فرح الأشقاء في المغرب بكأس العرب الثانية عشرة، والمقامة مؤخرا في قطر التي لم تعد مجرد مستضيف للأحداث الرياضية، بل أصبحت عنوانا للثقة العالمية ومنصة لصناعة البطولات الكبرى وواجهة رياضية تدار باحترافية عالية، فقد رسخت قطر خلال السنوات الأخيرة مكانتها كاسم ثابت في خارطة الرياضة الدولية لا يذكر إلا ويقترن بالنجاح.وفرح العرب جميعا، لأن كأس العرب بطولة لا يغادرها خاسر فالمكاسب فيها تتجاوز الكأس لتصل إلى عمق الانتماء والشعور العربي، وصحيح أننا كسعوديين كنا نأمل رفع هذه الكأس لكن ذلك لم يتحقق، فألف مبروك للمغرب الشقيق قيادة وشعباً. وقبل أن نودع قطر وقفت على بوابة (سلوى) أتأمل المشهد، وأقف عند عدد من الدروس التي أفرزتها هذه البطولة: * لا يزال العرب مجتمعين مهما فرقتهم الحدود واختلفت الأجناس وتباعدت المسافات، فما شهدته المدرجات والساحات المجاورة والشوارع القطرية كان صورة عظيمة من صور الالتحام العربي، رغم شدة المنافسة وحدة الصراع داخل المستطيل الأخضر. - التطور الملموس في الكرة العربية بات واقعا تشهد به أعظم الدوريات العالمية التي لم تعد تستغني عن الحضور العربي في صفوفها حيث أصبح اللاعب العربي مؤثرا ومنافسا متى ما وجد الإعداد الصحيح. * الإعلام الرقمي فرض نفسه بقوة وبفارق واضح عن الإعلام التقليدي، فلم يعد المشهد الإعلامي متوقفا على القنوات الفضائية ومراسليها بل برز عدد كبير من صناع المحتوى نقلوا الحدث بقرب وصدق وسحبوا البساط من تحت الإعلام القديم. * التصرفات أو التصريحات الشاذة لا يمكن أن تكون معيارا للحكم على الشعوب، فكل شاذ يمثل نفسه فقط أما الثوابت فلا تغيرها فقاعات عابرة. * لا يزال الجمهور السعودي هو ملح البطولات الرياضية وفاكهة الحضور في المحافل الدولية، مع كامل الاحترام لكافة الأشقاء العرب، جمهور إذا حضر حضر بثقله وإذا شجع أخلص وإذا قال أسمع، له وقد طالب الجميع ببقائهم حتى اللحظة الأخيرة حتى بعد خروج المنتخب لأن وجودهم قيمة لا تعوض. * رسالتي الأخيرة لصناع القرار في إدارة المنتخب السعودي: إن التاريخ السابق والأمجاد الماضية لا تكفي أن نرددها دون عمل جاد لصناعة مجد جديد، وقبل أن نشارك الجماهير بالتصفيق والأهازيج علينا أن نصغي لآرائهم مهما كانت قاسية، فلا شيء مستحيل متى ما وجد العمل الصادق. * سالم الدوسري سيبقى الأسطورة السعودية الفارقة مهما قيل ومهما انتقد ومهما حاول البعض الانتقاص، استمر يا سالم فالتاريخ يكتب بالفعل لا بالكلام. سعود الضحوك