في الوقت الذي تسعى فيه الاتحادات الرياضية خاصة والأندية عامة في جميع دول العالم إلى الارتقاء وتلافي السلبيات والحرص على عدم تكرارها أملاً في إبراز نشاطها الرياضي بشكل فعال ومدروس ومنظم بعناية شديدة بعد أن غدت الرياضة واحدة من أهم المقومات الحضارية الحديثة لتقارب الدول والتعريف بحضاراتها نظراً للاهتمام المتزايد يوماً بعد يوم لمحبي الرياضة في كل مكان، وبقدر ما نسعد بنجاحات الاتحاد السعودي لكرة القدم الملموسة والتي لا تحتاج إلى دليل وبقدر أيضاً ما نسعد بتحقيق أنديتنا العزيزة لعدد من البطولات القارية والعربية والخليجية. نجد أن كل ذلك لا يمنعنا وبنظرة ثاقبة ومتمحصة أن نعترف بوجود بطء واضح ومكشوف في عملية البناء الفني لأنديتنا الأمر الذي أثَّر بشكل واضح على المستوى العام للمنتخب السعودي في كثير من مبارياته. فمنهجية الأداء الفني والخططي والتكنيكي في أنديتنا غير واضحة المعالم يكسوها التغير العشوائي والارتجالية غير المبررة والتدخلات العقيمة وفقدان التركيز والتباين الظاهر في مستويات الفرق من مباراة إلى أخرى إضافة إلى عدم وجود الاستقرار العناصري والذي هو محور رئيسي في عملية الارتقاء الفني. وعندما نفتش عن أسباب ذلك البطء بين طيات صفحاتنا الرياضية نجد أن ظاهرة إقالات المدربين وعدم استقرارهم هي عنوان الورقة الأولى المتسببة في ذلك حيث ان الإحصائيات والأرقام تبدو مدهشة وغريبة وربما نكون من أكثر الدول إقالة للمدربين خاصة على صعيد الأندية ولأن ذلك الأمر مجهول النتائج والتبعات لدى شريحة كبيرة من الإداريين والذين ما زالت تساعدهم اللوائح والقوانين في البقاء في موضع القرار داخل الأندية. هذه الظاهرة بدأت تتفشى لتصبح علامة مميزة للدوري السعودي فالكثير وللأسف الشديد يجهل أن ذلك يعطي انطباعاً دولياً سلبياً عن الرياضة السعودية لأن أغلب المدربين «الخواجات» وعند وصولهم إلى بلدانهم يبدؤون في نشر هذه الظاهرة بين بني جلدتهم وفي إعلامهم مما يؤدي إلى امتناع العديد من المدربين البارزين عن المجيء حفاظاً على سمعتهم من إداري «مطفوق» أو عضو شرف «مليان» أو جماهير أعمتهم الرؤية المستقبلية لفريقهم وأصبح «التعصب» ولا غيره «نظارة» يشاهدون من خلالها أداء فريقهم..!! وقد تسببت هذه الظاهرة أيضاً في المبالغ المالية الباهظة التي يشترطها المدربون «الخواجات» إضافة إلى الشروط التعجيزية الأخرى..!! وما يهمنا في هذا المقال هو الاعتراف أن ظاهرة إقالات المدربين قد سببت الاهتزاز الفني في أداء اللاعب السعودي وعقم تفكيره واعتماده داخل الملعب على «المزاجية» وقليل من «موهبة» ربما لا تسعفه كثيراً وقد شاهدنا أداء اللاعبين في كثير من المباريات وهو يقل تارة ويرتفع تارة أخرى..!! الأمر الذي انعكس سلبياً على أداء منتخبنا الوطني في أكثر من مناسبة وأصبح اللاعب السعودي يفتقر إلى أبسط أبجديات الكرة أحياناً إضافة إلى العشوائية!! كذلك