزاحم الخارجون من المسجد بعد كل أداء صلاة، مما يضطر بعضهم إلى الخروج من الباب الغربي مع الجنائز، والصواب أن يكون الباب كله باباً متحركاً يفتح من الجدار إلى الجدار بسعة كل الأبواب كلها ولا داعي لتجزئة البوابة. ثم يقابل الخارج من المسجد عدد من الباعة وغيرهم ممن يسدون الطريق وهذا فيه تضييق لاداعي له ويفترض أن يبتعدوا قليلاً. أرجو أن تكون هذه الملاحظة جديرة بالاهتمام من قبل المشرفين على المسجد، وكذلك المهتمين بتجميل السوق والرقي به. وكما سمعت هناك لجنة تشرف على المسجد فلعلها تلاحظ معاناة الناس والسعي مشكورين لحلها وتسهيل عمليات الدخول والخروج من المسجد ومن السوق، أما الحل الأمثل فهو أن تقام صلاة الجنازة في المسجد المقابل لحراج بن قاسم على الدائري، فهو أقرب إلى المقبرة وأيسر وصولاً لها.