عبر 235 صفحة ثرية ودسمة بالتجارب الحياتية وبأسلوب هادئ، وتحليل رصين يبحر بنا الكاتب الباحث سهم بن ضاوي الدعجاني في كتابه الجديد "حاورت هؤلاء.. سجالات في الثقافة والأدب"، الذي يضم مجموعة من الحوارات الثقافية والأدبية التي أجراها المؤلف مع شخصيات بارزة في المشهد الثقافي السعودي بأسلوب رزين يمنح القارئ فرصة للتأمل في الأفكار المطروحة، والتعرف على تجارب الضيوف الفكرية والإنسانية. يضم الكتاب حوارات مع ثمانية عشر مفكراً وأديباً ومؤرِّخاً حاورهم الدعجاني، بأسئلته المباشرة، معتمداً على دراسة عميقة لشخصياتهم، ومعرفة مسبقة بمسيرة وخلفية كل منهم في مجال تخصصه، فجاءت الإجابات شاملة وموثقة، وكأنها تشكل في مجموعها رصداً للحركة الأدبية والفكرية في المملكة. قدم للكتاب الأستاذ خالد المالك رئيس تحرير صحيفة الجزيرة وهو قامة صحفية وإعلامية، وقد قال وهو يحتفي بهذا الكتاب القيم: "تأتي المتعة في قراءة كتاب (حاورت هؤلاء) من أن الحوارات كانت مع أساطين الفكر، وأبرز الأدباء، ومن لهم باع في الإعلام والدين والتراث والتاريخ، وغير ذلك مما يقع ضمن اهتمام من سيقرأ هذا الكتاب. ووعي فكري وثقافي". أما عن المؤلف فهو من الشخصيات القادرة على أن تتحفنا بين فترة وأخرى بلمحات إبداعية تجعلنا نعود إلى أيامهم الجميلة ونحن نطمع بالزيادة، إذ إن له باعاً طويلاً في العمل الصحافي حيث يكتب في صحيفة الجزيرة منذ عام 1423ه، وسبق له أن شارك بعدد من الصحف المحلية منذ عام 1414ه بالإشراف أو الإسهام في صفحاتها الثقافية مثل: المسائية، وعكاظ، هذا فضلاً عن مهامه الأخرى فهو مدير مركز حمد الجاسر الثقافي بالرياض في الفترة (1423-1426ه)، والمشرف العام على خميسية الشيخ حمد الجاسر الثقافية في الفترة من (1423-1426ه)، ومقرر مجلس الأمناء بمؤسسة حمد الجاسر الخيرية واللجنة التنفيذية للمؤسسة في الفترة من (1423-1426ه). ويمثل الكتاب إضافة نوعية للمكتبة الثقافية السعودية والعربية، لما يتضمنه من مادة علمية ثرية، وحوارات عميقة صيغت بأسلوب مشوق، تعكس خبرة المؤلف ومعرفته الواسعة بمسيرة الشخصيات التي حاورها، وهي تكمل مسيرته التأريخية حيث سبق له أن أصدر كتاب "الصالونات الأدبية"، الذي عني بتسجيل بعض الصور المشرقة في المشهد الثقافي السعودي، وتوثيق لشيء من تاريخ الحركة الثقافية.