بصمة مضيئة في صناعة الفرح الوطني أصدرت قرارات في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله ورعاهما-، لتمكين المرأة بمختلف المجالات بشكل غير مسبوق ومنها: المجال العسكري، باختيار عسكريات سعوديات لتلقي دورات تدريبية في القوة البدنية، واستخدام الأسلحة والرماية بالذخيرة الحية، والإعلان عن وظائف عسكرية نسائية، كما أصبح لها دور في دخول المجالس البلدية، حيث استطاعت المرأة تسجيل اسمها كمرشحة في انتخابات المجالس البلدية وتمكنت بعض المرشحات من الفوز في الانتخابات، وفتحت آفاقاً كبيرة لمشاركة المرأة السعودية لممارسة النشاط الرياضي، وشاركت في العديد من المسابقات التي كانت حكراً على الرجال، مثل: الملاكمة وسباق السيارات والفروسية. وفي سياق آخر لدعم المرأة، دعم صندوق النفقة للمطلقات بدعم من الملك سلمان عبدالعزيز -حفظه الله-، بإعطائها حقوق كثيرة، وأصبح بوسع المطلقات وأبنائهن الحصول على مساندة مباشرة من صندوق النفقة. كما أصدر الملك سلمان قراراً بقصر الإذن بتزويج من هي في سن السابعة عشر فما دون على المحكمة المختصة، وأن يكون طلب التزويج مقدماً من الفتاة أو وليها الشرعي في النكاح أو والدتها. وتضمنت القرارات بتمكين القانونيات وتعيين كاتبات عدل، والسماح بقيادة المرأة، وتعيينها كدبلوماسية، حيث أصدر قراراً بتعيين الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، سفيرة لخادم الحرمين الشريفين لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية بمرتبة وزير، وهي أول امرأة تشغل منصب سفير في تاريخ المملكة. كما صدر قرار بإعداد مشروع نظام لمكافحة التحرش حماية للمرأة ورعايتها. المرأة في قلب المشهد الوطني منذ انطلاقة مسيرة المملكة العربية السعودية الحديثة، والمرأة كانت جزءًا لا ينفصل عن رواية الوطن، شريكة في ملامح الحلم، وفاعلة في خطوات النهضة. وحين يحل اليوم الوطني، لا يقتصر الاحتفال على ذكرى التأسيس أو على استحضار الماضي فحسب، بل يتجدد كمنصة لإبراز أدوار السعوديين جميعًا، رجالًا ونساءً، في صنع الحاضر ورسم المستقبل. هنا يتجلى حضور المرأة السعودية بوضوح، ليس بوصفه تفصيلًا جانبيًا، وإنما كأحد أعمدة البناء التي أسهمت في ترسيخ الهوية الوطنية، وتجسيد الرؤية الطموحة التي وضعت المملكة في مصاف الدول المتقدمة. إن الحديث عن المرأة في اليوم الوطني ليس مجرد ثناء أو إشادة، بل هو قراءة عميقة لمسار طويل من التمكين، الذي لم يأتِ عابرًا ولا مؤقتًا، بل متجذرًا في نسيج المجتمع، ممتدًا من جذور التاريخ إلى آفاق المستقبل. نشهد لوحة اجتماعية وثقافية متكاملة، تشارك فيها المرأة إلى جانب الرجل، لا بصفتها متفرجة أو محتفلة وحسب، بل بصفتها صانعة للحدث. فهي اليوم موجودة في الميادين العامة، في الجامعات والمدارس، في المؤسسات الثقافية والفنية، في قطاعات الصحة والإعلام، بل وفي ميادين الاقتصاد والسياسة. حضورها في هذه المناسبة الوطنية يحمل دلالات عميقة: أولها أن التمكين الذي أتاحته الدولة لم يكن مؤقتًا أو مشروطًا، بل هو تمكين متجذر يترسخ عامًا بعد عام. وثانيها أن المجتمع السعودي بات يرى في المرأة شريكًا طبيعيًا في البناء، لا استثناءً أو إضافةً جانبية. المرأة والهوية الثقافية لقد شهدت ال 11 سنة في عهد الملك سلمان بروز المرأة السعودية في مجالات كانت حكرًا على الرجال في كثير من المجتمعات، فدخلت مضمار التعليم باكرًا، وتقلدت مناصب أكاديمية، ثم وسعت حضورها في قطاعات الصحة والإدارة والاقتصاد. ومع انطلاق رؤية المملكة 2030، أخذ هذا الحضور بعدًا أكثر