استشهاد 18 فردًا من عائلة واحدة بينهم أطفال ونساء ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر أمس، سلسلة من المجازر الدموية في مناطق متفرقة من قطاع غزة، بعد خرقه لاتفاق وقف إطلاق النار، حيث استهدف منازل سكنية وخيام نازحين ومواقع مدنية في مدينة غزة ووسط وجنوب القطاع، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 91 فلسطينيًا، بينهم 24 طفلًا، إضافة إلى عشرات الجرحى والمفقودين. وقصفت طائرات الاحتلال منزلًا لعائلة السطري قرب مدرسة الفلاح في حي الزيتون جنوب شرقي غزة، ما أسفر عن إصابات في صفوف المدنيين. وفي مخيم النصيرات وسط القطاع، استشهد طفلان إثر قصف استهدف منزلهما. بعدها بدقائق، شنّت طائرات الاحتلال غارات متتالية على خيام نازحين في مناطق مختلفة من المواصي بخان يونس، منها محيط محطة العطار والكلية التطبيقية، ما أدى إلى وقوع شهداء وجرحى، بينهم أطفال ونساء. كما قصف الاحتلال مبنى وزارة المالية في حي تل الهوا جنوب غرب مدينة غزة، محدثاً دماراً واسعاً في المنطقة، تلاه قصف شقق سكنية قرب بوظة كاظم ودوار ال17 غرب المدينة، ما أدى إلى استشهاد عدد من المواطنين وإصابة آخرين. وفي واحدة من أبشع المجازر التي وقعت فجر أمس عندما استهدفت طائرات الاحتلال منزل عائلة أبو دلال في مخيم النصيرات، مما أدى إلى استشهاد 18 من أفراد العائلة دفعة واحدة، بينهم أطفال ونساء. وقصف الاحتلال أيضًا خيام النازحين في المواصي غرب خان يونس، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة مواطنين بينهم طفلتان. كما طال القصف مخيم "إنسان" للنازحين في دير البلح، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة فلسطينيين آخرين وإصابة العشرات، تلاه استهداف خيمة في مخيم البلدية بدير البلح أسفر عن 4 شهداء. وفي حي عسقولة شرق مدينة غزة، قصف الاحتلال منزل عائلة عويضة موقعًا شهداء وجرحى، كما استهدف منزل عائلة عيد في بلوك 3 بمخيم البريج، وتواصلت محاولات الدفاع المدني لانتشال الضحايا من تحت الركام. وفي تل الهوا، نفذت الطائرات الحربية غارات مكثفة على محيط مبنى الجمعية الكويتية، حيث استشهد 7 مواطنين من عائلة نازحة كانوا داخل المبنى، في واحدة من أبشع مشاهد الدمار. واستشهد عدد من الأطفال في قصف منازل بمخيمي البريج والنصيرات، إضافة إلى طفل رضيع استشهد ليلًا في مدينة غزة نتيجة القصف المتواصل. ودعت حماس الوسطاء الضامنين لاتفاق وقف إطلاق النار إلى التدخل فورا لوقف تصعيد الاحتلال وحماية المدنيين الفلسطينيين. وتوعد وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، حماس بأنها "ستدفع ثمنا باهظا" على ما قال إنه خرق لاتفاق إعادة جثث الأسرى. من جهته قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إن لإسرائيل "الحق في الانتقام"، محذرا حماس من أنه إذا لم تلتزم فقد تقضى عليها، مكررا أن وقف إطلاق النار المدعوم من الولاياتالمتحدة "ليس مهددا". وتأتي التحركات بعد تصاعد تبادل الاتهامات بين الطرفين حول مسؤولية الانتهاكات، بينما تطالب حماس والجهات الإنسانية والدولية الوسطاء بالضغط على إسرائيل لوقف القصف والحيلولة دون مزيد من الخسائر البشرية. وتم تسجيل أكثر من 125 خرقا منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، أسفرت هذه الخروقات عن استشهاد 184 فلسطينيا وإصابة 450 آخرين، إضافة إلى اعتقال 21 شخصا. وشملت الانتهاكات 52 عملية إطلاق نار، و9 عمليات توغل، و55 غارة جوية، و11 عملية نسف في مناطق متفرقة من قطاع غزة. 50 معتقلا بالضفة شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر أمس، حملة اقتحامات واسعة في مناطق متفرقة من الضفة الغربيةالمحتلة، أسفرت عن اعتقال نحو 50 فلسطينيا بعد دهم منازلهم وتفتيشها. وفي مخيم الدهيشة ببيت لحم، طالت الحملة 40 فلسطينياً، أغلبهم أسرى محررون، على ما أفاد نادي الأسير. واعتقلت قوات الاحتلال عدة شبان في قرية عزون شرق قلقيلية وفي بلدة اكتابا شمال شرق طولكرم،كما اقتحمت قوات الاحتلال مخيم بلاطة للاجئين شرق نابلس وداهمت محلات تجارية وخربت محتوياتها. وبشكل يومي، تشن قوات الاحتلال حملات دهم واعتقال، تتخللها عمليات تخريب للمنازل ومواجهات ميدانية. في السياق نفسه، أحرق مستوطنون مركبات فلسطينية بعد اقتحام بلدتي عطارة شمال رام الله وصوريف شمال غرب الخليل. وأفادت مصادر محلية بأن المستوطنين أضرموا النار في مركبة، وخطوا شعارات معادية للفلسطينيين على الجدران في عطارة، وأشعلوا النار في مركبتين وخطوا شعارات معادية على جدران المنازل في صوريف، قبل