لم تعد الرياضة في السعودية حدثًا موسميًا أو مجرد لعبة تستهوي الشباب، بل تحولت إلى ركيزة من ركائز السياحة والاقتصاد، فما نراه اليوم من حراك في جميع الألعاب مثل كرة القدم، وسباقات السيارات والملاكمة والمصارعة والغولف وغيرها من الألعاب الرياضية الكبرى والفعاليات العالمية، يعكس رؤية واضحة، أن الرياضة في المملكة العربية السعودية لم تعد ترفيها، بل أداة من أدوات التنمية الوطنية. وما انضمام النجوم العالميين إلى الدوري السعودي بمجرد أخبار عابرة أو صفقات إعلامية، بل هو انعكاس لثقة هؤلاء النجوم والعالم أجمع في المشروع الرياضي السعودي الذي بدأت ملامحة تطهر للعيان. فهؤلاء النجوم لم يأتوا هم وعوائلهم بحثًا عن عقود ضخمة فحسب، بل جاؤوا إلى بيئة تمتلك رؤية واستراتيجية، قادرة على تحويل الملاعب إلى منصات ترفيهية واقتصادية ذات أثر عالمي. لكن هذا الشيء لا يكفي، لأنه يجب أن ندرك أن استدامة هذا المشروع الرياضي الكبير لا يتحقق فقط باستقطابات هؤلاء النجوم واستضافة البطولات العالمية الكبرى، بل بتطوير الكوادر الوطنية (الإدارية والفنية)، فالموهبة السعودية تحتاج إلى بيئة تدريب احترافية، وأنظمة متكاملة ولوائح واضحة، حتى نضمن أن نكون جزءًا مهماً من الحراك الرياضي العالمي، لا متفرجين عليه فقط، وهنا يكمن التحدي الحقيقي: في الموازنة بين استقطابات النجوم العالميبن واستضافة الأحداث الرياضية الكبرى والاستثمار الخارجي وبين صناعة النجوم المحليين الذي ينبغي أن يحمل كل منهم الهوية الرياضية السعودية ويضمن المنافسة والاستمرارية. الجميل أن المملكة العربية السعودية استطاعت من خلال استضافة بطولات الفورمولا 1، والتنس والمصارعة وغيرها، أن ترسخ مكانتها كمركز عالمي للرياضة. وهذه الخطوة لا تعزز صورتها الدولية فحسب، بل تفتح أبوابًا واسعة أمام السياحة، وتدعم الاقتصاد الوطني، وتلهم الأجيال الجديدة على تبني نمط حياة صحي وفعّال. وهذا بلا شك يساعد على نجاح مشروعنا الرياضي ويضعنا أمام فرصة تاريخية: أن نصنع رياضة سعودية تحمل طابعنا المحلي، وتؤثر في المشهد العالمي في الوقت ذاته.