قبل ثلاثة مواسم، هزت فاجعة رياضية كبرى عشاق النادي الأهلي بهبوطه إلى مصاف دوري أندية الدرجة الأولى، اعتقد الجميع أن القلعة هُدمت، ولن تعود كما كانت، لكنهم لم يعلموا أن سقوطه ما كان إلا بداية نهوض جديد، وحين تكون العودة، فإنها ستكون مدوية على الخصوم! الأهلي، قصة الفريق المجروح الذي عاد في النهاية إلى مكانه، شامخًا وبطلًا، كما أراد محبوه وأنصاره. الموسم الماضي، حقق بطولة القارة الآسيوية بقرار واقعي بالتضحية بالمنافسات المحلية، وكأنه يقول: "أنا الكبير الذي لا يعود إلى طريق الإنجازات إلا بالبطولات الكبرى"، ثم جاءت الثقة المطلقة لكافة أفراده، ليحققوا البطولات المحلية الغائبة عنهم منذ تسع سنوات. بطولة السوبر هذه حكاية من الحكايات، اعتذار الهلال المبكر من البطولة كان بمثابة خيرة مكتوبة للراقي الأهلاوي ليكون بطلها المستحق، قبل البطولة، كانت التوقعات تشير إلى خصومه الثلاثة: الاتحاد، بطل الموسم الماضي والفريق المستقر، والنصر بصفقاته المدوية، والقادسية الذي توقعه الجميع أن يكون من الفرق الصعبة والعنيدة لكنهم لم يحسبوا حساب الأخضر، الذي جاء ليأكل كعكة البطولة بمستوى مذهل، وأداء فني منسجم، متناغم، ومتصاعد. في هونغ كونغ، تجمهر الصينيون حول بعثة النصر من أجل كريستيانو رونالدو، وتجمعوا في مقر الاتحاد لعيون كريم بنزيما، بحكم الشعبية الجارفة التي يتمتعان بها من أيامهما في القارة العجوز الأوروبية، بينما الفريق الذي يضم النجم الجزائري رياض محرز، كان يعمه الهدوء، بعيدًا عن الأضواء والضجيج. وفي النهاية، فازوا وكسبوا الأهم: كأس الذهب! ختامًا: المعلق الرائع مشاري القرني، الذي علّق على صدمة هبوط الأهلي في مباراة الشباب قائلًا: "القلعة هُدمت، واللون الأخضر يتحول إلى الرمادي"، والآن، يا مشاري، القلعة أُعيد بناؤها، وارتفعت أسوارها عاليًا، وعُمرت جدرانها بصلابة! حسين البراهيم - الدمام