حب الوطن قيمة عظيمة ورسالة وفاء ملهمة، تستلزم المساهمة الفاعلة بحفظه، والمشاركة في استدامة تنميته، والإخلاص والحب لقيادته، واحترام مقدراته والمحافظة على مكتسباته، والإحسان إلى كل ما يعزز هويته، والإحساس بعظم الراية التي تحمل شعار التوحيد، واليوم نستذكر 95 عامًا مضت منذ أن وحّد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - أرجاء الوطن تحت راية التوحيد، لتنشأ دولة حديثة راسخة، واليوم تقف المملكة على أعتاب المئوية الأولى وهي أكثر قوة وحضورًا عالميًا، ويقول الدكتور مصلح معيض الحارثي عضو مجلس الشورى: لقد أرست تلك الملحمة معجزة القرن العشرين، حيث جمعت الشتات ووحّدت الكلمة، وأسست لدولة جعلت من الشريعة والعدل والشورى أساسًا لبنائها، ومن المواطن محورًا لنهضتها. معجزة أخرى ويتابع الحارثي حديثه بمناسبة ذكرى اليوم الوطني، إذا كانت ملحمة التوحيد قد دشّنت البداية، فإننا اليوم نشهد معجزة أخرى؛ معجزة التنمية والتحول، فبفضل رؤية السعودية 2030، تجاوز الناتج المحلي الإجمالي 4.5 تريليونات ريال، وارتفعت مساهمة القطاعات غير النفطية إلى أكثر من 56 ٪، ولم يتوقف الأمر عند الاقتصاد، بل تقدمت المملكة إلى المركز الثالث عالميًا في الذكاء الاصطناعي والبيانات بعد الولاياتالمتحدة والصين، وحققت مواقع متقدمة في مؤشرات الحكومة الرقمية والتنافسية العالمية. هذه الأرقام تعكس مشروعًا وطنيًا شاملًا يوازن بين النمو الاقتصادي وترسيخ القيم الإنسانية. البعد الديني الركيزة ويؤكد عضو الشورى أن البعد الديني للمملكة يمثل ركيزة أصيلة في مكانتها العالمية، فهي قبلة المسلمين وموئل أفئدتهم، ويقول: خدمة الحرمين الشريفين كانت وما زالت شرفًا عظيمًا حملته القيادة الرشيدة منذ التأسيس، حيث جسدت مشاريع التوسعة والتطوير في مكةالمكرمة والمدينة المنورة أرقى صور العناية بضيوف الرحمن، مصداقًا لقوله تعالى: "وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا"، وإلى جانب ذلك، واصلت المملكة نصرة قضايا الأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، كما عززت المملكة قيم الاعتدال والسلام، وجعلت من مبادراتها ومؤسساتها العالمية منارات للحوار الحضاري والتواصل الإنساني. المكانة السياسية وتعززت المكانة السياسية والدولية للمملكة من خلال ترؤسها لمجموعة العشرين في ظروف استثنائية عام 2020، وإطلاقها مبادرات نوعية في أمن الطاقة والاقتصاد الأخضر ومكافحة التغير المناخي، وإلى جانب ذلك، أشار الدكتور الحارثي إلى أن المملكة بنت شبكة تحالفات استراتيجية متوازنة مع الشرق والغرب، ووثقت روابطها مع الدول العربية والإسلامية، لتكون قوة استقرار في المنطقة، وجسرًا حضاريًا يربط بين القارات والشعوب، وهكذا اجتمع للمملكة ثقل ديني يمنحها الريادة الروحية، وقوة اقتصادية تضعها في مقدمة الاقتصادات العالمية، وحضور سياسي يمنحها دوراً مؤثراً في الساحة الدولية. الرؤية المشروع الحضاري وعلى أعتاب المئوية الأولى - والحديث للدكتور الحارثي - تبدو المملكة أمام مرحلة تاريخية جديدة، حيث لم تُبنَ رؤية 2030 لتكون مجرد خطة اقتصادية، بل مشروعًا حضاريًا يعزز الهوية الوطنية والقيم، ويفتح المجال واسعًا أمام الشباب لقيادة التحولات الكبرى والمشاركة الفاعلة في صناعة المستقبل، وكما قال سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء: "طموحنا أن