تعتبر كرة القدم صاحبة الشعبية الأولى في العالم والأكثر عشقاً ومتابعة، ولذا تهتم بها الدول خصوصاً في الدول الكبرى التي تعتبر دورياتها هي الأقوى والأعلى قيمة سوقية مثل: إسبانيا وإنجلتراوإيطاليا وألمانيا وغيرها من الدول، التي توجد على أراضيها أعرق وأشهر الأندية العالمية كريال مدريد وبرشلونة في إسبانيا، وليفربول وتشيلسي ومانشستر سيتي وأرسنال ومانشستر يونايتد في إنجلترا، وروما يوفنتوس في إيطاليا، وباريس سان جيرمان وموناكو ومرسيليا ورين وتولز في فرنسا، والعديد العديد من الأندية العالمية الشهيرة الموزعة على دول العالم. المملكة ووفق مشروع كروي رياضي كبير حظي باهتمام القيادة -يحفظها الله- وبدعم سخي وغير مسبوق بدأت تخطو خطوات كبيرة باستقطاب أشهر مدربي ونجوم العالم، فحضر إلى هنا رونالدو ونيمار وبنزيما ومحرز وميندي وكولابالي ونيفيز وكانسلو وفيلكس ومارتنيز ولابورت وناتشو، والقائمة تطول، وأصبح الدوري السعودي تحت أنظار العالم بمشاهدات ومتابعات عالية، وصنف أنه خامس أقوى دوري في العالم، أما على المستوى الآسيوي والعربي والخليجي، فلا يقارن، وهو الأول بلا منازع. نجاح المشروع الحكومي العالمي المنفق عليه بسخاء من الطبيعي أن يحتاج لتضافر الجهود والتعاون والهمة العالية من كل من يهمهم الأمر سواء وزارة الرياضة أو اتحاد كرة القدم أو الأندية أو الإعلام والقطاع الخاص، لكي تكتمل خطى النجاح ونصل للهدف، ولكن ثمة أمور تحتاج لإعادة نظر في عمل إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم ولجانه ومركز التحكيم، فمن يعمل حالياً ربما اجتهد لكنه أبداً لم يصب، بل كثرت أخطاؤه وتراكمت وأصبحت تهدد نجاح المشروع، وهو ما جعل رجل الرياضة الأول الأمير عبدالعزيز بن تركي يتدخل، وأرغم كتاباً كباراً ورؤساء تحرير صحف يغارون على سمعة الكرة السعودية، يسارعون بنقد الأوضاع الحالية لاتحاد الكرة ولجانه، ويطالبون بالتغيير واستبدال الموجودين بكفاءات أفضل خبرة وإمكانيات تبتعد في عملها عن تأثير الميول والتعصب، وتطبق العدالة واللوائح والأنظمة على الجميع الكبير قبل الصغير. العلاج يبدأ من تقييم دقيق لعمل الاتحاد الحالي ولجانه ومركز تحكيمه بعد أن تفوقت السلبيات على الإيجابيات، وأصبح أمر الاستعانة بالأفضل من الرياضيين والأكاديميين المختصين أمراً ملحاً ولا رجعة فيه، وأن تكون سياسة التعيين مختلفة عن السابقة، التي تركز على الاستعانة بضيوف البرامج الرياضية والمغردين والأقارب والأصدقاء، وأن يعمل الجدد بكل حياد وأمانة ولمصلحة الكرة السعودية وإنجاح المشروع لا عرقلته بأمور وقرارات، كالتي حدثت في قرارات ليلة العيد الشهيرة (العروبة والوحدة)، وأخيراً وليس آخراً القرارات التي أثارت غضب الشارع الرياضي قبل نهائي كأس السوبر بساعة وكان مصدرها لجنة الاستئناف التي لم تستند على أي لوائح أو أنظمة شرعها الفيفا، والاعتراف بالخطأ لا يعد عيباً، فمن عمل يشكر، ويقال له ما قصرت، ليأتي الأفضل بأي طريقة سواء بتدخل اللجنة الأولمبية أو الجمعية العمومية لاتحاد كرة القدم، أو يخجل أصحاب الأخطاء من أنفسهم ويقدموا استقالاتهم غير مأسوف عليهم، والمهم والأهم هو الإصلاح لكي تستمر خطط وخطى النجاح، وتعود الثقة للمسؤولين والجماهير بإدارة جديدة ولجان جديدة، تعي مهامها وأدوارها، وتواكب المشروع، لا تعود به للوراء خطوات. فهد الحسين فهد الحسين - الرياض