لم يكن الانخفاض الذي حققته المملكة في مؤشر الفقد والهدر الغذائي لعام 2025 مصادفةً، بل جاء ثمرة وعيٍ مجتمعيٍّ متنامٍ، وجهودٍ مؤسسيةٍ متكاملةٍ قادتها الهيئة العامة للأمن الغذائي، تحقيقًا لتوجيهات القيادة الرشيدة في بناء منظومة غذائية متوازنة ومستدامة. وسجّلت المملكة انخفاضًا ملموسًا في نسب الفقد والهدر الغذائي على مستوى الأفراد والقطاعات، مقارنة بخط الأساس لعام 2019، في مؤشرٍ يعكس حجم التحول الذي يشهده المجتمع السعودي في مسار الأمن الغذائي وترشيد الاستهلاك، ما يمنح فرصاً اقتصادية يتم توفيرها في اقتصاد الأفراد والاقتصاد الجمعي. وكشفت بيانات الهيئة العامة للأمن الغذائي تراجع نسبة الفقد والهدر الغذائي من 33.1 % إلى 27.9 %، وانخفاض نسبة الهدر وحده من 18.9 % إلى 15.8 %، فيما انخفضت نسبة الفقد وحده من 14.2 % إلى 12.1 %. كما تراجعت حصة الفرد السنوية من الفقد والهدر الغذائي من 184 كجم إلى 155 كجم، لتقفز المملكة بذلك من المرتبة 13 إلى الثانية إقليميًا، ومن المرتبة 17 إلى 13 ضمن دول مجموعة العشرين. ورصدت «الرياض» معدلات الهدر الغذائي التي تضر باقتصاد الأفراد، إذ تقدر بنحو 4.5 ملايين طن، وهو رقم كبير للغاية بحسب تقرير لوزارة البيئة والمياه والزراعة، ما يكلف المملكة نحو 40.4 مليار ريال سنوياً، ويشكل الهدر وفقاً لتلك النتائج نحو 18 %، كما أن هناك نحو 33 % من الطعام الصالح للأكل يهدر في العالم، ما يعادل نحو 1.3 مليار طن سنوياً، وعن أهمية خفض الهدر وانعكاسه اقتصادياً قال عضو مجلس المنطقة الشرقية عبدالله آل نوح ل»الرياض»: «إن الانخفاض المسجل في معدلات الفقد والهدر الغذائي يعد منجزًا وطنيًا واقتصاديًا ويعكس نضج الوعي الجمعي لدى المواطن السعودي».