قدم معالي وزير الإعلام الأستاذ سلمان بن يوسف الدوسري، نموذجاً يحتذى به للمتحدثين الرسمين في جميع القطاعات الحكومية والخاصة، حين واجه أسئلة الإعلاميين في المؤتمر الصحفي الحكومي ال30 الذي عُقد في القدية، بكل رحابة صدر، وبردود عملية مقنعة مبنية على حقائق ومنطق. وتجلى ذلك في الرد على السؤال عن أمطار جدة، فهو ليس المسؤول عن هذا القطاع ولكن الرد المقنع هو ما يبحث عنه المواطن، وهو ما قطع الطريق على أي وسائل إعلامية تبحث عن تصيد بعض الأخطاء. فحديثه عن حالة مطرية استثنائية، حيث بلغت كمية الأمطار في بعض المواقع نحو 135 ملم، وهو معدل نادر الحدوث، وموضحاً أن تصميم البنية التحتية في مختلف دول العالم، بما في ذلك شبكات تصريف مياه الأمطار، يعتمد على دراسات دقيقة لمنسوب الأمطار الاعتيادية والمتكررة، مؤكدًا أنه لا توجد شبكة تصريف تُبنى على أساس الحالات المطرية النادرة، كان رداً واقعياً، ولم يتهرب بأسباب غير مقنعة أو بأسلوب التعتيم الإعلامي غير المبرر. وحين شدد الدوسري على التمييز الواضح بين الرأي المسؤول والنقد البنّاء، وبين المحتوى الذي يهدف إلى التضليل أو تأجيج الرأي العام، فهو الإعلامي الخبير الذي يعي دور الإعلام في النقد والطرح الهادف الذي يخدم مملكتنا في المقام الأول. وأقتبس من رد معاليه على ما حدث في مطارات الرياض "أن ما حدث يُعد مثالًا حيًّا على حرية التعبير في المملكة، حيث شهدت الواقعة العديد من الانتقادات من مسافرين تضرروا من تأخير رحلاتهم، وهو أمر مفهوم، ويتم تفهّم مشاعر الاستياء المصاحبة له". وأكد وزير الإعلام على أن الدولة تفرّق بوضوح بين النقد البنّاء المشروع، وبين التحريض الذي يستوجب المساءلة والعقوبة وفق الأنظمة. وهذا المفهوم تعيه العديد من وسائل الإعلام التقليدية والحديثة، فالنقد بناء. والإعلام هو عين للمسؤول الحصيف الذي لا يخاف من ظهور الأخطاء وهو أمر وارد، يتعامل معها الإعلام على أنه شريك في التنمية، وعين محايدة على الأخطاء، وهو ما يساعده على الأداء الأمثل، والمتابعة المضاعفة، بدلاً من التقارير الداخلية التي تخشاه والتي قد تكون مضللة في بعض الأحيان. خلاصة القول: مواجهة الأخطاء في إعلامنا المحلي يقطع الطريق على تداوله خارجياً، حتى وإن كان لا نخشى الخارج في شيء، فنحن ماضون في طريقنا، وبمفاهيمنا وقيمنا. * المدير الإقليمي للمنطقة الغربية