نبني وطنًا مزدهرًا، يقوم على سواعد شبابه وشاباته، ويحقق مكانة متقدمة بين الأمم"، ويختم عضو الشورى" إن اليوم الوطني الخامس والتسعين ليس مجرد استذكار للماضي، بل هو استلهام للعزم على مواصلة البناء، واستشراف لمستقبل أكثر إشراقًا، إنه يوم يجمع بين ملحمة التوحيد التي أنجزها المؤسس، ومعجزة التنمية والتحول التي نعيشها اليوم، وتحالفات المملكة التي رسخت مكانتها العالمية، وهو في جوهره عهد متجدد بأن تبقى المملكة رائدة بدينها وقيمها، قوية بإنجازاتها، ماضية إلى أعتاب المئوية الأولى بعزيمة راسخة وإرادة ثابتة، لتبقى مصدر فخر لأبنائها، وسند قوة يلتف حوله شعبها جيلاً بعد جيل. ولادة الدولة ويقول المهندس إبراهيم بن محمد آل دغرير عضو مجلس الشورى، في مثل هذا اليوم من عام 1351 للهجرة / 1932 للميلاد سجل التاريخ ولادة الدولة السعودية الثالثة، وفي الثالث والعشرين من سبتمبر من كل عام ميلادي، تحتفي المملكة العربية السعودية بذكرى يومها الوطني، وهو اليوم الذي أعلن فيه الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - توحيد هذه البلاد المباركة تحت اسم المملكة العربية السعودية، مكملة لمسيرة الدولة السعودية الأولى والثانية وتوحيدها تحت راية "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، واليوم في الذكرى الخامسة والتسعين، يعيش الوطن والمواطن لحظة فخر واعتزاز ووفاء واستشراف لمستقبل أعظم. العدل والأمن والتوحيد وتابع آل دغرير: يعود اليوم الوطني بنا إلى مسيرة كفاح وبطولات سطرها الأباء والأجداد في ظل قيادة عظيمة وحكيمة، الذين وحّدوا أرجاء المملكة بعد تفرق، لقد كانت تلك الخطوة نقطة الانطلاق لبناء دولة حديثة قائمة على العدل، والأمن، والاستقرار، وشرف الله هذا البلد بخدمة الحرمين الشريفين، ومنذ ذلك الحين، واصلت المملكة تطورها لتصبح اليوم قوة إقليمية ودولية مؤثرة، وصاحبة دور رائد في قيادة العمل العربي والإسلامي والدولي. ويقول عضو الشورى: يأتي اليوم الوطني ال95 والمملكة تسير بخطى واثقة في ظل رؤية السعودية 2030، التي أطلقها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - بهدف تنويع الاقتصاد، وتمكين الإنسان، وتعزيز مكانة المملكة عالميًا، وفي الخطاب الملكي السنوي الذي ألقاه سمو ولي العهد نيابة عن خادم الحرمين الشريفين - حفظهما الله - في افتتاح أعمال السنة الشورية الثانية من الدورة التاسعة لمجلس الشورى، حيث أكد بأنه ولأول مرة وصول الأنشطة غير النفطية إلى 56 ٪ من الناتج المحلي، وتجاوز اجمالي الناتج المحلي 4.5 تريليونات ريال. ومن أبرز الإنجازات في السنوات الأخيرة، توسع المشاريع العملاقة مثل نيوم، والقدية، والبحر الأحمر، وتعزيز القطاع التعديني ليكون رافدًا اقتصاديًا جديدًا، ونمو قطاع الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، تأكيدًا لقيادة المملكة في مستقبل الطاقة، إضافة إلى الاستعداد لاستضافة الفعاليات الرياضية والثقافية العالمية، إكسبو 2030 وكأس العالم 2034. ويؤكد المهندس آل دغرير على أن اليوم الوطني ليس فقط مناسبة للاحتفال بالماضي، بل هو أيضًا عهد جديد في عصر مجيد واعتزاز على المضي قدمًا نحو مستقبل مشرق. المملكة اليوم تقود تحولات اقتصادية وثقافية واجتماعية غير مسبوقة، وتعمل على أن تكون نموذجًا عالميًا في التنمية المستدامة، وفي تمكين شبابها وبناتها ليكونوا روّادًا