يعد حرس الحدود السعودي أحد أعرق وأهم القطاعات الأمنية التابعة لوزارة الداخلية، وهو السور الأول لحماية حدود المملكة البرية والبحرية. وعلى امتداد آلاف الكيلومترات، يقف رجال حرس الحدود شامخين في مواقعهم، يؤدون مهامهم الأمنية والإنسانية بكل كفاءة واقتدار، حاملين رسالة الأمن والأمان في البر والبحر. تأسس حرس الحدود منذ بدايات توحيد المملكة على يد الملك عبدالعزيز –طيّب الله ثراه– ليكون القوة المكلفة بحماية حدود البلاد ومياهها الإقليمية، ومنع التسلل والتهريب، وضبط كل من يحاول المساس بأمن الوطن. ومع مرور العقود، تطور الجهاز ليصبح اليوم قوة متكاملة تمتلك أحدث منظومات المراقبة والرصد، وتعتمد على كوادر بشرية مؤهلة تلقت تدريبها في أرقى المعاهد الأمنية والعسكرية. تتنوع مسؤوليات حرس الحدود لتشمل حماية الحدود البرية من محاولات التسلل والتهريب، ومراقبة الحدود البحرية والمياه الإقليمية والموانئ والسواحل، وتنفيذ مهام البحث والإنقاذ البحري والتعامل مع الكوارث والحوادث البحرية، إضافة إلى مكافحة الجرائم البحرية مثل التهريب والصيد غير النظامي، والمساهمة في دعم مهام وزارة الداخلية في الحج والعمرة، وحفظ الأمن على الشواطئ والمنافذ. هذه المهام تجعل من حرس الحدود قطاعًا جامعًا بين الصرامة الميدانية والدور الإنساني، فهو يحمي ويمد يد العون في الوقت ذاته. يواكب حرس الحدود مسار التحول الرقمي في وزارة الداخلية، فتبنّى أنظمة تقنية متقدمة تسهل الخدمات وتسرع الإجراءات. ومن أبرز تلك المبادرات بوابة "زاول" التي تعد نقلة نوعية في تنظيم الأنشطة البحرية، إذ تتيح للمواطنين والمستثمرين والجهات الخاصة إصدار التراخيص إلكترونيًا لممارسة الأنشطة البحرية، وتسجيل الوسائط ومتابعة التصاريح ضمن منظومة رقمية متكاملة تربط الجهات الحكومية ذات العلاقة. هذا التطور التقني مكن حرس الحدود من رفع مستوى الأمان البحري ومراقبة السواحل بدقة عالية وتحقيق مبدأ السلامة البحرية المستدامة. يتميز رجال حرس الحدود بروح الانضباط والتضحية، فهم العيون الساهرة على أطراف الوطن، يؤدون واجبهم في ظروف ميدانية صعبة تمتد من الصحارى الحارقة إلى أعماق البحر، مؤمنين بأن حماية الحدود ليست مهمة وظيفية بل أمانة وطنية وشرف في الخدمة. ولم تخل مسيرة هذا الجهاز من بطولات، فقد قدم شهداء في سبيل أمن المملكة واستقرارها، فسطروا قصصًا تُروى في ميادين الشرف والفداء. ويمثل حرس الحدود اليوم نموذجًا في التكامل المؤسسي مع رؤية المملكة 2030 من خلال تطوير البنية التقنية، وتمكين العنصر البشري، ودعم الاقتصاد الأزرق عبر تسهيل الأنشطة البحرية النظامية، والمشاركة في حماية البيئة الساحلية والموارد البحرية. وبهذا الأداء المتكامل، يواصل حرس الحدود أداء رسالته في حماية الوطن والمواطن والمقيم والزائر، مجسدًا شعار وزارة الداخلية: "الأمن مسؤولية نتشارك فيها. تضاريس جبلية وعرة تؤكد قدرة رجال حرس الحدود على أداء مهامهم دورية بحرية تابعة لحرس الحدود السعودي أثناء تنفيذها مهامها الأمنية والإنسانية في المياه الإقليمية تدريبات ميدانية لفرق البحث والإنقاذ البحري التابعة لحرس الحدود