على سفوح جبل ساق الشاهق، بعلو يلامس 2750 متراً من على سطح البحر، تكسوه الأشجار البرية أشجار العرعر، والفندر، والطلح، والتين الشوكي، والضهيان، وفي موقع استراتيجي يتوسط بين مركزي الشفا والهدا بمحافظة الطائف، وقرى المحمدية، تبقى قرى الغريف أشبه بدرر طبيعية ترصع سفوح الجبل العلم. ونحن نجوب قرى الغريف حاصرتنا الدهشة، حيث ملامح الريف الجبلي ما زالت حاضرة بجلاء، تتبدل القرى وتتغير الهجر، وتظل قرى الغريف متشبثة بطبيعتها، موروثها، ومكوناتها، فيعيش أبناء القرية حالة من الحب لحد العشق، للجغرافيا والأرض، رغم الابتعاد عنها لظروف العمل، والعيش. فيصل الخالدي أحد أبناء القرية الحالمة في أحضان الطبيعية قال ل"الرياض" بمجرد الاقتراب منه: على سفوح الجبال عشرات الأنواع من الأشجار والنباتات العطرية والطبيعية، التي أثبتت أنها مواد صناعية ناجحة كعطور ومستحضرات للتجميل، والعناية بالبشرة، بل أصبحت علامة فارقة تميز المنتج الطائفي، ولنا تجارب في الإنتاج والتعبئة العصرية التي صدرت المنتجات إلى دول خليجية وأوروبية، لثقتها في المنتج السعودي. وتبرز أنشطة المقاهي الجبلية والمطلات الطبيعية، والتنزه في المتنزهات الجبلية، والتجول في المزارع والوديان، وزيارة مزارع الورد الطائفي، والتخييم أو الإقامة في الأكواخ الخشبية وسط الطبيعة، بجلاء في قرى الغريف، التي تبعد عن الطائف بنحو 30 كم، كوجهة سياحية واعدة تملك مقومات طبيعية لافتة. ومن بوابة القرص الشعبي المعروف بالملة الذي يُعتبر من رموز المطبخ الجبلي في مرتفعات الحجاز، حيث يتميز بنكهته وببساطته، وطريقته التقليدية في الإعداد على جمر الحطب مباشرة، مما يمنحه مذاقًا تراثيًا فارقاً، تتحول المخبوزات والأكلات الشعبية في الغريف إلى موروث ومورد يسهم في جذب السياح والمتنزهين أمثالنا، ليضفي على الأمكنة هناك جواً ماتعاً بين الطبيعية والموروث.