مرت القنوات الرياضية السعودية الخاصة بعدة مراحل، حيث كانت هناك تجارب ناجحة أشاد بها الجميع وكانت محط إعجابهم وإبهارهم، فيما كانت بعض التجارب فاشلة ولم تدم طويلاً بل وسارعت لإغلاق أبوابها أمام المشاهد، الذي تمنى أن ترحل بسرعة بسبب الفشل الذي كانت تقبع فيه. كانت قنوات أوربت الرياضية، والتي تأسست عام 1994، من أولى القنوات الرياضية الخاصة في المملكة، حيث قدمت نقلة متميز في تغطية الدوري السعودي تفوقت خلالها حتى على القناة الأولى، والتي كانت تنقل المباريات جنباً جنب مع أوربت، ولكنها توقفت عن نقل الدوري السعودي في موسم 2006، كما قامت بنقل الدوري الإسباني والإنجليزي عبر قنواتها الرياضية. تأتي بعد ذلك قنوات ART الرياضية، والتي تأسست عام 1993، حيث كانت أميز القنوات الرياضية في السعودية، فقد نقلت معظم البطولات الأوروبية والسعودية، وكان يعاب عليها ارتفاع سعر اشتراكها المبالغ فيه جدًا، ولم تدم تجربتها طويلاً، حيث باعت جميع البطولات بما فيها الدوري السعودي لقنوات الجزيرة الرياضية bein sport حالياً، لتنتهي مسيرة القنوات السعودية في بث الدوريات الأوروبية في تلك السنة، فيما تلتها قناة Line sport السعودية، حيث تأسست في عام 2010، والتي كانت تنقل عددًا بسيطًا من مباريات الدوري السعودي، وتقدم عددًا من البرامج الرياضية التي كانت جاذبة للجماهير السعودية، ولكن هذه التجربة لم تستمر طويلاً، فقد أغلقت بثها في عام 2014. لتأتي بعدها قنوات mbc pro sport، والتي تأسست في عام 2014، لتقدم تجربة مميزة في نقل الدوري السعودي بعدد من التغطيات والبرامج والتي كان لها ثقلها لدى المتابع السعودي والعربي، ولكن لم تستمر أيضاً طويلاً لتغلق في عام 2018 بعد مسيرة رائعة في نقل الدوري. بعد ذلك كانت هناك تجربة رقمية في نقل الدوري السعودي عبر stc، ولكن تلك التجربة لم تستمر طويلاً، حيث انتقل بث الدوري إلى القنوات الرياضية السعودية والتي تميزت بنقل الدوري عبر القنوات ووسائل التواصل الاجتماعي. وفي عام 2021 تم إنشاء قنوات ssc الرياضية، والتي واجهت منذ اليوم الأول لبث الدوري السعودي انتقادات واسعة ولم تتمكن من الصمود وتطوير نفسها على الرغم من بقاء الدوري بين أروقتها لمدة 4 مواسم رياضية، عانى خلالها الجمهور الرياضي أشد أنواع المعاناة، حيث تم بث الدوري بجودة sd في سابقة شهدت انزعاج الجميع كما تم تعيين معلقين من فئة B على البث المفتوح وحرمان المشاهدين من مشاهدة الاستديو التحليلي والذي كانوا يرونه ميزة يحرم منها عدم المشترك. اليوم، تطل علينا قنوات ثمانية الرياضية، ولدى الجميع أمل كبير في عودة القنوات الرياضية السعودية الخاصة لمقارعة كبار القنوات الرياضية وعودة الدوريات الأوروبية لها، وجذب المتابعين لها من جميع الدول العربية، فالمقومات الموجودة في القنوات توحي بأننا مشروع كبير وقادر على المنافسة بل وإزاحة كبرى القنوات الرياضية والتربع على مجد القنوات الرياضية. لقد كان النجاح الباهر لثمانية في تقديم عدد من البودكاست المميز خير مشجع لجميع المتابعين في انتظار تغطية مميزة بل وجاذبة لهذه القنوات، بل وإن النجاح كان هو المطلب دائماً من هذه القنوات، وذلك منذ اللحظة الأولى لإعلان نقل الدوري السعودي عبر قنواتها. ختامًا: ما قدمته قنوات ثمانية ابتداء من نقل كأس السوبر السعودي يوحي للجميع بأننا أمام وحش قادم ليكتسح الفضاء الرياضي والرقمي ولكن يحتاج منا الصبر للوصول للنجاح، والأخطاء لا بد من حدوثها فمن لا يخطئ لن ينجح أبدًا. خالد عكاش 1