رسوخًا، حيث ارتفعت نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل، وتنامى دورها في ميادين السياسة والدبلوماسية والثقافة والفنون. في اليوم الوطني، تصبح هذه الإنجازات أكثر بروزًا، لأنها تقدم للعالم صورة متكاملة عن المجتمع السعودي الذي اختار أن يجعل من تمكين نصفه الثاني قاعدة أساسية للنهوض. ولعل من أبرز ما يميز هذا التمكين أنه لم يكن مجرد استجابة لضغوط خارجية، بل نابعًا من قناعة وطنية عميقة بأن المرأة شريك أصيل في التنمية، وأن إقصاءها يعني تعطيل نصف طاقة الوطن. إذا كان الرجل السعودي يُسهم في بناء هوية الوطن من خلال إنجازاته في مجالات الصناعة والتقنية والاقتصاد، فإن المرأة تُسهم بدور لا يقل أهمية في ترسيخ الهوية الثقافية. فهي الحافظة للتراث، الراوية للحكايات الشعبية، المشاركة في الفنون والموسيقى والأدب، والمساهمة في نشر صورة السعودية الحديثة للعالم. في اليوم الوطني، تتجلى هذه الهوية في أبهى صورها؛ فالمرأة لا تكتفي بالمشاركة، بل تعمل على إعادة تعريف معنى الانتماء، من خلال مشاريع فنية وثقافية تحتفي بالوطن وتُعرّف الأجيال الناشئة بتاريخهم. إنها بذلك تؤكد أن الثقافة ليست مجرد مظهر جمالي، بل هي ركيزة أساسية للهوية الوطنية التي نفتخر بها محليًا ونقدمها للعالم بثقة. تمكين متجذر.. ثمرة رؤية وطنية لا يمكن الحديث عن المرأة السعودية في اليوم الوطني من دون الإشارة إلى رؤية 2030 التي فتحت أمامها أبوابًا واسعة للمشاركة والقيادة. هذه الرؤية لم تُعامل المرأة على أنها قضية اجتماعية تحتاج إلى إصلاح، بل اعتبرتها شريكًا استراتيجيًا لا غنى عنه في تحقيق التحول الوطني. ومن ثمار هذا التمكين، أن نشهد المرأة اليوم تتقلد المناصب القيادية في قطاعات متعددة، وتشارك في صياغة السياسات، وتدخل بقوة إلى سوق العمل، حتى باتت نسب مشاركتها في بعض القطاعات تضاهي نظيراتها في الدول المتقدمة. في عهد الملك سلمان، يُترجم هذا التمكين إلى صور عملية: وزيرة تلقي كلمة في محفل رسمي، طبيبة تقود مبادرة صحية لخدمة المجتمع، فنانة تعرض لوحاتها المستوحاة من روح الوطن، إعلامية تنقل فرحة الشعب للعالم، ورائدة أعمال تُطلق مشروعًا يرفع اسم السعودية عاليًا. المرأة والمجتمع.. علاقة تكامل أحد أبرز أبعاد مشاركة المرأة في اليوم الوطني يتمثل في علاقتها بالمجتمع. فهي لم تعد مجرد متلقية لقرارات التمكين، بل صارت مبادرة، تطلق المشاريع التطوعية، وتدعم الأعمال الخيرية، وتسهم في توعية المجتمع. هذه المشاركة تعزز من قيم التلاحم الوطني، وتُظهر أن المرأة ليست فقط عنصرًا في التنمية الاقتصادية، بل أيضًا ركيزة أساسية في التنمية الاجتماعية والإنسانية. وفي مشهد المناسبات الوطنية ، يظهر هذا التكامل بوضوح؛ فالمرأة تقود فرق التنظيم، وتشارك في العروض الثقافية، وتدير منصات الفعاليات، إلى جانب دورها كأم تغرس في أطفالها قيم الانتماء والاعتزاز بالوطن. إنها بذلك تساهم في صناعة جيل جديد أكثر وعيًا وفخرًا بماضيه وحاضره ومستقبله. البعد العالمي لصورة المرأة السعودية ما يميز حضور المرأة السعودية هو صداه خارج حدود المملكة. فالإعلام العالمي يلتقط هذه الصور، ويرى فيها دليلًا على التحولات العميقة التي يشهدها المجتمع السعودي. لقد أصبحت المرأة وجهًا من وجوه الدبلوماسية الناعمة، تعكس صورة المملكة كدولة حديثة تنفتح على العالم من دون أن تتخلى عن أصالتها. وفي هذا السياق، يمكن القول إن اليوم الوطني لا يخاطب الداخل السعودي فحسب، بل يقدم رسالة للخارج: أن السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين