يُطلَب من لاعب كرة القدم أن يؤدّي واجبه داخل الميدان على أكمل وجه، وفي الوقت نفسه يتعيّن عليه، حين يحضر المؤتمرات الصحفية، أن يكون متحدثًا لبقًا يمتلك مخزونًا ثقافيًا عاليًا يمكّنه من تقديم إجابات جيدة، تساعد الإعلام في أداء رسالته، وتُقنع المشجع بكلام متزن ورصين. فاللاعب قد يكون نجمًا موهوبًا بالفطرة، أو لاعبًا مصنعًا يمكنه -إن اجتهد- أن يصل إلى مرتبة النجومية، وكلٌّ بحسب جده واجتهاده واهتمامه بنفسه. أمّا الثقافة فهي حاجة مكتسبة تقوم على القراءة والاطّلاع، أو الاستماع والإنصات لأفضل المتحدثين، كي ننهل من علومهم المفيدة ونكتسب منهم الكلمات المؤثرة. وفي الحقيقة، أبهرني الرد الدبلوماسي لحارس منتخبنا العملاق نواف العقيدي على أحد الصحفيين الخليجيين الذي سأله، في المؤتمر الصحفي الأول للمنتخب في مونديال العرب بالدوحة، عن تراجع مستوى منتخبنا رغم صرف المليارات؛ وكأنه -على طريقة المثل- "مَن دَقّ الباب لَقَى الجواب". لقد لقّن لاعبنا ذلك الصحفي درسًا بليغًا؛ إذ كان من المفترض بالصحفي أن يعرف أساسيات مهنته، وأن يوجّه سؤاله للشخص المناسب. فاللاعب يُسأل عن استعداده للمباراة، وعن جاهزيته للبطولة، لا عن أمور أكبر من دوره وصلاحيته، وكأنه المسؤول عن الدعم المالي للرياضة! فمثل هذا السؤال موجّه -على سبيل المثال- لرئيس الاتحاد السعودي، الذي يمكنه بدوره أن يجيب بكل صدر رحب، بل ويُفصّل لك فوائد هذا الدعم الذي تراه أنت مهدَرًا، بينما نحن استفدنا منه استفادة قصوى في جوانب متعددة. ختامًا: نصيحة لكل صحفي: ضع سؤالك للشخص المناسب قبل أن يضعونك في موقف محرج، ونصيحة أخرى لكل لاعب: ثقف نفسك عند الظهور الإعلامي؛ فقد يفتح لك ذلك بابًا في المجال نفسه بعد اعتزالك كرة القدم. حسين البراهيم