المنتخب السعودي بعد رحلة من الصعاب والتذبذب في التصفيات يقف اليوم على مفترق طرق في مشواره الأخير، فبعد خسارة غير مستغربة أمام أستراليا بنتيجة 2 -1 ضمن الجولة العاشرة الأخيرة من المرحلة الثالثة للتصفيات الآسيوية على أرضه في مدينة الملك عبدالله الرياضية، كان الموقف موقفاً صعباً لكنه ليس مستحيلاً، لأنه قبل ذلك حقق الأخضر فوزًا مهمًا على البحرين 2- صفر، أحرزهما مصعب الجوير وعبد الرحمن العبود، ضمن له مقعد الملحق الآسيوي بعدما فشل في التأهل المباشر. ترتيب المجموعة وضع الأخضر في المركز الثالث برصيد 13 نقطة خلف اليابان المتصدر، وأستراليا الذي احتل المركز الثاني بفارق ثلاث نقاط تقريباً. الآن أمامنا مباراتان في الملحق الآسيوي ستقامان في جدة على ملعب الإنماء، الأولى يوم 8 أكتوبر 2025 ضد إندونيسيا، والثانية يوم 14 أكتوبر 2025 ضد العراق، هاتان المباراتان هما فرصة التوبة الكروية متى ما بذلنا الجهد وركزنا في الملعب. (هاتوها يا رجال)، يا من يحملون شارة القيادة داخل المستطيل الأخضر، فإن هذا النداء موجه إليكم لا تتهاونوا في هذه اللحظة، لا تدعوا الماضي يثقل أكتافكم، لا تقبلوا أن تحملوا ما ليس بكم من أوزار، إن الفوز اليوم يمحو كل الظلال، ويعيد صورة ناصعة لما يجب أن يكون عليه الأخضر، هذا الزمن لا يرحم الضعفاء، ولا يطيل البكاء على اللبن المسكوب، استندوا إلى أرواحكم وتذكروا الوطن الذي أعطاكم كل شيء. (هاتوها يا رجال)، أقولها للمدرب رينارد، إن الحمل اليوم أضعاف ما كان في الأمس، إن رغبت في أن تكتب لك الصفحة البيضاء فلْتُظهر البصمة الحقيقية، يجب أن تعود إلى الأسس التي صنعت الفوارق، ويجب أن تمنح الفرصة لمن يستحقها على الأداء لا على الاسم وحده، نعم، التعاقد مع مانشيني كان خطأ فادحًا في التقدير والإدارة، وله آثار سلبية على الانسجام الفني والنفسي؛ ولكنك اليوم أمامك فرصة عظيمة للتصحيح بأن تثبت بأنك القائد الحقيقي بالجرأة، لا شيء سوى النتيجة الحقيقية ستمحو ذلك الخطأ في نظر الجماهير. (هاتوها يا رجال)، أقولها للاتحاد السعودي، لأن منطق الكرة لا يدار بالكلمات وحدها بل بالأفعال دروس الماضي واضحة لا مكان للإدارة التي تعامل الأمور بعشوائية أو تغامر بكرامة المنتخب، ادعموا المدرب الحقيقي واستمعوا إلى الكرة، دعوا الكادر الفني يبدع بلا ضغوط، وفوضوا القرار الحقيقي الفني دون تدخلات خارجية ذلك التصحيح اليوم ليس ترفاً بل ضرورة. (هاتوها يا رجال)، هاتوها يا نجوم الأخضر، هاتوها الآن لا تتركوا للظروف أن تتسلط عليكم، ولا للشك أن يزرع فيكم البذور، أظهروا أنكم رجال أنكم على قدر الكلمة، أنكم أهل للثقة التي منحتوها لكم الجماهير، الزموا الشجاعة وارتدوا درع الفخر فهذه لحظة الرجال. (هاتوها يا رجال)، إلى كل سعودي، إلى كل قلب تجري فيه الدماء الخضراء، وكل روح تنشد الفرح نقول: اجمعوا الأنفاس واربطوا الأحزمة وكونوا على الموعد. في تلك الأمسيات سيكتب التاريخ من جديد! فليسمع العالم أن السعودية ليست هنا لتتفرج بل لتقاتل ولتنتصر لتعيد مجدها، ولتثبت أن الكلمة التي نرفعها (هاتوها يا رجال) ليست مجرد شعار بل دعوة من القلب والعزيمة، (هاتوها يا رجال) فالوطن ينتظر فرحتك. سعود الضحوك المنتخب