(سكني) يهدف إلى توفير الدعم للمواطنين المستحقين رؤية 2030 تولي توفير المسكن المناسب أهمية كبرى لتعزيز التنمية المجتمعية ظل توفير السكن المناسب وامتلاك منزل حلم كل انسان في هذه البسيطة، ومن أجل ذلك تجد الانسان يسعى الى امتلاك منزل ويضع ذلك من ضمن أولوياته في الحياة، ومن أجل هذه الغاية فقد قال منذ عشرات القرون حكمة تحكي هذا الواقع اذ تقول: فليكن المنزل أول ما يبتاع (أي يشترى) وآخر ما يباع، وفي عصرنا الحاضر فان هناك أسر لم يسعفها الزمن في امتلاك منزل لها، فلجأت بعد الله الى من يعينها على ذلك، وفي بلانا بلاد الإنسانية فقد أولت حكومتنا الرشيدة أيدها الله هذا الأمر جل اهتمامها وجعلته من ضمن أولوياتها، حيث يجد المعسرين المساعدة في توفير السكن وذلك من خلال مساهمة الجمعيات الخيرية في دفع الأجرة للمستأجرين من أصحاب العوز، بل تعدى الأمر ذلك الى قيام العديد من الجمعيات بتوفير المسكن مجاناً لتلك الأسر المحتاجة، فظهر ما يعرف بالإسكان التنموي والذي يخدم المحتاجين الى سكن في كافة مناطق المملكة. ويهدف الإسكان التنموي إلى توفير وحدات سكنية بحق الانتفاع للأسر المستحقة والأشد حاجة في المجتمع من المشمولين برعاية وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية المسجلين في بوابة الدعم السكني، وذلك بالتكامل والشراكة مع الجمعيات والمؤسسات الأهلية المنتشرة في جميع مدن ومحافظات المملكة، وهذا النوع من الإسكان يسعى إلى توفير المأوى للفئات الأشد احتياجًا، كي يتمتعوا بحياة كريمة، ولعل العديد من المؤسسات الخيرية تعمل على استقبال التبرعات في سبيل توفير السكن والمأوى للفقراء والمحتاجين والأيتام. ويعُد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- رائد العمل الخيري في المملكة، ومؤسس المشروعات الإنسانية التي رسّخت مفهوم التكافل الاجتماعي بين أبناء الوطن، كمشروعه -أيده الله- للإسكان الخيري الذي إنشاءه -أيده الله- عام 1413ه وأسهم على مدى ثمان وعشرين عاماً في مساعدة الأسر المحتاجة بمنطقة الرياض، عبر إسكانهم، وتنمية قدراتهم لتحقيق حياة أفضل لهم ولأجيالهم في المستقبل -بإذن الله- وما مشروع الإسكان الخيري الذي تبنى، إلا نموذج واقعي لذلك العطاء الخيّر له، حيث خفف من خلاله معاناة أسر فقيرة كانت قد تعرّضت منازلهم لانهيار وتصدع نتيجة الأمطار الغزيرة التي هطلت على الرياض في تلك السنة، بعد أن أبلغه بذلك سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله- ليأمر الملك سلمان حينها بإقامة مشروع إسكان لهذه الأسر تحت مظلة (جمعية البر)، ثم تحول إلى مشروع خيري مستقل عام 1418ه، حتى أصبح جمعية خيرية عام 1429ه. وتبذل بلادنا جهودًا عظيمة في سبيل تأمين المأوى للفئات الأشد احتياجًا، فقد دشنت العديد من برامج الإسكان لتأمين السكن بنظام الانتفاع للأسر الأشد حاجة، ولعل برنامج الإسكان التنموي التابع لوزارة الإسكان كان أحد أهم البرامج السكنية التنموية التي أقدمت المملكة على القيام بها في السنوات الأخيرة، فهي لا تعمل على توفير المأوى الأشد احتياجًا فحسب، بل قدمت مؤسسة إخاء الخيرية لرعاية الأيتام جهود كبيرة في سبيل تأمين مأوى مناسب للأيتام بعد ترك دور الرعاية، وهذا عن طريق استقبال التبرعات وتقديمها مباشرة لتملك وحدات سكنية للأيتام تعاونهم على عيش حياة أفضل، والمتأمل في الفكر النيّر للملك سلمان بن عبدالعزيز -رعاه الله- يجده فكرًا سابحًا في الآفاق يتناول في