أسهمت استراتيجية "الانفتاح على العالم" في زيادة التواصل بين المملكة ودول العالم وفي تفعيل الدور السعودي في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية وكان لمجالس الشراكات السعودية مع دول العالم دور مهم في نمو وتطور التجارة في المملكة وفي زيادة في الواردات والصادرات وتعزيز ودعم مشروعات رؤية 2030، حيث مكنت تلك المجالس من تبادل الخبرات والتكنولوجيا والتعاون في مختلف المجالات التكنولوجية والعلمية وتشجيع الابتكار، وبناء القدرات، وزيادة العمل المشترك من أجل تحقيق التنمية المستدامة وتطوير مختلف القطاعات والأنشطة القادرة على خلق فرص عمل تسهم في تحسين جودة الحياة للمواطنين وتقلل من نسبة البطالة، وقد حرصت المملكة على جودة التنظيم والترتيب وخلق الأدوات اللازمة لبناء تلك الشراكات واستمرار تطورها. تقليل من نسبة البطالة أظهرت نتائج مسح القوى العاملة للربع الرابع 2024 الصادرة عن هيئة الإحصاء تراجع معدل البطالة بين السعوديين إلى 7 %، مقارنة ب 7.8 % بنهاية الربع الثالث 2024، ويُعد ذلك المستوى الأدنى تاريخياً لنسبة البطالة في المملكة، حيث تحقق به مستهدف رؤية السعودية 2030 بخفض معدل البطالة إلى 7 %، ودفع ذلك الإنجاز وزارة الموارد البشرية إلى المضي قدماً بخفض المستهدف إلى 5 % كمستهدف جديد، ولم يتحقق الوصول للهدف بهذه السرعة من فراغ ولكنه جاء نتيجة لعديد من الأسباب منها التوجه نحو تنويع الاقتصاد،والتوسع في برامج الابتعاث والتدريب التي توائم مخرجات التعليم مع سوق العمل وجذب الاستثمارات الأجنبية القادرة على توفير فرص العمل وخفض معدلات البطالة إلى السعودية وتمثل مبادرة المعرض السعودي الصيني للتوظيف مثالا حيا على ذلك إذ هدفت تلك المبادرة إلى ربط الشباب السعودي من خريجي الجامعات الصينية بفرص العمل في الشركات الصينية في المملكة وتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين ودعم أهداف رؤية 2030. وقد تم تنظيم عدة نسخ من المعرض بهدف الاستفادة من مهارات الخريجين وخبراتهم في اللغة والثقافة الصينية، ويشجع الشركات الصينية على توظيف المواهب السعودية والمساهمة في التوطين. كما تلعب مجالس الشراكات السعودية مع غيرها من دول العالم دورا مهما في دعم سياسات سوق العمل بالمملكة عبر تشجيع الأبحاث العلمية المشتركة في المجالات ذات الأولوية العالمية، مثل الصحة، الطاقة، الذكاء الاصطناعي، تصميم برامج تعليمية مشتركة بين الجامعات تسهم في رفع مستوى التأهيل الأكاديمي للطلاب ودعم برامج ذوي الاحتياجات الخاصة و تفعيل وتعزيز الشراكة في برامج التدريب والابتعاث القادرة على تأهيل الشبان والشابات وتمكينهم من شغل فرص عمل مناسبة وملائمة لهم،ومن الأمثلة على ذلك تأكيد الهيئة العامة للترفيه أن برنامج الابتعاث، أحد برامج مبادرة "صناع السعادة"، يهدف إلى ابتعاث 60 طالبًا وطالبة، للحصول على درجة البكالوريوس في مجالات متخصصة منتهية بالتوظيف وأوضحت الهيئة حينها أنه سيتم ابتعاث مجموعة من الطلبة والطالبات بالشراكة مع شركة القدية إلى جامعة سنترال فلوريدا للدراسة في تخصص تطوير وإدارة قطاع الترفيه بالمملكة. دعم يستهدف تنويع المصادر وتلعب مجالس شراكات السعودية مع دول العالم دورا مهما في مساندة مستهدف رؤية 2030 الرامي لتنويع مصادر الدخل تلعب تلك المجالس دورا مباشرا في خلق فرص التعاون الاستراتيجي بشتى القطاعات والأنشطة وفي تطور التجارة المشتركة والتعريف بالفرص الاستثمارية والأسواق وفي زيادة في الواردات والصادرات ودعم التنمية الاقتصادية والتحول الاقتصادي، والمشاريع الكبرى والترفيه والسياحة وغير ذلك من القطاعات المهمة ومن الأمثلة على ذلك إسهام الشراكة الإستراتيجية السعودية الهندية وتأسيس المجلس في تطوير التعاون بين البلدين في شتى المجالات من خلال مواءمة رؤية المملكة 2030 وبرامج تحقيق الرؤية مع مبادرات الهند الرائدة مثل "اصنع في الهند"، و"ابدأ من الهند"، و"المدن الذكية"، و"الهند النظيفة"، و"الهند الرقمية"، ويسهم مجلس الشراكة السعودية الهندية في تنفيذ وتعزيز برامج التعاون في عددٍ من المجالات بما فيها مجالات الطاقة، وتعزيز الاستثمار، والصناعة الإلكترونية والرقمية، والأرشفة، وتحلية مياه البحر، ومنع الفساد ومكافحته، ومذكرة تفاهم للتعاون بين بنك التصدير والاستيراد السعودي ونظيره الهندي، والتعاون الفني بين بنك المنشآت الصغيرة والمتوسطة في المملكة ونظيره الهندي،كما يسهم المجلس أيضا في جذب الاستثمارات الهندية، حيث تشير بيانات وزارة الاستثمار إلى أن رصيد الاستثمارات الهندية المباشرة في المملكة بلغ 4 مليارات دولار في عام 2023م، مقارنة بنحو 2.39 ملياري دولار في 2022م، مسجلًا ارتفاعًا بنسبة 39 %، وقد أسست شركات هندية كبرى حضورًا قويًا في المملكة، وشهد منتدى الاستثمار السعودي - الهندي لعام 2023م، توقيع 53 اتفاقية ومذكرة تفاهم، كما بادرت العديد من الشركات السعودية الكبرى إلى تنفيذ مشروعات والدخول في شراكات استثمارية في جمهورية الهند، ومن أبرزها أرامكو السعودية، وسابك، والزامل، وإي هوليديز، ومجموعة البترجي، وقد بلغت قيمة الاستثمارات السعودية في جمهورية الهند 10 مليارات دولار، ويواصل مجلس الشراكة السعودية الهندية عمله في تعزيز الشراكة مع جمهورية الهند التي تعد ثاني أكبر شريك تجاري للمملكة، بينما تعد المملكة خامس أكبر شريك تجاري للهند، وثاني أكبر مورد للنفط لها، إذ بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين في العام 2024م، 39.9 مليار دولار. دعم تبادل الخبرات والتكنولوجيا والتعاون في مختلف المجالات التكنولوجية والعلمية. وتدعم مجالس شراكات السعودية مع دول العالم تبادل الخبرات والتكنولوجيا والتعاون في مختلف المجالات التكنولوجية والعلمية والمثلة كثيرة على ذلك منها على سبيل المثال الشراكة الإستراتيجية التي جمعت بين القطاعين الخاصين في كل من المملكة والجمهورية الهيلينية "اليونان" لبناء مشروع كابل للبيانات يربط الشرق بالغرب، الأمر الذي سيضمنُ سلاسة الإمداد الرقمي للبيانات على مستوى العالم في الوقت الذي يشهدُ فيه العالمُ نموًّا لحركة البيانات بنسبة تجاوزت 30 % ، ويهدفُ المشروعُ إلى وضع الدولتين بصفتهما محطتين رقميتين شرقيتين لأوروبا للوصول لمنطقة الشرق الأوسط، وقارتي أفريقيا وآسيا، كما يأتي الكيبلُ البحريُّ (EMC) جزءًا من خطة التحوُّل الرقمي الإستراتيجي لجمهورية اليونان، ويعدُّ جزءًا من طموحات المملكة لترسيخ مكانتها بصفتها مركزًا رقميًا على المستويين الإقليمي والعالمي من خلال الاستفادة من بنيتها الرقمية المتقدمة، وما تمتلكه من كوادر ومؤسسات متطورة، إلى جانب موقعها الجغرافي الذي يتيحُ لها أن تصبحَ مركزًا رقميًا عالميًا عبر الربط بين الشرق والغرب. عمل منظم لبناء وتطور الشراكات ولم تغفل المملكة في استراتيجية "الانفتاح على العالم" وتعزيز علاقات الشراكة الاقتصادية مع الدول الفاعلة في منظومة الاقتصاد العالمي وفقاً لرؤية 2030 ،عن التنظيم والترتيب وخلق الأدوات اللازمة لبناء تلك الشراكات واستمرار تطورها ومن الأمثلة على تلك الجهود في هذا الجانب قيامها بتأسيس المركز السعودي للشراكات الاستراتيجية الدولية في العام 2017م؛ لهدف تحقيق الانسجام والتنسيق لجميع جهود المملكة في شأن شراكاتها الاستراتيجية الدولية مع دول الشراكات، بما يسهم في بناء تلك الشراكات الاستراتيجية، وتطويرها، وتعزيزها، وتنسيق برامجها، ومتابعتها مع الجهات المعنية، وقد حقق المركز العديد من الإنجازات منذ تأسيسه وكان له إسهام في تعميق الشراكات الاستراتيجية للمملكة، كترتيب عدد من الزيارات الرسمية من وإلى المملكة مع عدد من قادة دول العالم، كما نفّذ المركز عدد من المنتديات داخل المملكة وخارجها تمثلت في الولاياتالمتحدة، والصين، والهند وبريطانيا، وروسيا وغيرها من دول مجموعة العشرين، كذلك قام المركز بإدارة علاقة المملكة بالمنتدى الاقتصادي العالمي، إضافةً إلى متابعة وتفعيل عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في إطار الشراكات الاستراتيجية الدولية. حضور سعودي في المعارض والمؤتمرات العالمية