وُلد د. عبدالرحمن بن صالح الشبيلي -رحمه الله- عام 1944م في مدينة عنيزة بالقصيم، في أسرة تنتمي إلى العناقر من بني تميم، وهي إحدى الأسر النجدية العريقة التي عُرفت بالعلم والتجارة وحب الثقافة، وهذه البيئة غرسَت فيه حبًّا مبكرًا للمعرفة، فكان قارئًا نَهِمًا منذ طفولته، يلتقط من الكتب والحوارات في المجالس ما يشكّل وعيه الأول. لم تكن مدينة عنيزة مجرد موطن ميلاده، بل كانت أيضًا فضاءً تربويًا وثقافيًا خصبًا، عُرفت تاريخيًا بمدارسها وكتاتيبها وروحها العلمية، وفيها تلقى علومه الأولى قبل أن يشد الرحال إلى الرياض طلبًا للتعليم الجامعي، حيث درس شخصيتنا في كلية اللغة العربية بالرياض وتخرج عام 1963م بشهادة "الليسانس" في اللغة العربية، ولم يكتفِ بذلك، بل واصل دراسته في جامعة الملك سعود ليحصل عام 1965م على بكالوريوس في قسم الجغرافيا، وهذا التنوّع في التخصصات المبكرة -بين اللغة والجغرافيا- أعطاه قدرة فريدة على الجمع بين البيان اللغوي وفهم المكان والزمان. ومع انطلاقة حركة الابتعاث في المملكة في ستينيات القرن الماضي، التحق د. الشبيلي ببرنامج البعثات إلى الولاياتالمتحدة، فكانت تلك التجربة منعطفًا فارقًا في حياته، ودرس الإعلام في جامعة كانساس وحصل منها على الماجستير عام 1969م، ثم واصل دراسته العليا لينال من جامعة ولاية أوهايو الدكتوراه في الإعلام عام 1971م، لقد كان بذلك أول سعودي يحصل على درجة الدكتوراه في الإعلام، وهو إنجاز لم يكن مجرد لقب أكاديمي، بل تأسيس لمسار علمي وإعلامي جديد في المملكة، فقد عاد محمّلًا بتجارب الغرب وخبراته في الصحافة والإذاعة والتلفزيون، ليضعها في خدمة مشروع إعلامي وطني متكامل. تدريس وتأليف بعد عودة د. عبدالرحمن الشبيلي -رحمه الله- عُيّن أستاذًا في كلية الإعلام بجامعة الملك سعود، وهناك بدأ رحلة طويلة مع التدريس والتأليف والبحث، ولم يكن أستاذًا تقليديًا يكتفي بالمقررات الجامعية، بل كان حريصًا على ربط طلابه بالتجربة العملية، كان يُشركهم في مشاريع بحثية، ويوجههم إلى تتبع مسيرة الإعلام المحلي، ويوفر لهم مادة أرشيفية نادرة من تجربته الشخصية، وفي الوقت نفسه، لم ينعزل عن الميدان، بل تولى إدارة التلفزيون السعودي من عام 1971م حتى 1977م، وهي مرحلة تأسيسية شهدت توسع البث وزيادة ساعات البرامج ودخول التلفزيون كوسيلة أساسية في حياة الناس، وقد عُرف عنه في تلك الفترة أنه إداري صارم، لكنه في الوقت نفسه مفكر يسعى إلى تطوير المحتوى، وقد عمل على استقطاب الكفاءات، وتدريب جيل من الإعلاميين السعوديين، وغرس فيهم احترام المهنة والانضباط. طرح متزن بعد مغادرة د. عبدالرحمن الشبيلي -رحمه الله- إدارة التلفزيون، اتجه إلى وزارة التعليم العالي، حيث تولى منصب وكيل الوزارة وأمين عام المجلس الأعلى للجامعات من 1983م إلى 1994م، وخلال هذه الفترة كان له دور بارز في صياغة سياسات التعليم العالي وتوسيع الجامعات الناشئة، كما تولى