معطياته العديد من المرتكزات الإنسانية النبيلة المنطلقة من تعاليم شريعتنا الغرّاء التي تحث على فعل الخير، ومد يد العون للمحتاج، لذا كان الملك سلمان رئيسًا للعديد من اللجان، والمشروعات، والجمعيات ذات الطابع الإنساني، والتنموي، والخيري. إسكان خيري يعد الإسكان الخيري مبادرات ومؤسسات غير ربحية تهدف لتوفير سكن لائق للفئات المحتاجة، حيث يتم توفير مأوى بالإسكان الخيري للفئات التي لا تمتلك دخل أو تمتلك دخل محدود لا يغطي عيشهم في مسكن يلائم ظروفهم المعيشية، حيث يتم توفير هذا المأوى الخيري من خلال التبرعات أو دعم المنظمات غير الربحية، وكذلك عن طريق المؤسسات الخيرية التي تتكفل بتوفير المأوى إلى مستحقيه، وببساطة تشمل مشاريع الإسكان الخيري العديد من الجوانب، أولها توفير وحدات جاهزة للمحتاجين، فضلًا عن تجديد المنازل كي تكون صالحة لعيش حياة آدمية، وكذلك تقديم المساعدات اللازمة لدفع الإيجارات، مما يسهم في عيش هذه الفئات حياة أفضل وأكثر راحة وطمأنينة مع تحقيق المزيد من الاستقرار الاجتماعي لكافة فئات المجتمع، وتكمن أهمية الإسكان الخيري في: تحسين مستوي معيشة الفرد اذ يوفر السكن الخيري مأوى للأفراد والعائلات التي لا مأوى لها، مما يساعد بتحسين جودة حياتهم ويزيد من شعورهم بالأمان والاطمئنان، وتعزيز الشعور بالاستقرار، ويتحقق هذا الشعور بتأمين مأوى وسكن مريح للفرد، وبالتالي فإن الإسكان الخيري يحقق هذا الشعور ويزيد من تمتع الفرد بالاطمئنان والراحة، إضافة الى تحقيق العدالة الاجتماعية، فعندما يعيش جميع أفراد المجتمع في مساكن آمنة وتخلو الشوارع من المشردين، فهذا بدوره يحقق العدالة الاجتماعية، ويعمل على سد الفجوة بين الأغنياء والفقراء كما يعمل على تقليل الأعباء المادية على المحتاجين، ويعد الأيتام من الفئات الأكثر استحقاقًا للحصول على سكن خيري، حيث يحتاج الأيتام إلى المأوى، وتحديدًا بعد ترك دور الرعاية، ففي الغالب لن يكونوا قادرين على الاستقلال بمفردهم بعد ترك دار الرعاية، وبالتالي يحتاجون إلى سكن للشعور بالمزيد من الاستقرار، إضافة الى الأرامل والمطلقات الذين يحتاجون إلى مأوى، وبالتالي يكون الإسكان الخيري طوق النجاة لهم كي يعيشوا حياة كريمة، كما تبرز حاجة الأسر ذات الدخل المحدود التي لا تستطيع تحمل تكاليف شراء منزلا جديدا، ولا إلى استئجار مأوى، وهذه الفئة تعتبر من أكثر الفئات احتياجًا إلى الدعم، سواء بتوفير سكن خيري أو عن طريق استئجار سكن ودفع الإيجار الشهري لهم، كما توجد العديد من الفئات المحتاجة لهذا السكن، ومنها المسنين والأسر المشردة، فضلًا عن أصحاب الإعاقة والعائلات التي لا تمتلك دخلا ثابتا، فجميعهم بحاجة إلى الدعم وتتطلب اهتمام من نوع خاص وتكاتف من جميع أفراد المجتمع لتوفير حياة كريمة وآمنة لهم. البرنامج السكني يعتبر الإسكان من الاحتياجات الأساسية للإنسان، حيث يسعى الكثيرون للحصول على وحدة سكنية تناسب احتياجاتهم وظروفهم المعيشية، ومن أجل تحقيق هذا الهدف، تقدم وزارة الإسكان في المملكة برنامجًا سكنيًا يهدف إلى توفير الدعم السكني للمواطنين المستحقين بمسمى برنامج (سكني) يعتمد نظام نقاط لتحديد الأولوية، وتُحسب النقاط بناءً على عوامل رئيسية مثل عدد أفراد الأسرة (الأكثر أفراداً يحصل على نقاط أعلى)، مستوى الدخل (الأقل دخلاً يحصل على نقاط أعلى)، عمر المتقدم (زيادة النقاط مع تقدم العمر)، أسبقية التسجيل، الحالة الاجتماعية (كالأرامل والمطلقات)، وجود