في الاتحاد السعودي لكرة القدم لا تُعد ولا تُحصى، فخلال موسمين متتاليين، لم تنل جدولة مباريات الدوري رضا غالبية الأندية، خاصة تلك المشاركة في البطولات الخارجية. لكن هذه المرة، تجاوزت اللجنة كل التوقعات بقرار غريب لم يكن في الحسبان، وهو تحديد موعد مباراة الاتحاد والرياض في جدة عند الساعة 4:45 عصراً. هذا الموعد، وهو الأول من نوعه في محافظة جدة، يبدو كمحاولة من اللجنة لتكون "الفريدة من نوعها"، لكن على حساب كرتنا الرياضية! محافظة جدة، المعروفة بحرارتها الشديدة صيفاً، تتمتع بطقس معتدل في الشتاء، لا يميل إلى الحرارة العالية ولا إلى البرودة القارسة، يبدو أن هذا الأمر غاب عن أعضاء لجنة المسابقات، وربما يكون هذا عذراً لهم، فالإنسان عدو ما يجهله. لكن، هل يُعقل أن تُدار الرياضة بهذا الجهل أو التجاهل؟ الإعلام، بدوره، ينتقد في وقت النقد، ويُثني في توقيت الثناء، فكل شيء في وقته حلو. لكن لجنة المسابقات، بغرابة قراراتها، تكاد تقول للإعلام: "هذا عملنا العشوائي، قدمناه لكم على طبق من ذهب، بلا حول منكم ولا قوة!" مشكلتنا لا تقتصر على لجنة بعينها، بل تمتد إلى اتحاد كرة القدم الذي يخوض ولايته الثانية بتكرار العمل الارتجالي والعشوائي والفوضوي. قبل فترة، تدخلت وزارة الرياضة وتم قرار إقالة أمين عام الاتحاد السعودي، إبراهيم القاسم، من منصبه نتيجة ما حدث في كأس السوبر. نتمنى من الوزارة تدخلاً أكبر لمعالجة الأزمات الرياضية الطاحنة في اللجان المختلفة. ختاماً: نسأل الصحافة والإعلام: كيف ترون عملنا؟ ربما بعدها نرأف بحالكم، ونستبدل النقد الحاد بالتفهم والصبر. حسين البراهيم