رئاسة مؤسسة الجزيرة للصحافة بين عامي 1996م و2000م، ثم عضوية مجلس الشورى لثلاث دورات متتالية من 1994م إلى 2005م، وفي مجلس الشورى، عُرف بطرحه المتزن، ومداخلاته التي تركز على تطوير الإعلام والاهتمام بالهوية الوطنية، وكان عضوًا في المجلس الأعلى للإعلام، ورئيسًا للمجلس الاستشاري للمجموعة السعودية للأبحاث والإعلام. توثيق وسرد ولم يقتصر عطاء د. عبدالرحمن الشبيلي -رحمه الله- على المناصب، بل امتد إلى إنتاج معرفي ثري، فقد كتب عشرات الكتب والأبحاث، جمع فيها بين التوثيق الدقيق والسرد الأدبي، ومن أهم مؤلفاته (نحو إعلام أفضل)، و(الإعلام في المملكة العربية السعودية دراسة توثيقية)، و(صفحات وثائقية من تاريخ الإعلام السعودي)، وكذلك (الملك عبدالعزيز والإعلام)، و(الملك فيصل أميرًا وملكًا)، و(أعلام بلا إعلام)، ومحمد أسد هبة الإسلام لأوروبا)، هذه المؤلفات لم تكن مجرد دراسات نظرية، بل كانت محاولة منه لكتابة «الذاكرة الإعلامية» للمملكة، كان يؤمن أن الأمم تُعرف بتاريخ إعلامها كما تُعرف بتاريخها السياسي والثقافي، ولذلك بذل جهدًا كبيرًا في جمع الوثائق، وتسجيل الشهادات، وتحويل الحوارات التلفزيونية إلى كتب مكتوبة تحفظ للأجيال المقبلة ما قد يندثر. شريط الذكريات ومن أبرز ما قدّمه د. عبدالرحمن الشبيلي -رحمه الله- في الإعلام المرئي برنامج «شريط الذكريات» الذي بدأ عرضه عام 1976م، وفيه استضاف رموز السياسة والثقافة، من الأمراء والشخصيات الفكرية البارزة مثل حمد الجاسر وعبدالله بن خميس، هذا البرنامج كان بمثابة أرشيف حي يوثق لتاريخ المملكة عبر روايات شخصياتها، والحقيقة أن شخصيتنا عبر لقاءاته بهذا التوثيق التاريخي الشفوي كان رائداً فيه؛ لأن بعض الشخصيات كانت لهم هذه المقابلات أول لقاء، ولولم يبادر شخصيتنا باللقاء بهم، وأخذ مروياتهم، لضاعت واندثرت هذه المرويات، وهو بذلك يستحق الريادة في هذه البرنامج الجماهيري الناجح، أمّا برنامجه الآخر «مؤتمر صحفي» -1972م-، فكان نافذة للحوار المباشر مع المسؤولين، استضاف فيه وزراء وقادة من الصف الأول مثل الملك سلمان -حفظه الله- حين كان أميرًا للرياض، وبهذا البرنامج، أدخل ثقافة الحوار والمساءلة إلى الشاشة السعودية، في وقت كانت مثل هذه الحوارات نادرة. أعلام بلا إعلام وعلى الرغم من أن شهرة د. عبدالرحمن الشبيلي الكبرى ارتبطت بالتلفزيون، إلاّ أنه كان أيضًا من أوائل من عملوا على تطوير الإذاعة السعودية، فقد تولى في بداياته إدارة البرامج في الإذاعة، وأسهم في إطلاق برامج ثقافية ووثائقية كانت جديدة على المستمع السعودي آنذاك، كما شجع على تسجيل الخطب والمحاضرات وتحويلها إلى مواد إذاعية، إيمانًا منه بدور الإذاعة في نشر الوعي وتوسيع الثقافة، وكان شخصيتنا يرى أن الإعلام ليس فقط وسيلة للخبر أو الترفيه، بل هو حامل للهوية، لذلك دعا مبكرًا إلى أن يكون الإعلام السعودي معبّرًا عن ثقافته الإسلامية والعربية، وأن يوازن بين الانفتاح العالمي والحفاظ على الثوابت الوطنية، وفي كتاباته عن الإعلام، ركز دائمًا على «الخصوصية السعودية»، مؤكدًا أن نجاح أي تجربة إعلامية مرهون بمدى قربها من قيم المجتمع، وإلى جانب اهتمامه بتاريخ الإعلام، أولى د.