لم يكن الطقس ملائماً لتمضية ساعات على ضفاف نهر الراين في جبال الألب شرق سويسرا، فالأمطار الخفيفة كانت تتساقط وكان الهواء بارداً والشمس غائبة، لكن هذا بالضبط ما كان يفعله منقبون عن الذهب منتعلين جزمات عالية ومسلحين بدلاء ومعاول، يعكفون على تدوير مياه رملية في أوعية مسطحة. هذا الموقع في ديزنتيس ليس معروفاً فقط لاحتوائه على ذرات من المعدن الثمين بل ايضاً على كتل كاملة منه في مرات نادرة. ويقول الخبير أوغست براندل:"العثور على الذهب يتطلب الكثير من الصبر والوقت. للذهب سحر خاص. إمساك هذا المعدن الذهبي الثقيل في يدك هو أمر مميز يجعلك تشعر بحماسة كبيرة". مع ارتفاع سعر الذهب فيما يلجأ عدد متزايد من المستثمرين الى هذه السلعة الآمنة في اقتصاد عالمي متزعزع، أصبح التنقيب عن هذا المعدن البراق شائعاً من جديد. ويرى براندل ان ارتفاع الأسعار"قد يكون حافزاً لجذب الناس الى هنا، لأنه موضوع ساخن حالياً، لكنني لا أظن أنه الدافع الأساس لمعظم الناس لأن للذهب الذي نجده هنا قيمة خاصة". فسعر الذهب الذي يكتشف في هذا المكان الهادئ على ضفة الراين أعلى منه في سوق المعادن الثمينة لأنه مغسول يدوياً، حسبما يؤكد براندل. ويستخرج المنقبون عن الذهب دلاء مليئة بالرمل من قاع النهر ثم يضعونه في مصول أداة معدنية توضع في النهر يلتقط الرواسب الأثقل، بما فيها الذهب، ثم يفرغ محتوى المصول في وعاء مسطح ويتم تدويره لتصفية ذرات الذهب. وقد عثر على اكبر كتلة ذهب تزن 48,7 غرام، محطماً الرقم القياسي في سويسرا لكن سرعان ما تفوق عليه بيتر بويلسترلي الذي وجد كتلة تزن 123,1 غرام في النهر نفسه. ويقول براندل الذي ترك وظيفته في شركة كومبيوتر في زوريخ وانتقل الى ديزنتيس في عام 1995 لممارسة هوايته"لا تزال تكمن أسرار كثيرة هنا". اما أنتون بيتر المنقب الآخر عن الذهب فيسعى لإيجاد كنز، وقد عمل في هذا الموقع طوال السنتين الماضيتين. ويقول ان التنقيب عن الذهب أصبح هواية لكل عائلته. ويضيف:"قال ابني انه عندما يجد ما يكفي من الذهب لصنع خاتم زواج، سيتزوج".