نظمت دار مضامين للنشر والتوزيع أمسية ثقافية بعنوان "ثقافة التفاهة"، ضمن برامج مبادرة الشريك الأدبي وسلسلة لقاءات أكتوبر، وذلك في مساحات هنا بالرياض، بحضور نخبة من المثقفين والمهتمين بالفكر والأدب. قدّم الأمسية المفكر الدكتور عبدالله الغذامي، وأدار الحوار الأستاذ أحمد المخيدش. وفي مستهل حديثه، أكد الغذامي أنه لا وجود لما يُسمى بثقافة التفاهة، موضحًا أن الثقافة في جوهرها تقوم على التمييز بين الجيد والرديء، ولا يمكن أن تُقرن بالتفاهة التي لا تمتلك أساسًا معرفيًا أو جماليًا. وقال إن التفاهة مفهوم نسبي يختلف باختلاف زوايا النظر إليه، مشددًا على أهمية الوعي النقدي في قراءة الظواهر الثقافية والفنية بعيدًا عن التعميم أو الإدانة المسبقة. وأشار الغذامي إلى أن الإبداع لا يولد في بيئة الخوف، بل في فضاء الوعي والمواجهة والصدق، مضيفًا أن المبدع الحقيقي هو من يمتلك شجاعة الفكر والموقف، وقادر على اقتحام العقبات دون خوف من التغيير أو النقد. وفي سياق حديثه عن المرأة، قال الغذامي إن "المرأة لن تنجح إلا إذا أنثت"، موضحًا أن الأنوثة ليست ضعفًا كما يظن البعض، بل هي قوة وتهذيب وجمال فطري، فالمرأة – كما وصفها – تهذب كل ما تقترب منه، لما تمتلكه من حسّ إنساني رفيع ينعكس على المجتمع والفكر والفن. واختتم الغذامي الأمسية برؤية إنسانية عميقة قال فيها: "الكمال دون نقص ليس كمالًا، بل نقص، فالله لم يخلقنا كاملين"، معتبرًا أن النقص جزء أصيل من التجربة الإنسانية، ومنه تنبع الرغبة في التعلم والسعي نحو الكمال. وتُعد هذه الأمسية باكورة الأنشطة الثقافية لدار مضامين للنشر والتوزيع ضمن برامج الشريك الأدبي، التي تهدف إلى إثراء المشهد الثقافي السعودي وفتح آفاق للحوار المعرفي والفكري البنّاء.