الفرار. وحسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، نفذ المستوطنون خلال عامي العدوان على غزة 7154 اعتداء ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة، أسفر عن استشهاد 33 فلسطينيا وتهجير 33 تجمعا بدويا فلسطينيا، كما أقاموا 114 بؤرة استيطانية. إخطارات هدم جماعية اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، خربة أم الخير بمسافر يطا بمدينة الخليل المحتلة، وسلمت الأهالي مجموعة من الإخطارات النهائية بالهدم، تمهيدا لحملة هدم واسعة خلال الأيام القادمة. وأفاد أهالي خربة أم الخير، أن الإخطارات استهدفت عدداً من المنازل والمنشآت السكنية والخدمية، من بينها مركز أم الخير المجتمعي الذي سلمته قوات الاحتلال أمرا نهائيا بالهدم. كما وسلمت بيتا بلاستيكيا تبلغ مساحته نحو 500 متر مربع، تعود ملكيته لخليل محمد الهذالين، بالإضافة إلى منزل سكني. وتُعد خربة أم الخير من أكثر التجمعات البدوية استهدافاً بالهدم في مسافر يطا، إذ شهدت منذ عام 2007 أكثر من 20 عملية هدم طالت ما يزيد عن 100 منشأة سكنية وزراعية وخدمية، كان آخرها في فبراير من العام الجاري 2025. وتعيش الخربة اليوم فصولاً متجددة من المعاناة ولا تزال تواجه عنف المستوطنين الذي يشتد يوماً بعد يوم، حيث أقدم المستوطنون مؤخراً على إنشاء بؤرة استيطانية داخل أراضي الخربة في محاولة جديدة لتهجير سكانها وسلب ما تبقى من أرضهم. لجنة دولية مستقلة قال عضو لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن الأراضي الفلسطينية المحتلة كريس سيدوتي إن اللجنة توصلت إلى أدلة كافية تثبت ارتكاب قوات الاحتلال الإسرائيلي جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023. وأوضح سيدوتي أن تحقيق اللجنة المستقلة التابعة للأمم المتحدة بشأن الإبادة الجماعية في غزة استمر عامين، وأثبت هذه الجرائم المرتكبة استنادا إلى أدلة جمعتها اللجنة بنفسها. وأشار إلى أن فريق التحقيق جمع أكثر من 16 ألف بند من الأدلة تشمل صورا وفيديوهات يتم التحقق منها وربطها بإفادات الشهود وفق بروتوكولات الأممالمتحدة. وكان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قد أنشأ اللجنة الدولية المستقلة للتحقيق في الأراضي الفلسطينية المحتلة -بما فيها القدسالشرقية وإسرائيل- في مايو 2021. ووفق المتحدث، فإن اللجنة تواصل العمل بالطريقة ذاتها التي اعتمدتها خلال السنوات الأربع الماضية منذ تأسيسها. ويشمل ذلك الحديث مع شهود وضحايا وأطراف أخرى تمتلك معرفة مباشرة بما جرى، إضافة إلى الاعتماد على صور الأقمار الصناعية والمقاطع المصورة وأدوات تحليل الأدلة الرقمية. ولا تقتصر تحقيقات اللجنة على توصيف الجرائم، بل تتضمن كذلك تحديد المسؤوليات حسب سيدوتي، كاشفا أن اللجنة حددت في كثير من الحالات القوات العسكرية الإسرائيلية التي تقف خلف الجرائم المرتكبة. كما توصلت -في حالات أخرى- إلى تحديد أفراد وقادة ومسؤولين في الحكومة والجيش الإسرائيلي أعطوا أوامر بارتكاب هذه الجرائم. وفي 21 نوفمبر 2024 أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الأمن السابق يوآف غالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب وضد الإنسانية في حق الفلسطينيين بقطاع غزة. وبشأن الجهات التي تتسلم تقارير اللجنة، قال سيدوتي إن الوثائق تُرفع إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة والجمعية العامة، كما تنشر علنا، ولا توجد تقارير خاصة غير متاحة. وردا على التشكيك الذي تبديه بعض الأطراف في نتائج التحقيق، شدد المتحدث على أن الانتقادات تقتصر على الحكومة الإسرائيلية وممثليها والولاياتالمتحدة، في حين لا تتلقى اللجنة أي ملاحظات من جهات وصفها بالجدية. ووصف سيدوتي تحقيقات اللجنة بأنها مكثفة وجدية وموثوقة وتعكس قبولا واسعا على المستوى العالمي. إغلاق محال تجارية أجبرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، أصحاب المحال التجارية في بلدة حوارة جنوب نابلس، على إغلاق إبوابها. وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال أجبرت أصحاب المحال التجارية الواقعة على أطراف الشارع الرئيس، على إغلاق أبوابها تحت تهديد السلاح، وذلك عقب مداهمة عدد من المنازل في البلدة. وأضافت، أن بلدة حوارة تعاني منذ شهر فبراير عام 2023 من حصار خانق من قبل قوات الاحتلال، إضافة إلى اعتداءات المستعمرين والهجمات المتكررة، ونصب المزيد البوابات الحديدية داخل البلدة. جرائم مروعة يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة مستوطنون يحرقون مركبات في عطارة شمال رام الله إخطارات هدم في أم الخير