تشهد ولاية كاليفورنيا الأميركية عودة غير مسبوقة لحمّى التنقيب عن الذهب، في ظل القفزات الحادة في أسعار المعدن النفيس، التي تجاوزت حاجز 4300 دولار للأونصة خلال أكتوبر الماضي، ما دفع العديد من الهواة والمغامرين إلى العودة مجددًا إلى الأنهار والجبال بحثًا عن الكنز الموعود. وبينما تحولت الولاية، المعروفة تاريخيًا ب"الذهبية"، إلى وجهة لمئات الباحثين عن الذهب في القرن التاسع عشر، تشهد اليوم انتعاشًا جديدًا مدفوعًا بالتقلبات الاقتصادية العالمية وزيادة الإقبال على الذهب كملاذ آمن. ويقول مات جيمس، أحد المنقبين الهواة، إن المحتوى الذي يشاركه عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول أدوات وتقنيات التنقيب لقي تفاعلًا واسعًا، وأدى إلى ارتفاع دخله من العمولات، مضيفًا: "لا أصبح ثريًا، لكنني أموّل شغفي بهذا النشاط". وفي السياق ذاته، يشير كودي بلانشار، مالك مشروع "هيريتيج غولد راش"، إلى الارتفاع الكبير في مبيعات أجهزة الكشف عن المعادن، مؤكدًا أن الطلب تجاوز المعروض في بعض الأحيان. وأضاف: "عثرت هذا العام على أكثر من ثلاث أونصات من الذهب، وهذا حفز ثقة العملاء بمعدّاتي". وفي متنزه "كولومبيا"، الذي يحتفظ بأجواء تاريخية تحاكي فترة حمى الذهب الأولى، يلاحظ القائمون عليه تزايد أعداد الزائرين الذين يجرّبون التنقيب في النهر المحلي، مدفوعين بالأمل في العثور على قطع ثمينة. وتؤكد نيكايلا ديلورينزي، مالكة إحدى شركات التعدين، أن الظروف الطبيعية، مثل تآكل التربة بعد الحرائق، ساعدت على كشف المزيد من الرواسب الذهبية، قائلة: "هناك فرص جيدة للغاية اليوم لمن يجيدون البحث". وترى كثير من العائلات والزائرين أن الذهب لا يزال يُمثّل رمزًا للثبات والثقة في زمن الاضطراب الاقتصادي، ما يعيد إلى الأذهان حمى الذهب التاريخية، ولكن بنسخة معاصرة مدفوعة بالتكنولوجيا وشبكات التواصل.