يؤكد كتاب «الأمير خالد الفيصل بين الشعراء من الملوك والأمراء» للكاتب محمد بن علي القدادي على فرادة التجربة الشعرية لسمو الأمير خالد الفيصل، ويستعرض مسيرته الشعرية والإبداعية من خلال مقاربة ومقارنة بين شعره وشعر الملوك والسلاطين والأمراء منذ العصر الجاهلي حتى اليوم، مروراً بالعصر الأموي والعباسي والأندلسي. وعلى الرغم من اختلاف طبيعة الشعر؛ إذ إن أولئك نظموا الشعر الفصيح، فيما يكتب الأمير خالد الفيصل الشعر الشعبي بلغة بيضاء متطورة ومميزة، فإن المؤلف يأخذ ملمح المقاربة في الموضوعات المطروقة والصور الشعرية التي أبدعها الطرفان في حقبهم المختلفة. الكتاب يأتي ضمن سلسلة من المؤلفات التي يؤلفها ويؤرخها المؤلف لسمو الأمير خالد الفيصل، لتاريخه ومسيرته الحافلة في الحكم والإدارة والعمل الحكومي والمبادرات، فضلاً عن الأدب والشعر والفن التشكيلي والرياضة. وقد أصدر أربعة كتب مطبوعة في هذا السياق، ويعد هذا الإصدار الخامس. ويركّز الكتاب على إبراز تنوع قصائد خالد الفيصل وإلقاء الضوء على أسلوبه في نظمها من خلال ثلاثة محاور أساسية هي شعر الطبيعة، شعر المحبة، وشعر الأحاسيس والمعاني وتفريعاتها جميعاً. ويهدف المؤلف من خلال هذا العمل إلى إبراز عدة جوانب، من أهمها إظهار الملكة الشعرية للأمير خالد الفيصل من خلال عدد من المحاور التي أدرجها في فصول الكتاب، مع الحرص على إبراز شيء من جدته في عالم الشعر، وتطور مفرداته عبر محطات مختلفة من تاريخه منذ بداياته الأولى، ومقارنتها بشعر الملوك والأمراء، إظهار التنوع في موضوعات شعره، وإبراز بعض القصائد المتفردة التي طرق فيها موضوعات خاصة. كما يبرز ملامسة بعض الجوانب التي برع فيها عن غيره، مثل: شعر الطبيعة، والمحبة، والأحاسيس. تسليط الضوء على تطور مفردته ولغته الشعرية في مجال الشعر الشعبي. رصد حركته ومساندته لدعم انتشار الشعر الشعبي في المملكة ودول الخليج والعالم العربي. وإيضاح دوره في انتشار الكلمة الغنائية وتشجيعه للمغنين الشباب حتى أصبحوا من كبار الفنانين، وكان لاستخدامهم قصائده بلهجتها الشعبية البيضاء أحد أبرز أسباب انتشارهم. وتكمن أهمية هذا الإصدار في كونه يقدم أبحاثاً جديدة وموجزة تفتح الباب أمام الباحثين في مجالات عدّة، من أبرزها المقارنة بين موضوعات شعر خالد الفيصل وشعر الملوك والسلاطين والأمراء، على الرغم من اختلاف طبيعة الشعر بينهم (فصيح مقابل شعبي). تسليط الضوء على ارتباط شعره بمن سبقه من الملوك والسلاطين والأمراء، الذين كانت لهم خصوصية شعرية تميزهم عن غيرهم. وبذلك يشكّل الكتاب إضافة نوعية للمكتبة الثقافية العربية، حيث يضع بين أيدي القراء والباحثين دراسة تجمع بين التوثيق الأدبي والتحليل المقارن، وتمنح تجربة خالد الفيصل الشعرية مكانتها ضمن سياق الشعر العربي في مختلف عصوره.