حالة واضحة من التأهب والحراك التجاري، تعيشه عشرات المؤسسات والشركات في قطاع المشاتل الزراعية، مع بدء دخول موسم الزراعة، ومع اعتدال الأجواء، وتحرك الأسواق نتيجة ارتفاع الطلب. ورصدت "الرياض" خلال جولتها في مشاتل حي الخيف بمحافظة الجموم والذي يعد أكبر ممول لقطاع المشاتل الزراعية، ومشاريع التشجير، في منطقة مكةالمكرمة والمملكة، عشرات الشاحنات في حالة التعبئة بعشرات الألاف من الشتلات والأشجار تمهيداً لتغذية منافذ البيع في مدن منطقة مكةالمكرمة، الرياض والمنطقة الشرقية والقصيم، فضلاً عن عمال يجهزون محميات جديدة، وأخرون يستقبلون العملاء لتجهيز الكميات المطلوبة. محسن يوبي "موزع" أوضح أن ارتفاع مستوى الوعي والطلب المجتمعي بالمساحات الخضراء، والحدائق المنزلية، والاستراحات، والمنتجعات والمساجد والجوامع، إضافة إلى التوجه الحكومي من خلال المبادرات الوطنية للزراعة والتشجير، على مستوى الجهات المختصة أو عبر مؤسسات المجتمع المدني والمشروعات الحكومية الكبيرة والمجمعات التجارية والسكنية والإدارية، أسهمت بجلاء في رفع الطلب، وتعزيز استثمارات القطاع، لمواكبة النمو المتزايد، موضحاً أن أذرع تكاليف القطاع هي الري والنقل والعمالة المتخصصة والصيانة. شريعة الله مجيب "متعامل" أوضح أن أكثر الشتلات والأشجار مبيعاً نباتات الزينة والنباتات للمنزل والحديقة وأشجار الظل، مثل السدر والفكس والنيم، إضافة إلى أدوات الزراعة اليدوية، وليات الري، وأواني الزراعة البلاستكية والخزفية. ووفقاً لتقارير اطلعت عليها "الرياض" فإن أن قيمة السوق في المملكة لقطاع التشجير ارتفعت إلى نحو 2.50 مليار دولار تقريباً مع توسّع المشروعات الحكومية والخاصة الضخمة في مناطق المملكة. في ذات الاتجاه ألمح سعدي باروم "موزع" أن سوق مستلزمات الحدائق والمشاتل يحقق إيرادات كبيرة ويشهد نمواً واضحاً عبر التجارة الإلكترونية، وقال "هناك طلب كبير ومستمر على أدوات ومستلزمات الحدائق، خصوصاً ما يتعلق بالري، التربة، أواني الزرع، الأدوات اليدوية، وأدوات التنسيق. ويتزامن انتعاش أسواق المشاتل والمستلزمات والآلات الزراعية مع جهود البرنامج الوطني للتشجير الرامية إلى تعزيز الاستدامة البيئية وتشجيع مشاركة المجتمع في مبادرات الغرس والمحافظة على البيئة، تماشيًا مع مستهدفات رؤية السعودية 2030، وأسهمت هذه الجهود في زراعة أكثر من 7.5 ملايين شجرة من 300 نوع نباتي في محافظات منطقة مكةالمكرمة. البرنامج الوطني للتشجير، من جانبه يهدف بالتعاون مع الشركاء في مختلف القطاعات، إلى زراعة 10 ملايين شجرة في منطقة مكةالمكرمة بحلول عام 2030، إضافةً إلى تدشين عدد من المشروعات والمبادرات، ومواصلة العمل على تنفيذ أخرى تشمل محطة تنمية المراعي وتحديد الحمولة الرعوية في مواقع تنظيم الرعي، وغيرها من المشروعات البيئية.