في كل مرة يثبت اللاعب السوري عمر السومة مهاجم الأهلي أنه من طينة الكبار، ولعل الهدف العالمي الذي سجله في مرمى الاتحاد في ديربي جدة أمس الأول يؤكد العقلية الكبيرة والقدرة التهديفية الهائلة التي يتمتع بها النجم الخلوق الذي غالباً ما يتجلى في المناسبات الكبيرة حتى أصبح حديث الأوساط الرياضية. ومع أن السومة الذي يلعب في صفوفه الأهلي منذ خمسة مواسم تقريباً، سجل 99 هدفاً في 101 مباراة في دوري المحترفين، إلا أن هدفه في مرمى الجار يعتبر من الأهداف التاريخية التي ستبقى راسخة في ذاكرة الجماهير لسنوات طويلة خصوصاً وأنه يعتبر أجمل هدف في دوري هذا العام وربما الأفضل في السنوات الخمس الأخيرة. وتعرض السومة لعاصفة من الانتقادات اللاذعة بعد الفرص العديدة والسهلة التي أهدرها في مباراة فريقه أمام الوصل الإماراتي في إياب الدور ربع النهائي لكأس زايد للأندية الأبطال، قبل أن يصالح جماهيره ويرد على منتقديه في نفس الوقت بهدف عالمي، عندما روّض الكرة على صدره تحت ضغط اثنين من مدافعي الاتحاد في الدقيقة 78، ثم لعبها خلفية مزدوجة لم يشاهدها حارس الاتحاد فواز القرني إلا وهي تعانق شباكه كهدف تعادل انتهت عليه المباراة. هذا الهدف الذي قلّ أن تشاهد الجماهير مثله في الدوريات العالمية، نشّط ذاكرة عشاق المستديرة التي تغنت في الموسم الماضي بهدف البرتغالي كريستيان رونالدو لاعب ريال مدريد السابق في مرمى فريقه الحالي يوفنتوس الإيطالي في ذهاب الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا، قبل أن يكرر زميله الويلزي جاريث بيل لاعب الريال، نفس السيناريو ويسجل هدفاً رائعا من ضربة مقصية في مرمى ليفربول الإنجليزي في نهائي النسخة الأخيرة لدوري أبطال أوروبا. وعلق السومة على الهدف الرائع الذي سجله في مرمى الغريم التقليدي، بقوله: «لم أجد سوى هذا الحل لركل الكرة، وسأترككم تستمتعون به»، معبراً عن سعادته بالعودة للتسجيل بعد غياب. وأكد السومة أنه تعرض لضغوطات كبيرة بعد العودة من منتخب بلاده، وقال في تصريحات صحافية: «كنت ألعب مباراة كل 3 أيام، لمدة 3 أشهر، وبالنسبة لي ليس مهما التسجيل، بل المهم هو عدم خسارة الفريق». وأضاف الدولي السوري: «جلست مع المدرب، وشرحت له وضعي مع الفريق، لأني لم أكن جاهزًا على المستوى الذهني، بالإضافة لمشكلة شخصية مررت بها مؤخرا، والحمد لله نجحت في تخطي الظروف التي كنت أعانيها». ووعد السومة جماهير فريقه بالتعويض في البطولة العربية، ودوري أبطال آسيا، والظهور بمستوى مغاير عن مواجهة الديربي.