بدأ يختفي تدريجياً مسمى اللاعب «الظاهرة» حيث لا وقت لتطوير الموهبة وإنمائها..! فالأندية تطالب بالبطولات ولا غيرها أما البناء والتطور الفني والتكتيكي فهو في «خبر كان»..!! التمياط، المشعل، الغامدي، ماطر، الدوسري، الدوخي، الشهري،... الخ مجموعة من النجوم السعوديين راحوا ضحية عدم استقرار مدربيهم فتقلبت مستوياتهم ولم يعد لديهم الجديد ليقدموه..!! وما دامت الأندية تقبع تحت مظلة الاتحاد السعودي لكرة القدم وتنعم بخيراته فلماذا لا يبادر اتحادنا العزيز إلى كبح جماح هذه الظاهرة ودراسة أسبابها والتي أثرت على سمعة الدوري السعودي كذلك العقلية الإدارية السعودية وأصبح اللاعب السعودي هو ضحية من ضمن ضحايا الجهل والاستعجال.. والله من وراء القصد. سعودة المدربين!! يحتاج المدرب الوطني لدينا إلى مساحة من الاهتمام بشكل يساعد على تبنيه وتطوير مستواه فنياً وعلمياً فالوضع الحالي للمدرب الوطني لا نستطيع أن ننتظر منه مدرباً وطنياً ناجحاً ويقيني أنه لو كان هناك لجنة تسمى «لجنة المدربين الوطنيين» أسوة بلجنة الحكام ولجنة المعلقين وغيرها لكان ذلك محوراً رئيسياً في النهوض بقدراتهم فهم يحتاجون إلى الأمان العملي والمالي ليكون غطاء قانونياً لهم أسوة بنظرائهم في المرتبة من بني «الخواجات» والله يجيب السعودة للأندية..!! للاعبي الرائد فقط الخسارة وقعها أليم ومفجع بتلك الطريقة ولكن المشوار طويل وشاق فأتموا ما فات واعملوا جادين على إعادة ثقة الجماهير الوفية بكم وثابروا في تدريباتكم وما زال الكثيرون يتوقعون منكم كل تفان وإخلاص في المرحلة القادمة فلا تخذلوهم. تصويبات الأستاذ عبدالله الدايل مدير العلاقات العامة بالاتحاد العربي لكرة القدم وعضو الشرف الرائدي المميز أكثر الله من أمثالك أيها الرائع الخلوق الجميع يقف احتراماً وتقديراً لما تقدمه للرائديين مزيداً من التوفيق يا أبا عبدالرحمن. دخل الطويرفي المستشفى «شفاه الله» فدخل الاتفاقيون معه ولكن إلى غرفة الإنعاش..!! «مالك إلا خشمك لو هو أعوج».. هذا المثل ينطبق على إعادة النصراويين لمدافعهم محسن الحارثي..!! يوفنتوس ونجوم العالم في اعتزال الطلياني.. رسالة أظنها واضحة كل الوضوح لإدارة النصر..!! كامبوس من جديد في الاتفاق وبعد ثلاث سنوات يعود الهولندي رايسنبرغ وهكذا تسير أنديتنا مستغلة غياب الفكر الرياضي الصحيح. ما وجه الشبه بين موعد اعتزال ماجد عبدالله وموعد طرح شريط يوسف الثنيان؟!! الأستاذ عبدالله القناص يأسرك بمحاورته وأخلاقه وثقافته الرياضية الكبيرة فأبا تركي بحر من العلم الرياضي «ما شاء الله» ولكن مع الأسف لم يستغله الرائديون جيداً. هل هناك علاقة بين ضعف الأداء النصراوي وهبوط معنويات لاعبي الهلال؟! الأستاذ عبدالوهاب عسيري كل رائدي يصفق إعجاباً وتقديراً لدعمك اللامحدود لرائد التحدي.. شكراً يا أبا محمود. قبل الطبع «لا تنتظر ظلاً مستقيماً لعود أعوج»