يواصل الاحتلال "الإسرائيلي"، خروقاته الواضحة لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، عبر القصف الجوي والمدفعي مخلفًا شهداء وإصابات، فيما لا يزال ينفذ عمليات نسف لمنازل المواطنين، بالإضافة لانتهاكاته في تنفيذ البروتوكول الإنساني وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، الأمر الذي فاقم معاناة أهالي القطاع. وقد واصلت مدفعية الاحتلال قصفها لعدد من المناطق في القطاع بالتزامن مع إطلاق نار من مروحيات الاحتلال على مناطق انتشاره شرقي مدينة غزة. كما واستهدفت مناطق شرقي مخيم البريج وسط القطاع، فيما أطلق الطيران المروحي نيرانه بكثافة تجاه مدينة رفح جنوبي قطاع غزة. وارتقى 5 شهداء وأُصيب آخرون بعضهم في حالة خطيرة، الليلة الماضية، جراء قصف مدفعية الاحتلال مدرسة تؤوي نازحين بمدينة غزة خلال حفل زفاف في حي التفاح شرقي مدينة غزة. وقالت مصادر إن جثامين 5 شهداء بينهم امرأة، و5 مصابين (3 خطيرة و2 متوسطة) نُقلوا إلى مستشفى المعمداني وسط غزة، عقب استهداف مدفعي للاحتلال طال مدرسة في حي التفاح شرقي مدينة غزة، تُستخدَم مركزا لإيواء النازحين. ومنعت قوات الاحتلال طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إلى المكان لأكثر من ساعتين، مما أخّر عملية إجلاء الشهداء والإصابات. وقال جهاز الدفاع المدني في غزة، إنه تمكّن بعد التنسيق مع مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية من انتشال جثامين 5 شهداء، معظمهم من الأطفال، من المدرسة المستهدفة. وأكد أن استهداف المدارس ومراكز الإيواء التي تؤوي نازحين مدنيين يُعد انتهاكا جسيما للقانون الدولي الإنساني. ودعا المجتمع الدولي والمؤسسات الأممية إلى تحمّل مسؤولياتهم العاجلة في حماية المدنيين، وضمان سلامة مراكز الإيواء والطواقم الإنسانية. وأفادت مصادر طبية في مستشفيات غزة باستشهاد 400 شخص بنيران الاحتلال منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 11 أكتوبر الماضي. انعدام الأمن الغذائي حذّرت الأممالمتحدة من استمرار أزمة الجوع في قطاع غزة عند مستويات بالغة الخطورة، مؤكدة أن الغالبية الساحقة من السكان ما زالوا يعانون من انعدام حاد في الأمن الغذائي، في ظل وضع إنساني هش قابل للانهيار في أي لحظة، رغم التحسن النسبي في دخول المساعدات الإنسانية والتجارية منذ سريان وقف إطلاق النار في القطاع. وقالت الهيئة المشرفة على مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، ومقرها روما، إن التحليل الأخير أظهر تحسنًا محدودًا في بعض مؤشرات توفر الغذاء والتغذية، إلا أن القطاع لا يزال يعيش تداعيات مجاعة واسعة النطاق ضربته خلال الأشهر الماضية، مع بقاء مئات آلاف السكان على حافة الجوع الشديد. وأوضح التقرير، الصادر عن أعلى مرجعية عالمية لمراقبة أزمات الجوع، أن احتواء انتشار المجاعة جاء بشكل مؤقت وغير مستقر، محذرًا من أن كامل قطاع غزة لا يزال معرضًا للانزلاق مجددًا إلى المجاعة في حال تجدد القتال أو تعطلت سلاسل الإمداد والمساعدات. وأشار التقرير إلى أن نحو 200 ألف شخص ما زالوا يواجهون مستويات "كارثية" من انعدام الأمن الغذائي حتى أبريل المقبل، مؤكدًا أن أسوأ السيناريوهات، المتمثلة في استئناف الحرب أو وقف تدفق المساعدات، قد تدفع بالقطاع