من خلال خطوط ناعمة متدفقة وتكوين تصاعدي ينبض بالحركة، يقدّم فنان النحت خالد العنقري منحوتته بعنوان «الطموح»، ليمزج من حلالها بين جماليات النحت وعمق الرمز، حيث تتجسد في «الطموح» المرحلة السعودية الراهنة من خلال تحول الرؤية من وثيقة إلى واقع ومن حُلم إلى بنية تحتية وثقافة وفن. المنحوتة المعنونة ب»الطموح» تأتي منفذة من الرخام الطبيعي المحلي، ومثبتة على قاعدة من ذات الحجر الأم، في انسجام بين الشكل والمضمون، والأرض والهوية، لتعكس قدرة الفنان على تطويع الحجر الصلب لبث المشاعر والأفكار فيه. ويقول العنقري إن «الطموح» تعد شهادة حجرية على زمن سعودي يصنع الفارق، فهي عمل نحتي يعلو فوق قاعدة الوطن ويهمس بلغة الفن أن من هذه الأرض يمكن أن يبدأ كل شيء.. وأن يبلغ مداه. تجسد المنحوتة فلسفة الطموح كقيمة إنسانية ووطنية. فالشكل يبدو وكأنه يتسلق فضاءً مفتوحاً، متجاوزاً حدود الثقل الحجري نحو احتمالات لا نهائية، تماماً كما تعيش المملكة اليوم مرحلة صعود كبرى، بقيادة رؤيتها الطموحة «رؤية السعودية 2030». وترتفع الكتلة الرئيسة بشكل انسيابي يشبه اللهب أو جناحًا يتأهب للتحليق، في إشارة إلى ديناميكية التحول والتنمية، بينما تحافظ على تماسها الوثيق بالقاعدة الصخرية، في رمزية عميقة للثبات على المبادئ والهوية رغم الاندفاع نحو المستقبل. ويوضح العنقري أن اختيار الرخام المحلي لم يكن محض صدفة، بل فعل فني واعٍ يعزز فكرة الانتماء للأرض. فالحجر المستخرج من باطن الوطن يحمل في تضاريسه وعروقه تاريخًا جيولوجيًا عريقًا، ويُعاد تشكيله هنا ليعبر عن مستقبل مشرق. أما القاعدة التي تحتضن العمل، فتمثّل الأرض الصلبة التي تنبت منها الأحلام وتنهض فوقها الطموحات. خالد العنقري منحوتة الطموح لخالد العنقري