في ليلة كان يفترض أن يثبت فيها النصر علو كعبه وقوته، وجد العالمي نفسه أمام مشهد صادم لا يليق بتاريخ ولا طموح النادي. خرج النصر من البطولة بشكل مذل ومخيب للآمال، أداء باهت، روح غائبة، وقرارات فنية مثيرة للجدل جعلت الجماهير تعيش لحظات من الغضب والذهول. منذ صافرة البداية، بدأ الفريق بلا هوية، وكأن النجوم نسوا أنهم يرتدون شعار أحد أكبر أندية القارة. تمريرات خاطئة، غياب للتركيز، وعشوائية تكتيكية جعلت الخصم يظهر وكأنه فريق من طراز عالمي. والأسوأ من ذلك أن النصر لم يبدِ أي ردة فعل تُظهر أنه قادر على العودة أو القتال من أجل الشعار. الجماهير النصراوية التي احتشدت خلف الفريق، كانت تمني النفس بموسم استثنائي يوازي حجم الصفقات الضخمة والأسماء اللامعة، لكن الواقع كان صادماً. فكل تلك الإمكانات تبددت أمام ضعف الإعداد الذهني والتكتيكي، لتتحول أحلام البطولات إلى كابوس مبكر. حتى المدرب لم يسلم من الانتقادات، إذ اعتبر كثيرون أن خروج النصر بهذه الصورة هو فشل إداري وفني مشترك، يكشف أن المشروع الذي بدأ بالكثير من الوعود، يترنح تحت وطأة القرارات العشوائية وغياب الانسجام بين اللاعبين. النصر الذي اعتاد أن يرفع الرأس في أحلك الظروف، خرج هذه المرة مطأطئاً، ليترك وراءه أسئلة كثيرة عن المستقبل، وعن جدوى كل ما صُرف من أموال، وما إذا كان الفريق يسير فعلاً نحو المجد أم أنه يكرر أخطاءه كل موسم. إنه خروج مؤلم، لكنه في الوقت نفسه جرس إنذار لا بد أن يُسمع بوضوح داخل أسوار النادي. فإما أن يُراجع النصر نفسه بصدق، أو يواصل هذا المسار الذي لا يقود إلى لا شيء. صالح الناصر