الشبيلي عناية كبيرة بسير الشخصيات الوطنية، فقد كتب عشرات التراجم عن أعلام الصحافة والأدب والفكر في المملكة، ومن أبرز كتبه في هذا المجال «أعلام بلا إعلام»، الذي سلط فيه الضوء على شخصيات خدمت الثقافة والفكر لكنها لم تحظَ بتغطية إعلامية كافية، وبهذا العمل، سدّ فراغًا كبيرًا في المكتبة السعودية، وفتح بابًا جديدًا أمام الباحثين للاهتمام بتاريخ الشخصيات الهامشية أو المنسية. أرشيف ضخم ولم يكتفِ د. عبدالرحمن الشبيلي -رحمه الله- بكتابة التاريخ الإعلامي، بل كان معلمًا عمليًا للأجيال الجديدة من الإعلاميين، فقد فتح مكتبه وبيته للباحثين والطلاب، وأتاح لهم الاطلاع على أرشيفه الضخم من الوثائق والجرائد والتسجيلات، وكثير من الرسائل الجامعية في الماجستير والدكتوراه استندت إلى هذا الأرشيف، حتى أصبح بيته في الرياض أقرب إلى «مكتبة إعلامية خاصة»، وكان شخصيتنا قريبًا من جيل الرواد في الثقافة السعودية، مثل حمد الجاسر، وعبدالله بن خميس، ومحمد بن ناصر العبودي، ولم يكن مجرد تلميذ أو صديق، بل شريكًا في مسيرة التكريم والوفاء، فقد شارك في تأسيس مراكز ثقافية تحمل أسماء هؤلاء الأعلام، إدراكًا منه أن الذاكرة الثقافية لا تحفظ إلاّ إذا أُحييت بالعمل المؤسسي. بسيط هادئ ولم يكن حضور د. عبدالرحمن الشبيلي -رحمه الله- مقتصرًا على الداخل، بل مثّل المملكة في مؤتمرات إعلامية وثقافية عدة خارجها، في القاهرة وبيروت وباريس ولندن وواشنطن، وكان دائمًا حريصًا على أن يعرض صورة إيجابية عن النهضة السعودية، مؤكدًا أن الإعلام السعودي ليس ناقلًا فحسب بل صانعًا للرأي والتأثير، كما شارك في حوارات عن مستقبل الإعلام العربي، وكان يُستدعى في الندوات الدولية بصفته «مؤرخ الإعلام السعودي». وكان د.الشبيلي إنسانًا بسيطًا، هادئًا، رزينًا، عُرف عنه التواضع الجم والأناقة في المظهر والكلمة، فلم يكن صداميًا، بل متوازنًا، يميل إلى الوفاق، ويبتعد عن المهاترات، وكان قريبًا من الناس، يجلس معهم في المناسبات العامة كما يجلس مع كبار المسؤولين، لا فرق عنده بين هذا وذاك، كان وفيًا لأصدقائه وتلاميذه، يشجع الشباب ويمنحهم الثقة، ويعاملهم كأب وأخ أكبر، حتى في بيته كان محبًا لأسرته، يولي زوجته وأبناءه عناية كبيرة، وقد ترك فقدان ابنه طلال أثرًا عميقًا في قلبه ظل يذكره بحنين ورضا بقضاء الله. تقدير رسمي وإلى جانب كتب د. عبدالرحمن الشبيلي -رحمه الله- قدّم عشرات المحاضرات في مؤسسات ثقافية وجامعية، أبرزها التجربة الشورية في المملكة بين الإطار والتطوير 2007م، والمملكة ونظرية القوة الناعمة 2011م، وجريدة الدستور البصرية والشؤون السعودية والكويتية فيها 2013م، وفي هذه المحاضرات كان