انطلاق أولى فعاليات «ريشة ولون» الأدبية

في انطلاقة ثقافية مميزة، دشن الشريك الأدبي «ريشة ولون» أولى فعالياته بالشراكة مع «جماعة السيرة الذاتية الحياتية» من خلال محاضرة حملت عنوان (الأدب الذاتي مفهومة وأنواعه) قدمها أستاذ الأدب والنقد بجامعة الملك سعود أ. د. صالح بن معيض الغامدي، رئيس جماعة السيرة الذاتية الحياتية، وأدارتها أ. د. أمل التميمي، وذلك يوم أمس الأول بمقر ريشة ولون في صحارى مول بالرياض.
وتناولت المحاضرة مفهوم الأدب الذاتي بوصفه جنسًا كتابيًا يعبّر عن الذات الإنسانية من خلال تجاربها وذاكرتها وتفاعلها مع العالم، مستعرضة أنواعه المختلفة مثل السيرة الذاتية والمذكرات واليوميات والرسائل الشخصية.
وقال الغامدي: الأدب الذاتي يمكن تصنيفه في ثلاث دوائر متداخلة؛ الأولى دائرة السيرة الذاتية الصريحة التي تتناول حياة الكاتب كما عاشها، والثانية دائرة المذكرات واليوميات التي تسجل التجربة بحدودها الزمنية، أما الثالثة فهي دائرة الأدب الذاتي التخييلي الذي يمزج الواقع بالخيال في نص يعبر عن الذات بعمق فني وإبداعي.
وأشار إلى أن السيرة الذاتية ليست خطاً له نهاية، بل هي رحلة ممتدة بلا حدود، فكل كتابة للذات هي محاولة جديدة لإعادة اكتشافها، مؤكداً أن السيرة الذاتية تتشكل أثناء الكتابة نفسها، إذ تنكشف الذات للكاتب في لحظة السرد فيعيد اكتشافها من جديد وهو يرويها، لافتاً إلى أن الكتابة هنا تتحول من مجرد توثيق لما مضى إلى فعل إبداعي يعيد خلق الذات عبر اللغة.
وشهدت الأمسية نقاشاً ثريًا بين الحضور حول تجربة كتابة الأدب الذاتي وقراءته، ودوره في تشكيل الوعي بالذات وتوثيق التجربة الإنسانية، بمشاركة عدد من المثقفين والمهتمين بالأدب.
وفي ختام اللقاء، عبرت أ. د. أمل التميمي عن سعادتها بانطلاقة هذا التعاون الأدبي، مؤكدة أنّ الشراكة بين ريشة ولون وجماعة السيرة الذاتية الحياتية تشكّل مساحة خصبة لتمكين الأصوات الإبداعية، ولا سيما الكاتبات السعوديات اللواتي يجدن في الأدب الذاتي نافذة للتعبير الحر عن ذواتهن وتجاربهن، مشيرة إلى أن هذه المبادرة تأتي امتدادًا لدعم الحراك الثقافي المتنامي في المملكة، وتعزيز حضور الكلمة والفكر في المشهد الأدبي السعودي.