إناث غير متزوجات فوق سن الأربعين، وبعض الحالات الخاصة، ويتم جمع النقاط لتحديد المستحقين للدعم السكني، وتُعطى الأولوية لمن يجمع نقاطاً أكثر، وفي حال التساوي يتم اللجوء لمعايير أخرى كالدخل، والأقدمية. جمعية الملك سلمان للإسكان الخيري تأسست جمعية الملك سلمان للإسكان الخيري سنة 1418ه برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- حينما كان أميراً لمنطقة الرياض، ومنذ اليوم الأول لإنشائها وضعت الجمعية خارطة طريق لضمان تطبيق أفضل الممارسات لتحقيق أهدافها الإستراتيجية الرامية إلى توفير منتجات سكنية ملائمة غير هادفة للربح للأسر ذات الدخل المنخفض، إلى جانب الارتقاء بمستواهم الاقتصادي والاجتماعي لتكون لهم إسهامات مباشرة في نهضة الوطن، وتماشيًا مع الاهتمام الكبير الذي أولته الرؤية الطموحة لتطوير منظومة القطاع الثالث غير الربحي، عملت الجمعية على تطوير هيكلة كيانها لتصبح رافدًا تنمويًا قادرًا على القيام بمهامه الاجتماعية ، وتلبية احتياجاته التشغيلية من خلال المشاريع الاستثمارية ذات الأثر الاجتماعي ، مستهدفةً بذلك تطوير مبادرات عملية وسريعة لرفع نسبة تملك المساكن للمواطنين ذوي الدخل المنخفض ، وبنت الجمعية توجهاتها من منطلق إيمانها وقناعاتها الراسخة بأن توفير المسكن المناسب يجسد قمة سلم أولويات الاحتياجات الضرورية للإنسان ، ويعتبر أحد أهم اللبنات التي تشكل نمط حياة المواطن وترتقي به إلى آفاق أفضل في أداء واجباته المأمولة تجاه وطنه وأسرته على أكمل وجه ، ومن هذا المنطلق عملت الجمعية خلال الفترة الماضية على عدد من المسارات والخطط الاستراتيجية، مستلهمة قيم العزم والعطاء التي أرساها خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – منذ تأسيس هذا الكيان لخدمة المواطنين الأكثر حاجة من خلال منتجات سكنية ملائمة وبرامج تنموية تنهض بواقعهم الاقتصادي والاجتماعي إلى آفاق أفضل تجاه وطنهم وأسرهم ، واستمرارا لمسيرة العطاء ، وضعت حكومتنا الرشيدة – حفظها الله – نصب عينيها توفير المسكن المناسب كأحد أهم مكونات استراتيجيات الرؤية الوطنية الطموحة 2030، والتي حرصت في البعد الرابع لخطتها التنفيذية لبرنامج التحول الوطني 2020 ، على تعزيز التنمية المجتمعية وتنمية القطاع غير الربحي على مختلف مستوياته، ليكون له دور أكثر فاعلية من خلال التكامل مع القطاعين العام والخاص ، وتماشيًا مع هذه الاستراتيجية، استشعرت جمعية الملك سلمان للإسكان الخيري حجم مسؤولياتها وعقدت العزم على مضاعفة الجهود للقيام بواجبها نحو الوطن من خلال تعظيم أثرها على القطاعين الإسكاني والخيري عبر توفير منتجات سكنية ملائمة غير هادفة للربح تقدم إلى الأسر الأكثر حاجة ، إلى جانب استحداث برامج تنموية تسهم بشكل مباشر في الارتقاء بمستواهم الاقتصادي والاجتماعي ليكون لهم أثر مباشر في نهضة الوطن ، وهناك العديد من الخطط والسياسات التي تنتهجها الجمعية وتعد الشراكات التكاملية هو فصل آخر من المبادرات الخلّاقة التي تعمل عليها مع مختلف القطاعات، وعلى رأسها وزارة الإسكان وصندوق التنمية العقارية والمطورين العقاريين والجامعات والجمعيات الخيرية والمؤسسات المالية ، وعدد من الجهات ذات العلاقة في القطاعين العام والخاص ، والتي ستفضي –بإذن الله– إلى تعظيم الأثر التنموي ، لتتمكن بذلك من مواكبة الاحتياج الإسكاني المتزايد في طلبات المواطنين وتحقيق أهدافها بشكل أسرع وأكثر جودة . إعداد: حمود الضويحي