بعد 95 عاما، وتحت راية خضراء تحمل شعار: "لا إله إلا الله محمد رسول الله" عشنا، ونعيش العز والمجد في ظل قيادة فذة، ونبتهج في يومنا الوطني، ونحن نشهد وحدة ونماء، وتماسك وقوة في نسيجنا السعودي. اليوم الوطني يحل علينا ونحن نستذكر ملحمة التوحيد التي قامت على العدل والقيم التي بنيت عليها المملكة، ووحدة الشعب، والتضامن، والانتماء إلى العطاء. إنها مناسبة خالدة في قلوبنا تتجلى فيها روح الإنسان السعودي، ونشهد بأعيننا مظاهر الولاء والاعتزاز، حيث يجتمع المواطنون في كل شبرٍ بالمملكة من مناطق وأعمار مختلفة للتعبير عن ولائهم لقيادتنا ولوطننا ، ونرى التعاضد، والوحدة الوطنية التي هي سر قوة مملكتنا، فالمجتمعات حين تحمل هويتها وقيمها وتراثها بين يديها تصبح أكثر قدرة على مواجهة العقبات وبناء المستقبل. واليوم الوطني رسخّ بداخلنا القيم الإنسانية والاجتماعية، فبجانب سعادتنا وفرحتنا في هذا اليوم؛ نجد مساحة لإحياء قيم التعاون والتكافل، وإذا سألت كيف هذا؟ ستجدها في المبادرات التطوعية، وحملات الدعم المجتمعي، بالإضافة إلى رسائل التضامن التي تذكرنا دائمًا بأن الوطن لا يبنى إلا بالتكاتف والعطاء، ومن هنا يتحول اليوم الوطني إلى منصة تعكس للجميع وجه الشعب السعودي الإنساني. وإذا تحدثنا عن التلاحم بين الأجيال سنذكر أبرز الجوانب في هذه المناسبة الوطنية والتي تكمن في الدور التربوي والاجتماعي الذي يلعبه كل واحد منا؛ فالآباء ينقلون لأبنائهم معاني التضحية التي بذلها اجدادنا وولاة امرنا مؤسسي المملكة العربية السعودية، ويزرعون فيهم مرارًا وتكرارًا حب الوطن والاعتزاز به. أما الشباب فيعيدون صياغة الانتماء للوطن مرةً أخرى بروح جديدة من خلال المشاركة المجتمعية والتي تكمن في المبادرات التطوعية، والفعاليات، وكذلك الأنشطة الثقافية والاجتماعية لتعزز من فكرة المواطنة الحقة والولاء، وبما يعكس صورة ناصعة لنا كمواطنين يعتزون بهويتهم الوطنية، وإبراز الهوية الثقافية والفنية من خلال الفنون، الأدب، وكذلك الإعلام لإعادة تقديم التراث السعودي مرةً أخرى بروح معاصرة، مما يساهم في خلق جسر يربط الماضي بالحاضر. وإذا نظرنا من حولنا قليلًا سنرى أن المملكة تتمتع بيتنوع رائع في الفنون والعادات، إلا أن اليوم الوطني السعودي يحول هذا التنوع إلى مصدر واحد يتميز بالتضامن والقوة والغنى. وحين نتحدث عن اليوم الوطني نستحضر رؤية المملكة 2030 التي وضع المواطن في قلب التنمية وساهمت في تعزيز روح المشاركة المجتمعية، ورسخت الشعور بالمسؤولية نحو المستقبل وبما يتناغم مع أهداف الرؤية في بناء مجتمع حيوي متقدم ومتماسك. إن اليوم الوطني مرآة تعكس قوة المجتمع وتماسكه، نحتفل فيه بتوحيد البلاد، ونجدد عبره إيماننا بأن سر استمرار المملكة العربية السعودية وتقدمها وازدهارها لا يكمن إلا في قوة الترابط الاجتماعي، وفي قدرة كل واحد منا من أبناء الشعب السعودي على تحويل الانتماء إلى فعل، والترابط إلى عطاء.