سجلت السينما السعودية خلال الأسبوع الثاني من سبتمبر حضورًا لافتًا في شباك التذاكر المحلي، حيث تجاوزت الإيرادات "21.8" مليون ريال، محققة أكثر من "423.9" ألف تذكرة، وذلك من خلال عرض "54" فيلمًا، وقد برز فيلم الأنمي الياباني "Demon Slayer: Infinity Castle" كأحد أكثر الأعمال تميزًا وإثارة للاهتمام، حيث تصدر شباك التذاكر السعودي، مثبتًا مكانته كعلامة بارزة في المشهد السينمائي العالمي لعام "2025". ويعد هذا العمل امتدادًا لسلسلة حققت نجاحا واسعًا في اليابان وخارجها، لكنه هذه المرة تجاوز حدود الترفيه ليصبح حدثًا ثقافيًا يتابعه جمهور واسع، كما أن الفيلم سجل عالميًا إيرادات تجاوزت "235" مليون دولار، مما جعله واحدًا من أنجح الأفلام التي صدرت هذا العام. ويؤكد هذا النجاح أن الأنمي لم يعد حكرًا على شريحة محدودة من المتابعين، بل بات صناعة جماهيرية ذات تأثير عالمي، كما يعكس في الوقت نفسه شغف الجمهور السعودي بهذا النوع من الأعمال البصرية، وكذلك يلاحظ أن حضور الأنمي في صالات المملكة أصبح جزءًا من اختيارات الجمهور، حيث يتعامل معه المشاهد المحلي كنافذة فنية وثقافية تكشف أساليب سرد مغايرة وتجارب بصرية مبتكرة، ويعد نجاح "Demon Slayer" في السعودية مؤشرًا على أن الذائقة السينمائية تشهد تحولًا مستمرًا، مدفوعة بانفتاح الأجيال الجديدة على مختلف الأنماط الفنية. كما لا يقتصر المشهد على الإنتاجات العالمية فقط، بل إن الأفلام السعودية أثبتت حضورها هي الأخرى، إذ تجاوز إيرادات فيلم "القيد" منذ بداية عرضة على صالات السينما السعودية "1.7" مليون ريال، بعدد تذاكر بلغ "49.1"، وهو ما يؤكد أن الصناعة المحلية لم تعد في طور التأسيس، بل دخلت مرحلة المنافسة الجادة، وقد شكل فيلم "القيد" مثالًا بارزًا على هذا التقدم، أيضا يعكس هذا الزخم حجم الدعم المؤسسي الكبير الذي يحظى به القطاع السينمائي في المملكة، حيث تعمل وفي مقدمتها هيئة الأفلام، على تطوير بيئة حاضنة تعزز من قدرات الإنتاج والتوزيع، وتوفر فرصًا لتلاقي المواهب المحلية مع التجارب العالمية، كما أن تفاعل الجمهور يظل عاملًا حاسمًا في ترسيخ هذه الصناعة، حيث باتت صالات السينما تعج بالحضور في كل عطلة أسبوعية، ليصبح الذهاب إلى السينما جزءًا من المشهد الثقافي والاجتماعي اليومي، ويعد هذا التفاعل بين الإنتاجات المحلية والعالمية، إلى جانب بروز الأنمي كإحدى أبرز الفئات الجاذبة للجمهور، مظهرًا من مظاهر التوازن الذي تسعى السينما السعودية إلى تكريسه، إذ تجمع بين الأصالة المتمثلة في الأعمال الوطنية، والانفتاح على التجارب العالمية الأكثر نجاحًا، وكذلك فإن هذه الديناميكية تمنح الصناعة بعدًا ثقافيًا متجددًا، يعكس طموح المملكة إلى صناعة سينمائية ذات هوية محلية وحضور عالمي. كما أن ما تحقق في شباك التذاكر السعودي خلال أسبوع الماضي، من إيرادات وحضور، يعكس أن السينما في المملكة لم تعد مجرد تجربة ترفيهية عابرة، بل تحولت إلى صناعة ثقافية متكاملة، تمزج بين الحضور المحلي والطموح العالمي، وتضع السعودية على خريطة السينما كواحدة من الأسواق الواعدة التي تستقطب الأنظار عالميًا.