يعكس فكرًا عميقًا، يمزج بين قراءة التاريخ واستشراف المستقبل، ولم يكن يكتفي بسرد الوقائع، بل يحللها ويستخرج منها الدروس والعبر، أمّا عن الجوائز والتكريم فقد نال د. الشبيلي العديد من الجوائز والتقديرات، منها وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى 2017م، وجائزة الملك سلمان لخدمة التاريخ الشفوي 2003م، وجائزة الملك سلمان لبحوث الجزيرة العربية 2014م، وكانت هذه الجوائز بمثابة تقدير رسمي بدوره في خدمة التاريخ والإعلام والثقافة. قالوا عنه وقال الباحث أحمد العساف عن د. عبدالرحمن الشبيلي -رحمه الله-: «حمل على عاتقه مسؤولية التعريف بأعلامنا الذين لم يأخذوا حقهم في الإعلام، وامتاز بالهدوء والرزانة والوفاء، وكان قريبًا من الحكومة والناس في آن واحد»، وقد ألّف عنه العساف كتاباً عن سيرته، وهذا من الوفاء. ووصف المؤرخ الأردني أحمد العلاونة د. الشبيلي بأنه شخصية جاذبة، متواضع، أنيق في ملبسه وكلامه وكتابته. وقال د. عبدالعزيز بن سلمة عن د. الشبيلي: «تلك الشخصية الوطنية الكبيرة التي منذ خمسين عاماً وحتى أيام حياتها الأخيرة لم تكل أو تمل من العطاء من علمها وخبرتها وتجربتها، بل وتستهلك نفسها وصحتها لتفيد بلادها وأبناء بلادها؛ وكلما تقدم به العمر كان تماماً مثل عود يزيده الإحراق طيباً». وأضاف عبدالله بن سالم الحميد عن شخصيتناً قائلاً: «لذاكرة الوطن وتجلياته المشرقة مساحة ومكانة في نفس كل مواطن وحضور أثير في ذاكرته ووجدانه، والإنسان المفكر المعبر د. عبدالرحمن الشبيلي واحد من جنود الوطن الأوفياء المبدعين، حيث كان رحمه الله شعلة من النشاط وحركة لا تهدأ أبداً، مبادراً إلى العمل الإبداعي الواعي بتوتر إيجابي فعال، يسابق فيه الزمن، عبدالرحمن الشبيلي إنسان أشرقت في نفسه صور الحياة الرائدة المفعمة بالعطاء، وتطلعاتها المشرقة وتبلورت في ذاكرته ورؤاه لينسج من خيوطها ما يتناغم مع اختصاصه وتوجهاته الصحافية والإعلامية والأدبية فينسجم مع فعالياتها بكل ما أتيح له، وماهيأه لنفسه منها في بيئته التي عاش في آفاقها وأودع فيها كل تجاربه واستفاد من مخزونها المعرفي وخبرته ليفيد مجتمعه ووطنه وأمته، فكان الصديق الوفي المثابر الطموح للمنبر الإعلامي، الحاضر فيه بكل جدارة، الناجح في لقاءاته وحواراته وبرامجه التي أثرت القنوات الإعلامية والثقافية، ولازالت آثارها شاهدةً على ذلك الحضور الأثير». شهادات نادرة ويبقى د. عبدالرحمن الشبيلي -رحمه الله- رمزًا وطنيًا في تاريخ الإعلام السعودي، فلقد عاش حياته مخلصًا لمهنته، مؤمنًا أن الإعلام ليس مجرد وسيلة ترفيه أو خبر، بل هو سجل للأمة وذاكرتها الحية، ولقد حفظ عبر برامجه وكتبه وجلساته شهادات نادرة، ووضع أسسًا للتوثيق الإعلامي في المملكة، ويُحسب لشخصيتنا أنه لم يكن مجرد إداري أو أكاديمي، بل كان واضع اللبنات الأولى للدراسات الإعلامية الحديثة في الجامعات السعودية، فحين عُدّل قسم الصحافة في جامعة