سجّل كريستيانو رونالدو هدفًا رائعًا بمقصية مذهلة أطلقها في اللحظة الأخيرة من المباراة أمام الخليج، وكان ختامها مسكًا. ومن الطبيعي أن تترك مثل هذه الأهداف ردود فعل إعلامية وجماهيرية واسعة، فقد تغنّى الجميع بالطريقة البهلوانية التي سجّل بها أحد أساطير كرة القدم. وعلى إثر ذلك، أعاد عشّاق الأهلي والهلال تداول فيديو هدفي عمر السومة اللذين سجلهما بالطريقة ذاتها في مرمى الاتحاد قبل عدة مواسم، إضافة إلى هدف سالم الدوسري الذي لا يُنسى، المشابه لهما، في شباك الفيصلي خلال نهائي كأس "السوبر". ولا يمكن لأي هدف جميل أن يُمحى من الذاكرة الرياضية، ولكن هناك فرق بين لاعب يسجّل هدفًا رائعًا ولا يتغنى به سوى أنصاره وبعض المحايدين —وهم قلّة طبعًا— وهذا ليس مقارنة بين اللاعبين، وإن اعتبرناها مقارنة فهي ستكون ظالمة، وبين لاعب آخر يصل صدى هدفه إلى ملايين العشّاق حول العالم، وهو ما يمنح الدوري قيمة تسويقية وانتشارًا واسعًا لا يمكن تجاهله. نصل هنا إلى نقطة في غاية الأهمية، الإشادة بهدف رونالدو لا تعني أبدًا الانتقاص من هدفي السومة والدوسري؛ فالجميع يتذكّر جيدًا أن هذين الهدفين نالا حقهما الإعلامي والجماهيري بجدارة، لكن مشكلة المتعصّبين أنهم يبحثون دائمًا عن أي أمر سلبي لتفريغ ما بداخلهم، وينشرون سمومهم على حساب الآخرين! ختامًا، لا تبتئس إن لم يتغنَّ الإعلام والجماهير كافة بلاعبك المفضّل؛ يكفيك أنت أن تُنصفه، فهذا وحده كافٍ. ولا تتوقع من غير المحب أن يشيد بما لا يراه؛ فهو لا يرى إلا الجانب السلبي والمظلم.