بعد المباراة التي جمعت النصر بالفيحاء ضمن مباريات دوري روشن والتي قادها تحكيميًا الحكم الدولي السعودي محمد الهويش، وجد الشارع الرياضي نفسه أمام ليلة لم تمر مرورًا عابرًا في الوسط الرياضي، بل صنعت موجة عجيبة من التساؤلات والدهشة. الفيحاء قدم مباراة قوية وندية أوضحت أن الأندية السعودية كلها باتت تمتلك عناصر قادرة على خلق دوري منافس وقوي، وأن الفوارق لم تعد كما كانت قبل سنوات. في تلك المباراة التي سجل فيها الفيحاء أولًا ثم انتهى الوقت الأصلي والوقت الإضافي المحتسب من الحكم بالتعادل الإيجابي بهدف لكل فريق إلا أن جمهور الكرة شهد ما يشبه "العُرف" الذي صار مألوفًا في مباريات النصر فالمباراة امتدت فجأة حتى الدقيقة 107 بطريقة لم يستطع أحد تفسيرها بشكل مقنع، وفي النهاية أعلن الحكم فوز النصر بعد ركلة جزاء سجلها القائد كريستيانو رونالدو تم احتسابها بعد العودة لتقنية الفار. الغريب أنه رغم مشاهدات الحكم العديدة عبر شاشة الفار إلا أن أغلب النقاد التحكيميين أكدوا عدم وجود لمسة يد أصلًا وإن افترضنا وجود اللمسة فإن هناك دفعًا واضحًا من مهاجم النصر على مدافع الفيحاء لم يشاهده الحكم ولم يرجع إليه، والغريب أكثر أن اللقطة نفسها حين يتم تحليلها بالتصوير البطيء تظهر أن الدفعة هي أصل اللعبة لكن قرار الحكم ذهب بالعكس تمامًا. ما بعد نهاية اللقاء لم يكن هادئًا انتقادات وتساؤلات وسخرية ومقاطع وعند هذه اللحظة رجعت الذاكرة مباشرة لآخر دوري حققه نادي النصر دوري المحترفين السعودي موسم (2018 - 2019) والذي كان هو الآخر مصحوبًا بالحديث الكثير والجدل الواسع حول أخطاء تحكيمية بعضها اعترف به حكام كبار لاحقًا وبعضها ترك تحت العبارة الشهيرة: "الحكم جزء من اللعبة". نحن هنا لا نتهم أحدًا ولا نزعم أن هناك تعمدًا ولا ندعي أن أحدًا وضع حكمًا ليخدم فريقًا على حساب فريق، لكن من حق الشارع الرياضي أن يسأل بلا خوف وبلا مجاملة وبلا تلميح: * هل أخطاء التحكيم تتسرب وتظهر وتتعاظم فقط في مباريات النصر تحديدًا؟ * هل الحظ لا يقف إلا عند أقدام لاعبي النصر؟ * هل الوقت الإضافي الماراثوني لا يظهر إلا عندما يقترب النصر من التعثر؟ * ولماذا دائمًا نجد أنفسنا أمام سيناريو واحد: مباراة متكافئة - وقت ممتد - VAR متوتر - وقرار فصل أخير يخدم النصر؟ هناك تساؤلات أكثر والإجابات معدومة. سعود الضحوك