هل يُعقل أن يُقال إن الدوري السعودي، بكل قوته وإثارته ونديّته، والذي يمتد لأكثر من ثلاثين جولة، يُهدى لأحد اللاعبين أو يُجامل على حساب فرق أخرى؟! دورينا هو أفضل دوري خليجي وعربي، وقد أصبح في السنوات الأخيرة من أفضل الدوريات العالمية، ما يعني أنه تطوّر وارتقى على عكس من لم يرتقِ فكرهم وعقليتهم التي ما زالت تؤمن ب"نظرية المؤامرة" وتُغلفها بإطارٍ تعصّبيٍّ مقيت. كريستيانو رونالدو، عندما جاء إلى دورينا قبل ثلاث سنوات، أضاف إليه الكثير بشعبيته الجارفة ونجوميته الغنية عن التعريف، وساهم في القفزة الهائلة التي شهدناها. ومع ذلك، وفي ظل وجوده، لم يحقق الدوري إلا النادي الذي يستحقه، ما يدل على أن دورينا لا يُهدى لأحد بالمجان، بل يُنال بالتعب في الملعب وبجدارةٍ واستحقاق من خلال هزيمة المنافسين داخل المستطيل الأخضر. وللأسف، أصبحت في السنوات الأخيرة ثقافةٌ متجذّرة لدى البعض، مفادها أنه عندما يكون نادٍ ما في المركز الأول، فإنهم لا يعترفون بقوته أو بأحقيته فيما وصل إليه، بل يلاحقونه بالإشاعات والأقاويل المليئة بالتعصب. وهذه بالتأكيد ليست مشكلة الدوري ولجانه، وإنما مشكلة من يفكر بهذا الفكر السلبي ويبثّه بين الجماهير. كما نواجه أزمة حقيقية فيمن يستمعون لأي كلام غير معقول ويصدقونه فوراً دون التحقق من صحته، حتى وإن كان المتحدث إعلامياً. فالمتلقي الواعي له الحق في نقض ما يسمعه، وهذا من أبسط حقوقه. نعم، قد تحدث أحياناً أخطاء في اللجان أو هفوات تحكيمية فادحة، وهذا أمر طبيعي ونشاهده في جميع الدوريات حول العالم. لكن ذلك لا يعني أن دورينا، صاحب السمعة القوية عالمياً، يُهدى بالمجان كما يزعم البعض. ختاماً: ليت كل شخصٍ قبل أن يتحدث، يُثمن كلمته قبل أن يُخرجها من عظمة لسانه. حسين البراهيم