بأكمله مجددًا إلى المجاعة. وشددت المبادرة على أن "الاحتياجات ما زالت هائلة"، داعية إلى إدخال مساعدات مستدامة وواسعة وغير مشروطة تشمل الغذاء والوقود والمأوى والرعاية الصحية. ويأتي هذا التقييم بعد أشهر من تقرير صادم للمبادرة نفسها، أكدت فيه أن أكثر من 514 ألف فلسطيني، أي ما يقارب ربع سكان غزة، كانوا يعانون من المجاعة، في واحدة من أخطر الأزمات الإنسانية في العصر الحديث، حيث سُجلت لأول مرة في الشرق الأوسط حالة مجاعة مؤكدة في مدينة غزة، مع تحذيرات من تمددها جنوبًا. وقال أنطوان رينار، مدير برنامج الأغذية العالمي في الأراضي الفلسطينية، إن السكان باتوا يحصلون اليوم على وجبتين يوميًا بدلًا من وجبة واحدة كما كان الحال في ذروة المجاعة خلال الصيف الماضي، لكنه شدد على أن هذا التحسن "لا يعني تجاوز الأزمة"، في ظل غياب المأوى اللائق واستمرار النزوح الواسع. وبحسب منظمات إغاثية، فإن نحو 1.3 مليون فلسطيني يحتاجون بشكل عاجل إلى مأوى طارئ، بينما يعيش مئات الآلاف في خيام مغمورة بالمياه مع دخول فصل الشتاء. وفيما يرفض الاحتلال الإسرائيلي نتائج التقرير، تؤكد منظمات إنسانية أن الجوع في غزة لا يُقاس بعدد الشاحنات أو حجم السعرات الحرارية المعلنة، بل بقدرة الناس الفعلية على الوصول إلى الغذاء والماء والرعاية الصحية. وقالت بشرى خالدي، مسؤولة السياسات في منظمة "أوكسفام"، إن "هذه ليست معركة أرقام، بل معركة بقاء"، مضيفة أن الفلسطينيين "لا يستطيعون التعافي أو إعادة بناء حياتهم بعد مجاعة مدمرة، لأن الشروط الأساسية لذلك ما زالت غائبة". ورغم توفر بعض المواد الغذائية في الأسواق، تبقى القدرة على شرائها شبه معدومة. ويقول هاني الشمالي، وهو نازح من مدينة غزة: "هناك طعام، لكن الجوع مستمر لأن الناس بلا مال". وحذر خبراء المبادرة من أن أكثر من 100 ألف طفل تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و5 سنوات مهددون بالإصابة بسوء تغذية حاد خلال الأشهر ال12 المقبلة، ما قد يخلّف آثارًا صحية دائمة أو يؤدي إلى الوفاة. وكانت الأممالمتحدة قد وصفت عام 2025 بأنه الأكثر فتكًا بالجوع في غزة منذ بدء الحصار، مؤكدة أن القطاع خرج من مجاعة مدمرة، لكنه لم يخرج بعد من دائرة الخطر. أطفال غزة حذرت منظمة أطباء بلا حدود، من أن أطفال قطاع غزة يموتون بردًا، ودعت دولة الاحتلال الإسرائيلي إلى السماح بتكثيف إدخال المساعدات الإنسانية لتمكين الفلسطينيين من الصمود بمواجهة المنخفضات الجوية. وقالت المنظمة في بيان لها، أمس،"توفّي رضيع يبلغ من العمر 29 يومًا في مستشفى ناصر جنوبغزة، بعد ساعتين فقط من وصوله إلى جناح الأطفال الذي تدعمه أطباء بلا حدود". وأضافت: "رغم كل محاولات العلاج، تعذّر إنقاذ حياة الطفل، حيث قضى نتيجة انخفاض حاد في درجة حرارة الجسم". وحذرت من أن "طقس الشتاء القاسي، إلى جانب ظروف المعيشة المتردّية أصلًا، يؤديان إلى تفاقم المخاطر الصحية". ولفتت إلى أن فرقها "تواصل تسجيل معدّلات مرتفعة من التهابات الجهاز التنفسي، ومن المتوقّع أن تزداد هذه الحالات طوال فصل الشتاء، ما يشكّل خطرًا جسيمًا على الأطفال دون سن الخامسة". وفيما يتعلق بالمنخفض الجوي، قالت المنظمة: "في وقت تتعرّض فيه غزة لأمطار غزيرة وعواصف شديدة، تستمر معاناة مئات آلاف الفلسطينيين الذين