في شتى المجالات، ويقول" إن اليوم الوطني هو مناسبة للتلاحم بين القيادة والشعب، ولإبراز قيم الوحدة، والولاء، والإنجاز، وهو يوم اعتزاز بالهوية السعودية، ووفاء للتاريخ، واحتفاء بالإنجازات، وتجديد للعهد على مواصلة المسيرة نحو مستقبل أكثر ازدهارًا واستدامة"، وختم آل دغرير" في الذكرى الخامسة والتسعين لليوم الوطني السعودي، نقف جميعًا فخورين أمام مسيرة وطنٍ عظيم، في ظل قيادة عظيمة نستلهم من تاريخه القوة، ومن حاضره الفخر والاعتزاز، ومن مستقبله الأمل والطموح". ذكرى خالدة من جهته، يؤكد عضو مجلس الشورى لدورات المجلس الخامسة والسادسة والسابعة الدكتور عبدالله زبن العتيبي، أن ذكرى اليوم الوطني ال95 استلهام لملاحم الوفاء الخالد للوطن الغالي مع إشراقة نور رفرفت فوق عالي سماه راية المجد الشامخة، لتبقى ذكرى خالدة ممزوجة بعبق أصالة التاريخ وفخر منجزات الحاضر والمستقبل المشرق بإذن الله، نستلهم معاً من خلال اليوم الوطني تضحيات عظيمة لمؤسس هذا الوطن الشامخ الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه-، ورجاله الأوفياء الذين ضربوا أصدق النماذج المشرفة لحب الوطن بوفائهم وتضحياتهم الراسخة في جبين التاريخ، وقد تم توحيد القلوب في وطننا الغالي؛ الذي يسع الجميع من شمال المملكة إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها تحت راية التوحيد الخفاقة، بميثاق دولة تفاخر بإنجازها المستمد من الشريعة الإسلامية جميع دول العالم. تطوير التشريعات مستمر. وأكد العتيبي أن عملية تطوير البنية التشريعية تعتبر عملية مستمرة لا تتوقف، والدولة -أعزها الله- مستمرة بالسير وفق خطوات جادّة ومثمرة لتطوير البيئة التشريعية في جميع المجالات بما يواكب رؤية السعودية 2030 وتحقيق أهدافها ومبادراتها، من خلال منظومة تشريعية عصرية تحفظ الحقوق وتُرسِّخ مبادئ العدالة والشفافية، وتعزز النزاهة ومكافحة الفساد وتعزّز تنافسية المملكة عالمياً وتحسن البيئة الاستثمارية وتشجع الاستثمارات المحلية والأجنبية، ولذلك نشاهد كل عام صدور منظومة من الأنظمة واللوائح الجديدة أو التعديل على الأنظمة واللوائح القائمة بشكل مستمر. يحق لنا الفخر وأشار الدكتور العتيبي إلى أنه يحق لنا جميعاً أن نعتز ونفخر بما حققته بلادنا على الأصعدة والمجالات كافة، وبما تمتلكه من منظومة مؤسسات تؤدي مسؤولياتها في تناغم وانسجام وتكامل يجسد عمق وثراء تجربتها، وتلك المنظومة المتمثلة في السلطات التنظيمية التشريعية والتنفيذية والقضائية ومؤسسات المجتمع المدني، التي تتسابق للنهوض بأدوارها بدعم وتوجيه من القيادة الحكيمة للاستمرار في تحقيق الإنجازات والقفزات التنموية والنوعية وغير المسبوقة، نعيشها واقعاً ملموساً في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- ومخرجات الرؤية المباركة والطموحة رؤية السعودية 2030. واجب المواطن والمقيم وأكد الدكتور العتيبي أن وطناً بهذا التاريخ المجيد وبمكانته الدينية وبهذه المنجزات التي بوأته مركزاً عالياً في المجتمع الدولي يستوجب على مواطنيه والمقيمين على ثراه الطيب الحفاظ على أمنه واستقراره، كما يوجب على المواطنين تقدير الجهود التي تقوم بها حكومة خادم الحرمين الشريفين لتنمية البلاد وتطويرها في مختلف المجالات والرقي بها إلى مصاف الأمم المتقدمة، بالإسهام في عجلة التنمية، والحفاظ على مقدرات الوطن ومكتسباته.