في قلب جده التاريخية ارتبطت ذاكرة الزمان والمكان بالمعالم الشامخة في ذاكرة الوطن، وفي مقدمة هذه المعالم الأثرية يأتي "باب مكة" و"بيت نصيف" اللذان شكلا أحد أهم وأعرق المحطات على يد المؤسس -رحمه الله-، ولعل الذاكرة تقودنا إلى يوم الخميس الثامن من جمادى الآخرة عام 1344ه، الموفق لعام 1925 عندما دخل الملك عبدالعزيز مدينة جدة عبر باب مكة، الذي يعد الباب الثامن من أبواب السور القديم لهذه المدينة البحرية العتيقة التي تميزت بدقة الزخارف والنقوش المعمارية الفريدة التي ما زالت شاهدة على أصالة المكان وعبقه التاريخي المجيد، حيث اتجه المؤسس إلى بيت نصيف وسط أهازيج الفرحة والبهجة والولاء للأهالي بوصول موحد هذا الوطن، والذي أقام فيه عشرة أيام استقبل خلالها جموعاً من المواطنين المبايعين. وشهد بيت نصيف عقد المؤسس للعديد من اللقاءات مع كبار المسؤولين، وتخصيصه وقتًا للاستماع إلى شكاوى الأهالي ومطالبهم في صورة جسدت بوضوح حرصه الكبير على القرب من المواطنين ورعاية شؤونهم، هذا ويُعد بيت نصيف، الذي شيّده الشيخ عمر أفندي نصيف عام 1289ه - 1872م-، نموذجًا فريدًا للطراز الحجازي، بمساحة تقارب 900 متر مربع وبارتفاع أربعة طوابق تضم أكثر من أربعين غرفة. يذكر أن وزارة الثقافة واصلت العمل وما زالت مستمرة لتوثيق بيت نصيف أحد أهم مواقع الإرث الوطني والحضاري العالمي. بيت نصيف