يعيشون في خيام مؤقتة ومتهالكة تغمرها المياه". كما دعت "السلطات الإسرائيلية إلى السماح فورًا بتكثيف إدخال المساعدات إلى غزة وعلى نطاق واسع". ورغم وقف إطلاق النار، لا تسمح "إسرائيل" بدخول الخيام ومواد الإيواء إلى قطاع غزة، ما يجبر مئات الآلاف من السكان على العيش في خيام مهترئة وبدائية، في وقت تشهد المنطقة موجة برد وعواصف شديدة. لقاء نتنياهو - ترمب جمدت "إسرائيل" قراراتها بشأن صورة الأوضاع والمستجدات المتعلقة بغزة ولبنان وسورية إلى حين لقاء رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترمب، المقرر له في فلوريدا نهاية الشهر الجاري. يأتي ذلك بعد أن عقدت جلسة بالأمس لبحث المرحلة الثانية من خطة ترمب بشأن غزة، والتي يفترض أن تشمل نزع سلاح حماس وانسحابا واسع النطاق للجيش الإسرائيلي من القطاع وبدء إعادة الإعمار، والتي انتهت من دون حسم. وقال مصدر إسرائيلي مطلع على مجريات الجلسة، إن "نتنياهو ينتظر لقاءه مع ترمب، وإن صورة الوضع المتعلقة بالقطاع غير واضحة على الإطلاق"؛ بحسب ما أوردت هيئة البث العامة الإسرائيلية ("كان 11"). وشملت الجلسة سيناريوهات مختلفة حول الخيارات في غزة، تراوحت بين فقدان كامل للتدخل الأميركي في القطاع، وبين وجود أميركي عبر شركات مقاولات خاصة. كما طرحت إمكانية أن تتولى قوات الجيش الإسرائيلي نفسها نزع سلاح حماس، بما في ذلك سيناريو قد يؤدي في نهاية المطاف إلى إقامة حكم عسكري؛ وفقا ل"كان 11". وفي السياق، حذر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، من أنه "لن يكون هناك سلام" ممكن في قطاع غزة من دون نزع سلاح حماس،حسب قوله. إصابات واعتقالات أصيب شاب فلسطيني، فجر امس، بجروح خطيرة، برصاص قوات الاحتلال خلال اقتحام قرية "قراوة بني زيد" شمال غرب رام الله. وأفادت جمعية الهلال الأحمر، بأن طواقمها تعاملت مع إصابة شاب بالرصاص الحي في الرأس في حالة خطرة جدا من قراوة بني زيد، وجرى نقله إلى المستشفى. كما واصلت قوات الاحتلال حملات الاقتحام والاعتقال في عدد من مناطق الضفة الغربية، حيث داهمت منازل مواطنين ونفّذت اعتقالات مباشرة، ترافق بعضها مع تخريب متعمّد للممتلكات. واقتحمت قوات الاحتلال المغير شمال شرقي مدينة رام الله، ونفذت اعتقالات في صفوف المواطنين. واندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال في القرية التي تتعرض لاعتداءات من المستوطنين أيضًا. كما اقتحم جيش الاحتلال مخيم الجلزون شمال رام الله، وأصيب عدد من المواطنين برصاص قواته خلال اقتحام المخيم. كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة بدرس غربي رام الله. وفي قلقيلية، احتجزت قوات الاحتلال عدداً من المواطنين في وادي قانا شرق المدينة. وفي نابلس، أطلقت قوات الاحتلال الرصاص وقنابل الغاز خلال اقتحام بلدة قبلان جنوبالمدينة، وداهمت عددًا من منازل المواطنين. ويشار إلى أن الاحتلال كثّف من اعتداءاته على الفلسطينيين في الضفة الغربية بما فيها القدس، منذ بدء حرب الإبادة في غزة، ما أسفر حتى الآن عن استشهاد ألف و85 فلسطينيا وإصابة أكثر من 10 آلاف آخرين، إلى جانب اعتقال أكثر من 20 ألف فلسطيني، بينهم 1600 طفل، بحسب مصادر فلسطينية. المنازل المتضررة كشف نقيب المهندسين في قطاع غزة، شادي أبو زناد، عن إطلاق مبادرة