أكملت محافظة رجال ألمع استعدادها المبكر قبل بداية إجازة الخريف لهذا العام لاستقبال حركة الوفود الكبيرة للسياح والزوار الذي تأهبوا لمغادرة المرتفعات الجبلية الباردة بحثا عن مواطن الدفء التهامي داخل هذه المحافظة العريقة، ومع قرب إجازة الخريف لهذا العام بادرت المحافظة باعتبارها وجهة سياحية وثقافية فريدة، إلى إطلاق رزنامة من الفعاليات الثقافية والتراثية لاستيعاب هذه الوفود التي تبحث عن الطبيعة الماطرة والشلالات الهادرة والغابات الكثيفة التي حولت ألمع إلى لوحة ساحرة جاذبة، هذا وتتميز ألمع السهل والجبل بجمال البيوت الحجرية التراثية المبنية على سفوح الجبال، ما يعكس قدرة الألمعي على التكيف مع التضاريس الجبلية عبر قرون مضت، ويقدم للزائر الأبعاد الحضارية للمكان والانسان ما جعلها ايقونة مهمة على مستوى الوجهات السياحية والتراثية في المملكة، وسوف يسعد الزوار دهشة عندما يشاهدون الطرق المعبدة بين المرتفعات لربط القرى المتناثرة في الأودية بقمم الجبال، وتدرج مزارع الذرة والبن والدخن على هذه المرتفعات والسهول التي تعكس ارتباط سكان المحافظة بالأرض والموروث الزراعي عبر الأجيال المتعاقبة والحالية. وتضم بلاد ألمع العديد من المناحل التقليدية التي تعكس مكانة العسل في الاقتصاد المحلي، فيما تستهوي الطرق الترابية الزائرين للقيام برحلة استكشافية بين أشجار السدر والسيال والطلح، وسط أجواء طبيعية مبهرة. فيما انهت قرية "رُجال" التراثية التي يزيد عمرها على ثلاثة قرون، كافة الترتيبات والخدمات اللوجستية لاستقبال الزائر والسائح لمشاهدة هذه التحفة المعمارية الهندسية لهذه الحصون التي شُيّدت مبانيها من الحجر والطين والخشب بارتفاعات تصل إلى ثمانية طوابق، ونقشت واجهاتها بما يعرف محليا بالقط العسيري الشهير, أيضا الاطلاع خلال هذه الرحلة الخريفية على أحد أهم المتاحف التراثية القديمة، والذي تم إعادة تأهيله وترميمه عام 1985م، وأصبح مرجعًا حيًا لتاريخ عسير وموروثها الثقافي. ولازالت ألمع أرض العطر والمطر بفضل تنوعها الطبيعي والتاريخي والثقافي، تعزيز مكانتها وجهة سياحية وطنية متكاملة، تستقطب الزوار الباحثين عن الطبيعة الساحرة والتاريخ العريق في قلب عسير. شلالات ألمع تستقطب زوار الخريف