شدّد الرئيس الأميركي دونالد ترمب الثلاثاء على أن الأسعار تتراجع "بشكل هائل" بالنسبة للأميركيين، وذلك أثناء تجمّع هدف للتعامل مع الغضب المتزايد حيال تكاليف المعيشة. وتوجّه ترمب الذي تحدّث من كازينو في ولاية بنسلفانيا العمالية برسالته الاقتصادية إلى الشارع لأول مرة منذ شهور مع تراجع معدلات التأييد له قبيل انتخابات منتصف الولاية المقررة في 2026. لكن الرئيس البالغ 79 عاما تطرّق إلى مجموعة من المواضيع التي سبق وجاء على ذكرها لدى ترشحه العام الماضي، بما يشمل خطابه التحريضي بشأن الهجرة وانتقاداته لما وصفها بالدول "القذرة". ورفض الرئيس بغضب ما وصفها ب"خدعة" الديموقراطيين بشأن عدم قدرة الأميركيين على تحمّل تكاليف المعيشة، لكنه أبدى إشارات تدل على أنه يدرك بأن المسألة تضر بالجمهوريين قبيل انتخابات التجديد النصفي. لكن الرئيس يحاول إقناع الناخبين بأن التضخم سببه سلفه الديموقراطي جو بايدن، وبأنه غير قادر على إصلاحه وحيدا. وقال ترمب للحضور في كازينو ريفي في ماونت بوكونو في بنسلفانيا "لا يمكنني القول إن ارتفاع تكاليف المعيشة خدعة لأنني أتفق بأن الأسعار ارتفعت كثيرا... لكنهم يستخدمون كلمة تكاليف المعيشة وهذه الكلمة الوحيدة التي يعرفونها. يقولون تكاليف المعيشة ويقول الجميع إذا لا بد لذلك أن يعني بأن ترمب يرفع الأسعار . كلا، أسعارنا تنخفض بشكل هائل عن أعلى أسعار سُجّلت في تاريخ بلدنا". ويصر ترمب على أن أسعار الوقود تنخفض كما أسعار سلع استهلاكية أساسية مثل لحم البقر والبيض والقهوة، علما بأن التضخم تسارع في الولاياتالمتحدة في سبتمبر إلى 2,8 في المئة على أساس سنوي. الخطاب بشأن الهجرة أعرب أنصاره الذين احتشدوا رغم البرد القارس لرؤيته عن قلقهم حيال الأسعار لكنهم أكدوا على دعمه لحل المشكلة. وقالت بريانا شاي (26 عاما) لفرانس برس "لا يمكنه إصلاح كل ذلك في غضون أقل من عام". لكن تركيز ترمب انصب الثلاثاء على الهجرة، وهي قضية ساهمت بفوزه في انتخابات 2016 و2024 ونفّذ حملة كبيرة للسيطرة عليها منذ عودته إلى السلطة. وكرر ترمب انتقاداته للمهاجرين الصوماليين، بما في ذلك النائبة ذات الأصل الصومالي إلهان عمر، ودولة الصومال بحد ذاتها. وركّز على هذا الموضوع تحديدا بالتزامن مع فضيحة في ولاية منيسوتا حيث يقول مدعون إنه تم تخصيص مبلغ تجاور المليار دولار لخدمات اجتماعية لا وجود لها، وهو أمر تم بمعظمه عبر فواتير كاذبة قدّمها أميركيون من أصول صومالية. كما تباهى بوضعه حدا للهجرة من عدد من البلدان من بينها أفغانستان وهايتي والصومال. وتشكّل مسألة الهجرة موضوعا مريحا بالنسبة لترمب في ظل تنامي مشاعر عدم الرضا حيال الاقتصاد والذي ألقى الأميركيون باللوم فيه وإن كان جزئيا، على رسومه الجمركية واسعة النطاق. أميركا أولا وحقّقت شخصيات ديموقراطية ركّزت حملاتها على مسألة تكاليف المعيشة فوزا كبيرا في انتخابات الشهر الماضي لمناصب رئيس بلدية نيويورك وحاكمي نيوجيرزي وفيرجينيا. وينظر الجمهوريون بعين القلق بشكل متزايد إلى انتخابات منتصف الولاية الرئاسية العام المقبل والتي ستحدد أي الحزبين سيهيمن على الكونغرس. تتعرّض أحزاب الرؤساء الأميركيين عادة لانتكاسة في انتخابات منتصف الولاية، لكن كبيرة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز قالت الاثنين إنها تعتزم وضع اسم ترامب "على ورقة الاقتراع" لحشد الناخبين الموالين له الذين قد يمتنعون عن التصويت ما لم يجر ذلك. إلا أن ترمب يواجه أيضا انتقادات متزايدة من صفوف حركته "أعيدوا لأميركا عظمتها" مع دعوات له للتركيز على الاقتصاد بدلا من اتفاقيات السلام في الخارج. وقالت حليفته السابقة مارجوري تايلور غرين التي اختلفت معه في نوفمبر، إنّ الرئيس فشل في التركيز على قضية تكاليف المعيشة. وصرّحت في مقابلة على شبكة "سي بي إس" بُثّت الأحد، "بالنسبة إلى رئيس شعاره أميركا أولا ، كان يجب أن يكون التركيز الأول على السياسة الداخلية، ولم يحصل ذلك".