تُعد الأولى من نوعها، تهدف إلى تقديم مشورة فنية مجانية للمواطنين لفحص منازلهم المتضررة أو المهددة بالانهيار، وذلك في أعقاب انهيار عدد من المباني مؤخرًا بفعل المنخفض الجوي الذي ضرب القطاع. وأوضح أبو زناد، في تصريح صحفي امس، أن المبادرة تسعى إلى تشكيل طواقم فنية متخصصة تضم مهندسين وخبراء من مختلف الاختصاصات، للعمل ميدانيًا على فحص المباني المتضررة، وتقييم مدى سلامتها الإنشائية، وتقديم التوصيات الفنية اللازمة بما يضمن سلامة المواطنين ويحدّ من مخاطر وقوع كوارث محتملة. وأشار إلى أن هذه الخطوة تأتي في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها سكان قطاع غزة، وما يرافقها من ضعف الإمكانيات وصعوبة تحمّل تكاليف الفحوصات الهندسية. وأكد أبو زناد أن نقابة المهندسين تهدف من خلال المبادرة إلى تعزيز الوعي الهندسي لدى المواطنين، وتقديم الدعم الفني المجاني قدر الإمكان، خاصة للأسر غير القادرة على تحمّل نفقات الفحوصات الهندسية المتخصصة. كما أعلن أنه سيتم قريبًا نشر رابط خاص بالمبادرة، يتضمن أرقامًا للتواصل المباشر مع الطواقم الهندسية المختصة، لتقديم الإرشادات والمشورة الفنية اللازمة، والإجابة عن استفسارات المواطنين المتعلقة بسلامة المباني المتضررة. ويُشار إلى أن الدفاع المدني في قطاع غزة كان قد أعلن في وقت سابق عن انهيار 17 مبنى بشكل كامل جراء المنخفض الجوي، بعضها كان يؤوي نازحين، إضافة إلى تضرر نحو 90 مبنى آخر بأضرار متفاوتة، ما أدى إلى وقوع وفيات وإصابات خطيرة. ويأتي ذلك في ظل الدمار الواسع الذي خلّفته الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، والتي أسفرت عن سقوط مئات الآلاف من الضحايا بين شهيد وجريح، إلى جانب آلاف المفقودين، وموجات نزوح واسعة، ودمار شامل طال معظم مدن ومناطق القطاع. البحث عن جثامين بدأت طواقم الدفاع المدني صباح أمس، بالبحث عن جثامين 55 شهيدًا من تحت أنقاض منازل بمدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة. وذكرت مصادر محلية أن طواقم الدفاع المدني بدأت عملية البحث عن جثامين 55 شهيدًا تحت أنقاض 13 منزلاً مدمرًا في خان يونس جنوبي القطاع. وكانت طواقم الدفاع المدني وبالتعاون مع مؤسسات دولية، انتشلت جثامين شهداء عائلة سالم من تحت أنقاض منزل لعائلة أبو رمضان في حي الرمال بمدنية غزة. ويوجد تحت أنقاض منازل قطاع غزة ما يزيد عن 9 آلاف شهيد ارتقوا في حرب الإبادة الإسرائيلية على مدار عامين. 3،413 شجرة تضررت 3,413 شجرة، غالبيتها من أشجار الزيتون، جراء اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه في مناطق الضفة الغربيةالمحتلة خلال الأسبوع الماضي. وأشارت المعطيات إلى أن هذه الفترة شهدت تصعيدًا ملحوظًا في اعتداءات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين، ما ألحق أضرارًا جسيمة بالقطاع الزراعي. ووفق التقرير، شملت الاعتداءات تجريف أراضٍ زراعية، واقتلاع أشجار، وتخريب شبكات ري تمتد لمئات الأمتار، حيث سجلت محافظتا رام الله والبيرة ونابلس النسبة الأكبر من الأضرار. وقدرت القيمة الإجمالية للأضرار بأكثر من 2.5 مليون دولار خلال أسبوع واحد. انعدام الأمن الغذائي في غزة الاحتلال يواصل عدوانه في الضفة استهداف أشجار الزيتون من الاحتلال والمستوطنين بالضفة