تختلف الأعمار في الفئات السنية لمنتخباتنا السعودية، ولكن يجمعها أمر واحد لا يتغير، وهو الخروج المبكر من المونديال بالطريقة ذاتها، والوتيرة نفسها، رغم ما نملكه من مواهب فنية مميزة. غير أن مصدر الإخفاق الحقيقي يكمن في الجانب البدني الضعيف والهزيل! قبل أشهر قليلة، ودّع منتخبنا الشاب كأس العالم، واليوم يغادر منتخب الناشئين البطولة ذاتها من الدور الأول، بعد خسارته أمام منتخب مالي بهدفين نظيفين. ورغم تفوقنا الفني والمهاري، فإن الفارق البدني واللياقي الهائل رجّح كفة المنافس، ليؤكد مجدداً أن مشكلتنا ليست في القدم أو الفكر، بل في الجسد والإعداد البدني. إذاً، نحن أمام مشكلة متجذّرة في منظومتنا الكروية، تستحق وقفة جادة من أصحاب الشأن. فهل من حلٍّ مستقبلي؟ وهل تحظى هذه القضية بالأهمية التي تستحقها حتى نجد علاجاً نهائياً لها؟ اللاعب السعودي موهوب بالفطرة، وهذه حقيقة لا يختلف عليها اثنان، لكن ما ظهر في تجارب كأس العالم الأخيرة يؤكد وجود خلل واضح في الإعداد البدني. ولو كان اللاعبون يملكون القوة نفسها التي يمتلكونها مهارياً، لوصلنا -بلا شك- إلى مراحل متقدمة من البطولة. المنتخبات الأخرى عرفت مكمن ضعفنا، فاستغلته بذكاء، وتفوّقت علينا بقوتها ولياقتها العالية. أما الإعلام، فدوره التنوير والنقد الموضوعي، وتسليط الضوء على الجوانب السلبية والإيجابية. لكن المسؤولين في الاتحاد هم المعنيون بوضع الحلول الجذرية، عبر دراسة علمية ومنهجية ترفع من كفاءة اللاعب البدنية، وتجعله قادراً على مجاراة المنتخبات العالمية التي تتسم بالقوة والشجاعة البدنية. فهذا هو الطريق الحقيقي الذي سيمكننا من الوصول إلى الأدوار النهائية في البطولات الكبرى. رسالة إلى لاعبينا الموهوبين: ل قد خضتم تجربة المونديال، وهي بمثابة إنذار مبكر لمستقبلكم الكروي إن لم تعملوا على تطوير أجسادكم بدنياً، من خلال التغذية السليمة، والالتزام بالتدريبات، والمثابرة اليومية. فالموهبة وحدها لا تكفي، والاستمرارية في الملاعب تحتاج إلى جسد قوي يساند المهارة. ختاماً: في كرة القدم الحديثة، لم يعد يكفي أن تكون لاعباً فناناً يملك الموهبة والمراوغة، بل يجب أن تضيف إلى مهارتك القوة البدنية التي تمنحك الثبات والاستمرارية، وتجعلك لاعباً متكاملاً قادرًا على المنافسة في أعلى المستويات. حسين البراهيم