تمثل المشاركة المجتمعية ركيزة أساسية في مسيرة تطور المدن، وفي هذا الإطار أطلقت أمانة منطقة الرياض مبادرة ملتقى وجائزة "عزوة" التي نجحت في ترسيخ ثقافة التطوع والعطاء. تحت رعاية سمو الأمير الدكتور فيصل بن عبدالعزيز بن عيّاف، أمين منطقة الرياض، أصبحت هذه المنصة الوطنية تجسيدًا حيًا لرؤية المملكة 2030 في تعزيز الشراكة بين القطاعات المختلفة وتمكين المجتمع من الإسهام الفاعل في التنمية الحضرية. انطلق ملتقى وجائزة عزوة بمشاركة نخبة من الخبراء والمهتمين في مجالات العمل المجتمعي والتنمية الحضرية. جاء هذا الملتقى امتدادًا لجهود أمانة منطقة الرياض الرامية إلى دعم منظومة العمل المجتمعي وتوسيع نطاق المشاركة من خلال مبادرات نوعية تركز على تعزيز الوعي بالمسؤولية المشتركة بين السكان والقطاع البلدي. هدف الملتقى إلى ترسيخ الوعي بالممارسات المجتمعية في القطاع البلدي وإبراز المبادرات النوعية التي أحدثت أثرًا ملموسًا في تمكين السكان وأصحاب المصلحة من تفعيل المشاركة والتطوع لتحقيق تنمية أكثر استدامة. كما سعى إلى استعراض التجارب الوطنية الملهمة التي عززت من الشراكة بين المجتمع والقطاع البلدي وأسهمت في تطوير بيئة العمل التطوعي المؤسسي في مدن المملكة. حددت أمانة منطقة الرياض ثلاثة مسارات رئيسة للمشاركة المجتمعية هي: "مشاورة، مشاركة، وتمكين"، كما صممت جائزة عزوة على أربعة مسارات تنافسية شملت: * التطوع البلدي: ويركز على قياس أثر المبادرات التطوعية من خلال عدد الساعات والفرص المنفذة وجودة الأداء، ويشمل الأفراد والفرق. * المبادرات المجتمعية الريادية: ويهتم بالأفكار المبتكرة التي تُحدث أثرًا ملموسًا عبر شراكات فاعلة. * المسؤولية المجتمعية: ويعنى بدور المنظمات في تفعيل المبادرات وتعزيز الاستدامة. * المسار التقديري: ليكرم الجهات ورواد العمل المجتمعي الذين قدموا مبادرات نوعية أسهمت في تحسين جودة الحياة. وحققت جائزة ومنتدى عزوة إنجازات لافتة تجسدت في الأرقام التالية: تكريم 17 فائزًا بجائزة عزوة في دورتها الأولى من بين المشاركين.. توقيع 29 اتفاقية تعاون بين الأمانة وشركائها من مختلف القطاعات.. مشاركة أكثر من 1000 مسجل في الملتقى، واستقبال 750 زائرًا، ومشاركة 26 متحدثًا.. تجاوز مشاهدات البث المباشر 12 ألف مشاهدة، وبلغت مرات الظهور عبر منصات التواصل أكثر من 395 ألف مرة. وبرعاية وتوجيه سمو أمين منطقة الرياض، اكتسبت المبادرة زخمًا استثنائيًا، حيث أشاد سموه خلال كلمته في الملتقى بالجهود والمبادرات المجتمعية المتميزة، مؤكدًا أن "جائزة عزوة للمشاركة المجتمعية تُعد منصة لتكريم أصحاب الأثر المجتمعي، وإبراز النماذج المُلهمة التي أسهمت في خدمة الأحياء وتحسين البيئة الحضرية". وكشف سموه عن إنجازات مشاركة مجتمعية كبيرة تحققت، حيث شهدت الفترة منذ بداية عام 2024 حتى منتصف عام 2025 مشاركة أكثر من 100 ألف متطوع ومتطوعة في مبادرات وفعاليات وأنشطة الأمانة، إضافة إلى ما يقارب 600 جمعية نفذت خلالها أكثر من 7000 يوم من العمل المجتمعي المتواصل، استفاد منها أكثر من 7 ملايين و700 ألف مستفيد. وفي إطار التوجه نحو التحول الرقمي، دشن سمو أمين منطقة الرياض منصة "عزوة" للمشاركة المجتمعية، التي تهدف إلى تمكين أفراد المجتمع من المشاركة في المبادرات والأنشطة التطوعية والفعاليات الاجتماعية من خلال قناة موحدة تُسهم في تنظيم وتنفيذ المشروعات المجتمعية. وتتيح المنصة أمام سكان وزوّار مدينة الرياض استعراض الأنشطة والمبادرات التطوعية والفعاليات المجتمعية، والمشاركة فيها بسهولة عبر واجهة رقمية حديثة. ويمثل ملتقى وجائزة عزوة نقلة نوعية في مفهوم المشاركة المجتمعية في العاصمة الرياض، حيث نجح في جمع الأفكار وتوحيد الجهود وبناء شراكات فاعلة بين القطاعات المختلفة. هذه المبادرة لم تكن مجرد مناسبة احتفالية، بل كانت تجسيدًا عمليًا لرؤية استراتيجية تضع المجتمع في صلب عملية التنمية الحضرية، وتؤكد أن الإنجازات الكبرى لا تتحقق إلا بمشاركة أبناء المجتمع وبتعاون جميع الأطراف. بفضل الرعاية الكريمة لسمو أمين منطقة الرياض، والدعم المستمر من أمانة المنطقة، والتفاعل الكبير من مختلف فئات المجتمع، أصبحت "عزوة" منارة للإبداع المجتمعي، ونموذجًا يُحتذى به في تعزيز الانتماء والعمل الاجتماعي، مما يسهم في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 وبرنامج جودة الحياة، نحو عاصمة تنمو بمشاركة أهلها.