تصدّر اسم نواف التمياط قائمة الأسماء للتغطية الفنية في الموسم الرياضي 2025 -2026 وكنت سعيدًا جدًا لجودة الاختيار ليس بوصفه مجرد اسم رياضي معروف، بل كشخصية شبه متكاملة -ما شاء الله - ففيه تتجسد صورة المحلل الذي يتمنّى الغالبية من المتابعين أن يجدوه خلف الميكروفون وأمام الشاشة التي تجمع بين الاحترافية الرفيعة، والفكر الرياضي العميق، واتزان السلوك وسمو الأخلاق، وجميع الصفات التي يتطلع إليها المتابعون في المحلل الرياضي المثالي أو مقدم التغطية المميز يجدونها حاضرة فيه بوضوح وتجلٍ. نواف التمياط نموذج راقٍ في الوسط الرياضي والإعلامي، لم يسبق أن شاهدته يدخل في أي خلافات إعلامية أو ينجرف وراء إثارة الجدل السلبي، ومميز جدًا اجتماعيًا ويعرف كيف يدير مواقفه بحكمة واتزان، ومتى يتحدث ومتى يلتزم الصمت، ما يمنحه احترام الجميع حتى من يختلف معه في الرأي!. هذا الذكاء الاجتماعي يظهر في قدرته على بناء علاقات إيجابية مع زملائه والمحيطين به، وعلى التعامل مع مختلف الآراء والضغوطات دون أن يفقد هدوءه أو يسيء لأي طرف، ويعرف ويدرك جيدًا كيف يختار المنابر الإعلامية التي يظهر من خلالها وهو ما لا يجيده كثير من النجوم فهو لا يسعى وراء الأضواء لمجرد الظهور بل ينتقي البرامج والمنصات التي تتناسب مع قيمته وخبرته، وتمنحه المساحة لتقديم إضافة حقيقية للجمهور هذا الانتقاء يجسد وعيه بأهمية التأثير الإيجابي، وحرصه على الحفاظ على صورته المهنية والإنسانية بعيدًا عن أي إثارة أو مواضيع سلبية بلا معنى وقيمة!. هناك كثير من اللاعبين الذين تألقوا نجومًا داخل الملعب، لكنهم بعد الاعتزال فقدوا الكثير من بريقهم بسبب عدم قدرتهم على إدارة نجوميتهم أو تقدير قيمتها الحقيقية خارج المستطيل الأخضر، بعضهم يعتقد أن الشهرة التي اكتسبها أثناء اللعب سترافقه تلقائيًا في كل مرحلة، فيندفع بلا تخطيط أو تروٍ إلى جميع المنصات الإعلامية والجماهيرية المتاحة، ويشارك في كل نقاش بلا تمييز، بغض النظر عن محتواه أو أهميته وهذا الاندفاع العشوائي يجعل سقطاتهم الإعلامية كثيرة!. والواقع يثبت أن النجومية الحقيقية تتطلب وعيًا وحسن إدارة للذات بعد الاعتزال، تمامًا كما تتطلب اجتهادًا وصبرًا أثناء العطاء في الملاعب، فليس كل من كان نجمًا في الملعب ينجح في المحافظة على مكانته خارج الملعب ما لم يدرك قيمة اسمه وتاريخه، وإلا سيخسر الاحترام الذي صنعه طوال سنوات ركضه في الملاعب. لا أخفي إعجابي الكبير بنواف التمياط، عندما كان لاعبًا أو الآن كمحلل فني وكل نجم يسير على ذات النهج ويعي أهمية إدارة النجومية بعد الاعتزال، وينجح في الحفاظ على احترام الجماهير واستمرار تأثيره الإيجابي، فالقيمة الحقيقية لأي نجم لا تكمن فقط في إنجازاته داخل الملاعب، بل في قدرته على أن يكون قدوة في ظهوره الإعلامي وانتقاء كلماته ومواقفه ليكون مثالاً يُحتذى به في الاحترافية والنضج سواءً عندما كان في الملاعب أو أمام الكاميرا! حمود فالح السبيعي - الرياض