الملك سعود ليصبح كلية مستقلة للإعلام، كان هو من صاغ كثيرًا من مناهجها، وحرص على أن تجمع بين الجانب النظري والتطبيقي، كما ساهم في إدخال مقررات جديدة تُعنى بتاريخ الإعلام السعودي، والاتصال الجماهيري، والإنتاج التلفزيوني، وهو ما أرسى تقاليد أكاديمية لا تزال مستمرة حتى اليوم. جسر معرفي ومن الجوانب التي قلما يُشار إليها أن د. الشبيلي كان قارئًا متعمقًا للمدارس الغربية في الإعلام، فقد ترجم بعض الدراسات الأمريكية إلى العربية، وشرح النظريات الإعلامية بطريقة تناسب البيئة المحلية، فلم يكن منغلقًا على التراث فقط، ولا مبهورًا بالغرب فقط، بل حاول أن يبني جسرًا معرفيًا متوازنًا بين التجربتين، وهذا ما جعل محاضراته دائمًا حافلة بالأمثلة المقارنة بين ما يحدث في الإعلام العالمي وبين ما يمكن أن يستفاد منه محليًا، واليوم، بعد سنوات على رحيله، ما زالت كتبه تُقرأ، وبرامجه تُعاد، وأجيال الإعلاميين تذكره بالفضل، إنه أحد الذين بنوا لبنات الإعلام الحديث في المملكة، وأحد الذين أعطوا الثقافة السعودية وجهًا ناصعًا في زمن التحولات الكبرى، ومن المعلومات اللافتة أن شخصيتنا ترك وراءه واحدًا من أغنى الأرشيفات الخاصة في المملكة، يضم آلاف الوثائق، والصور الفوتوغرافية، والجرائد القديمة، وتسجيلات صوتية ومرئية نادرة، وبعض هذه المواد تعود إلى بدايات الإذاعة السعودية في الخمسينيات، وأخرى لخطابات ملوك المملكة منذ الملك عبدالعزيز حتى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وهذا الأرشيف كان مشروعًا يخطط لتحويله إلى مركز دراسات إعلامية، لكن رحيله حال دون إتمامه، وبقيت أسرته والباحثون يسعون إلى حفظه وإتاحته للأجيال القادمة. رحيل صادم وفي يوليو 2019م وأثناء وجوده في باريس، تعرض د. الشبيلي لحادث سقوط شرفة منزله، نُقل على إثره إلى الرياض بطائرة إخلاء طبي، لكنه توفي يوم الثلاثاء 30 يوليو، ودُفن في مقبرة الشمال بالرياض بعد الصلاة عليه في جامع الجوهرة البابطين. وبعد وفاته ظهر أثره في الكم الكبير من المقالات والبرامج التي تناولت سيرته، وتحولت صفحاته الشخصية على منصات التواصل إلى فضاء للرثاء والوفاء، ونشرت الصحف السعودية عشرات المقالات التي تستعيد سيرته، كما أطلقت بعض المؤسسات الثقافية جوائز وبرامج تحمل اسمه تخليدًا لذكراه، وأصبح يُنظر إليه اليوم باعتباره «أب الدراسات الإعلامية السعودية» و»حارس الذاكرة الإعلامية الوطنية»، كان رحيله صادمًا، ليس فقط لأسرته ومحبيه، بل للوسط الثقافي بأسره، نعته المؤسسات الرسمية، ورثاه المثقفون بمراثٍ مؤثرة، وأجمعوا على أنه ترك فراغًا لن يملأه أحد. كان حريصًا على ربط طلاب الجامعة بالتجربة العملية أتاح للباحثين الاطلاع على أرشيفه من الوثائق والجرائد والتسجيلات غرس في الإعلاميين احترام المهنة والانضباط الإعلام في المملكة العربية السعودية للدكتور الشبيلي أعلام بلا إعلام من مؤلفات د. الشبيلي إعداد- صلاح الزامل