وفقاً للإحصاء، حققت أكثر من 63% من الشركات العائلية الهندية نمواً من خانتين في الإيرادات خلال عام 2024م والتي من المتوقع أن تتجاوز بنسبة 80% منها مستويات نمو مماثلة في عامي 2025-2026م حيث تعكس هذه الأرقام نظرة متفائلة، إذ إن قرابة 50% من الشركات العائلية الهندية ارباحاً سنوية تتراوح بين مليار دولار إلى 30 مليار دولار منها 36% تتراوح بين مليار و 5 مليارات دولار و 13% والتي تتراوح ارباحها بين 10 مليارات إلى 29.9 مليار دولار . ومن اللافت أن 53% من الشركات العائلية الهندية تستخدم بالفعل الذكاء الإصطناعي في عملياتها ما يضع الشركات العائلية الهندية في موقع متقدم مقارنة بالمتوسطة العالمية في تبني التكنولوجيا حيث تمثل نسبة 76% عن التزامها القوي وأولوياتها الحوكمة البيئية والإجتماعية والمؤسسية مما تشير إلى توافقها مع معايير الإستدامة العالمية . ووفقاً لسلسلة رؤى ديلويت الخاصة بالشركات العائلية، فإن هذه الشركات تشهد تطوراً متسارعاً بحسب المصدر. وبناء على دراسة استقصائية حول 1587 شركة عائلية عبر 36 دولة بما في ذلك الهند اضافة إلى مقابلات حصرية مع 30 كبار المدير التنفيذيين حيث يستكشف البحث كيف تتعامل هذه الشركات العائلية مع ديناميكيات بإعتبارها سوقاً معقدة من خلال الإبتكار و والتوسع الإستراتيجي اضافة إلى تحول القيادة حيث تشكل الشركات العائلية التي لا تقل ايرادتها حالياً عن 100 مليون دولار أمريكي تمثل اكثر من واحدة من كل خمس شركات والتي تبلغ 22% على مستوى العالم . ومن المتوقع أن يرتفع عدد الشركات العائلية البالغ حالياً 18087 شركة إلى 19744 شركة بحلول عام 2030م مقارنة بعدد 16194 شركة في عام 2020م ما يمثل زيادة قدرها 22% وتشير التوقعات إلى نمو إجمالي إيرادات الشركات العائلية من 16 تريليون دولار أمريكي في عام 2020م إلى ما يقارب 29 تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2030م متجاوزة بذلك معدلات نمو الشركات غير العائلية . وفي هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أن الشركات العائلية الهندية تظهر مرونة وزخماً استثنائيين حيث حققت أكثر من 63% منها نمواً في الإيرادات بنسبة تتجاوز 10% في عام 2024م ولا تزال التوقعات لعامي 2025-2026م ستكون قوية حيث تستهدف نحو 60% منها تحقيق نمو يزيد عن 15% في عام 2025م و 75% في عام 2026م . كما هو معلوم، أنه في الهند يقود التكنولوجيا والتنويع الإستراتيجي مسيرة النمو وتعزيز القدرة على الصمود حيث تعمل الشركات العائلية الهندية على تسريع وتيرة التحديث من اجل ضمان القدرة التنافسية على المدى الطويل. و يتصدر تبنّي التكنولوجيا هذه الجهود، إذ إن 53% منها تستخدم بالفعل الذكاء الاصطناعي في عملياتها وهي متقدمةً بذلك بفارق واضح على المتوسطات العالمية. كما يسهم هذا النهج الاستباقي في تمكين الشركات العائلية من تبسيط العمليات، وتحسين عملية اتخاذ القرار إضافة إلى تحقيق كفاءات جديدة. وفي هذا السياق، قال كيه آر سيكار بصفته شريكاً ورئيساً لقسم ديلويت برايفيت بالهند يقدم اطلاق سلسلة رؤى حول الشركات العائلية نظرة شاملة حول كيفية تطور الشركات من اجل بناء نمو مستدام وطويل الأمد في عالم سريع التغيّر. وهو يرى إن نمو الشركات العائلية في الهند ليس وليد الصدفة، بل تقوده مجموعة من العوامل المترابطة ومن بينها تحسّن الوصول إلى رأس المال، والتحولات بين الأجيال، وتأسيس المكاتب العائلية، وقوة الأسواق العامة في الهند اضافة إلى جانب قيادة التحول عبر التكنولوجيا وتعزيز الشمولية. كما تجدر الإشارة إلى أن 96% من الشركات العائلية الهندية تدار من قبل افراد العائلة في حين أن نحو نصفها مُدرج في البورصات، ما يعكس تزايد مستوى الاحترافية المؤسسية. كما يتزايد حضور المرأة في المناصب القيادية، إذ أفادت 73% من الشركات بوجود تمثيل نسائي يتجاوز 10% (من رقمين) في مجالس إدارتها، فيما أشارت 66% إلى النسبة ذاتها ضمن فرقها التنفيذية. ومع ذلك، لا تزال القيادة عند مستوى التكافؤ نادرة، إذ إن 4% فقط من الشركات أفادت بأن النساء يشغلن ما بين 41% إلى 50% من مقاعد مجالس الإدارة أو المناصب التنفيذية العليا في حين لم تُسجَّل أي شركة تفيد بأن النساء يشغلن أكثر من 50% من مقاعد مجالس الإدارة. كما تتمتع الشركات العائلية الهندية ببصمة صناعية متنوعة والتي تتركز اساساً في قطاعات الكيماويات والطاقة (23%) والمنتجات الاستهلاكية (15%)، والتكنولوجيا (13%)، وهي قطاعات حيوية للنمو الاقتصادي في الهند. كما يتجلى التزام متزايد بالاستدامة والتقدم المسؤول في جميع الشركات العائلية الهندية حيث تخطط 89% من هذه الشركات للتوسع في منطقة آسيا والمحيط الهادئ تليها أمريكا الشمالية (39%) وأوروبا (37%) مما يؤكد الثقة الإقليمية والطموح للنمو. في حين تؤكد رؤى ديلويت الخاصة لعام 2025م أن الشركات العائلية الهندية تتمتع بالمرونة والقدرة الإستراتجية على التكيف حيث تعتمد على تبني التكنولوجيا واصلاحات الحوكمة والتخطيط لخلافة القيادة للتخفيف من المخاطر والاستفادة من فرص النمو. ويشير دمجها المتميز للذكاء الاصطناعي، وتركيزها على الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية (نظام إي اس جي) ، وزيادة تنوع قيادتها، إلى تحول هيكلي نحو الاحتراف والابتكار.