ماضية في تمكين جميع أبنائها وبناتها، وأن المرأة السعودية لم تعد حبيسة الصور النمطية، بل صارت رمزًا للعزيمة والطموح والإنجاز. ذكرى بيعة الملك سلمان ليس مجرد مناسبة زمنية ، بل هو مرآة تعكس ما وصلنا إليه من إنجازات وما نطمح إليه في المستقبل. وفي هذه المرآة، يسطع حضور المرأة السعودية كدليل على أن التمكين لم يعد شعارًا، بل أصبح هوية متجذرة. إنها اليوم شريكة في البناء، حافظة للتراث، صانعة للثقافة، وقائدة للتنمية. وحين نقول إن المرأة السعودية في اليوم الوطني حضور فاعل وتمكين متجذر، فإننا لا نصف واقعًا حاضرًا فقط، بل نؤكد مسارًا مستقبليًا لا رجعة فيه، مسارًا يجعل من المرأة أحد أعمدة قوة المملكة ومفتاحًا من مفاتيح ازدهارها. إن صوتها في هذا اليوم لا يُسمع في الأهازيج والأغاني فقط، بل يتردد في قاعات الجامعات، في مكاتب الوزارات، في ساحات الفنون، وفي منصات العالم الرقمي. وبذلك، يصبح اليوم الوطني وعدًا جديدًا، تُجدده المرأة السعودية مع وطنها كل عام: وعد العطاء، ووعد المشاركة، ووعد أن يظل هذا الوطن شامخًا، بجهود أبنائه وبناته معًا، لا يلين أمام التحديات، ولا يتوقف عن صناعة المجد. الإبداع النسائي حين نتأمل المشهد الوطني في مواسم الاحتفالات والفعاليات الكبرى، يبرز الإبداع النسائي كأحد أبرز العلامات الفارقة التي تضفي على المناسبة روحًا مميزة وحضورًا استثنائيًا. لم تعد المرأة السعودية مجرد متلقية أو متفرجة، بل أصبحت صانعة للمشهد ومؤثرة في تفاصيله الدقيقة، حيث تجلّت مواهبها في الفن والموسيقى، وفي المسرح والإعلام، وفي التصميم والابتكار، لتضع بصمتها الخاصة التي تعبّر عن الهوية الوطنية بروح معاصرة. الإبداع النسائي في الفعاليات الوطنية لا يُختصر في صورة تقليدية أو مشاركة رمزية، بل يتجاوز ذلك إلى دور جوهري يعكس طاقات خلاقة، ويكشف عن قدرة المرأة على تحويل الفكرة إلى تجربة جمالية متكاملة. ففي المهرجانات والاحتفالات الخاصة بالمناسبات الوطنية ، نجد أن اللوحات الفنية التي تُعرض وتحمل رموز الوطن، كثيرًا ما خطتها أنامل فنانات سعوديات، وأن الأزياء التي تعكس تراث المناطق صممتها أيدي مصممات سعوديات برؤية تمزج بين الأصالة والحداثة. وفي مجال العروض المسرحية والاستعراضية، تبرز أسماء نسائية أسهمت في صناعة مشاهد مدهشة، سواء من خلال التمثيل أو الإخراج أو الموسيقى. وفي الإعلام، تُطل المذيعة السعودية لتروي قصة الوطن للعالم، بأسلوب يجمع بين الفخر الوطني والاحترافية العالية. حتى في إدارة الفعاليات وتنظيمها، برزت النساء كقائدات لفرق عمل ضخمة، ينسقن أدق التفاصيل ويقدمن صورة احترافية متقدمة تليق بمكانة المملكة. كما أن الإبداع النسائي لم يعد محصورًا في الجانب الفني والثقافي فحسب، بل امتد ليشمل الابتكار في مجالات التقنية والإعلام الرقمي. ففي زمن التحول الرقمي، لعبت السعوديات دورًا بارزًا في إنتاج محتوى بصري وإعلامي يعكس فرحة اليوم الوطني، ويوثق اللحظات بأسلوب إبداعي يصل للعالم عبر المنصات الحديثة. وهكذا، أصبح حضور المرأة السعودية في الفعاليات الوطنية بمثابة تأكيد على أن الإبداع جزء من هويتها، وأنها شريك أصيل في صناعة الصورة الجديدة للمملكة. إن الإبداع النسائي في الفعاليات الوطنية هو انعكاس لمرحلة تاريخية جديدة تعيشها السعودية، حيث تفتح الأبواب أمام الطاقات لتتوهج وتزدهر، فيكون الناتج مشهدًا وطنيًا مفعمًا بالألوان والأنغام والابتكارات التي تحمل توقيع المرأة السعودية، وتثبت للعالم أن الوطن ينهض بجناحيه معًا: الرجل والمرأة، في رحلة متواصلة نحو المجد.