التمكين أحد مقومات النجاح سياحياً وثقافياً تعد السياحة أحد أهم مقومات الاقتصاد في العالم اليوم، فهي قطاع حيوي يسهم بشكل كبير في النمو الاقتصادي للدول، ويوفر فرص عمل، ويعزز التبادل الثقافي، فهي محرك مهم للنمو الاقتصادي ومن أهم وسائل جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية التي تخلق فرص عمل تخفف من حدة البطالة وتنشط القطاعات الاقتصادية الأخرى، فهي مصدر دخل رئيس لبعض الدول ومصدر تنوع دخل لدول أخرى، ويعتبر الإرشاد السياحي أحد أهم العناصر التي تسهم في نجاح السياحة، حيث يلعب المرشد السياحي دوراً حيوياً في تقديم المعلومات والتوجيهات للسياح، مما يساعدهم على قضاء رحلة ممتعة وغنية بالتجارب، وقد عرفت بلادنا السياحة منذ وقت طويل، إذ كانت بلادنا تستقبل الزوار لعقود من الزمن من أجل زيارة الأماكن المقدسة أو العمل فقط، ولكن منذ ثلاثة عقود مضت عرفت بلادنا زواراً قدموا ليس من أجل زيارة الأماكن المقدسة والعمل فقط، وإنما من أجل الزيارة والسياحة واكتشاف بلادنا بما تحويه من كنوز أثرية وتراثية ومعالم مشهورة، وكانت البداية من مؤتمر السياحة الداخلية الذي أقيم في أبها عام 1417ه برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- والذي أوصى بإنشاء هيئة للسياحة بمناسبة إطلاق أبها عاصمة للسياحة العربية، حيث صدر قرار مجلس الوزراء بتاريخ 1421ه، والذي قضى بإنشاء الهيئة العليا للسياحة تأكيداً على اعتماد السياحة قطاعاً إنتاجياً رئيساً في الدولة، خاصةً فيما يتعلق بجذب المواطن السعودي للسياحة الداخلية، وزيادة فرص الاستثمار وتنمية الإمكانات البشرية الوطنية وتطويرها وإيجاد فرص عمل جديدة للمواطن السعودي، وتمكنت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني -الهيئة العليا قديماً- خلال تلك الفترة من إتمام جميع متطلبات البناء النظامي، وبنت قطاعاً اقتصادياً حظي بالدعم الكامل، ونجحت في إحداث تحول في عدد من المسارات الصعبة ومن أبرزها نظرة المجتمع للسياحة وللآثار والتراث، وإعادة المكان إلى الإنسان، ومع تزايد توافد السياح من مختلف دول العالم الى بلادنا كان لابد من توفر الارشاد السياحي الذي يعتبر أحد أهم العناصر التي تسهم في نجاح السياحة، حيث يلعب المرشد السياحي دوراً حيوياً في تقديم المعلومات والتوجيهات للسياح، مما يساعدهم على قضاء رحلة ممتعة وغنية بالتجارب، وقد كان الارشاد السياحي قديماً يتم عن طريق الاجتهاد بالاستعانة بمن لديهم خبرات بالأماكن الأثرية والتراثية والمعرفة التامة بالتواريخ المهمة والأحداث التي حصلت في الأمان التي يتم زيارتها، فعلى سبيل المثال فقد استعانت إمارات البلدان عند تصوير البرنامج التلفزيوني (ربوع بلادي) من إنتاج التلفزيون السعودي الذي عرض في 1982م، من إعداد وتقديم الإعلامي البارع في حينه خالد زارع -رحمه الله- الذي جاب المدن والبلدات من أجل إظهار المعالم الأثرية والتراثية والتنموية فيها بمعلمي الاجتماعيات ممن لديه الخبرة والدراية بمعالم البلد التي يعمل بمدرستها، إضافة إلى الاستعانة بكبار السن ممن لديهم الخبرة في معرفة المعالم التراثية والطبيعية والذين نجحوا في إبراز أهم المعالم الأثرية والتراثية والسياحية، فلم يكن في تلك الفترة سياح يفدون إلى المملكة من أجل اكتشاف معالمها فكان جل من يأتي للمملكة هدفه العمل في أحد المصالح الحكومية أو لدى العمل في القطاع الخاص من الشركات والمؤسسات والأفراد، أو من أجل أداء مناسك الحج والعمرة وزيارة المسجد النبوي والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومع تزايد قدوم السياح إلى البلاد فقد سعت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني جاهدة بترخيص مرشدين مؤهلين ثقافياً ومهارياً من خلال الدورات المجانية التي تقدمها من خلال جمعية المرشدين، واختبارات القياس التي تجريها للمرشد قبل حصوله على الرخصة المعتمدة. بدايات توافد السياح مع بداية توافد السياح إلى بلادنا الغالية انبرى كثير من المهتمين من المواطنين بالتراث الوطني والآثار إلى مساعدة هؤلاء الزوار وإرشادهم إلى الأماكن الأثرية والتراثية والسياحية وساهموا في تقديم الشرح الوافي لهم عن تلك المعالم وباللغة الإنجليزية لمن كان يتقنها وسط إعجاب الزوار من السياح وثنائهم على جهودهم وتطوعهم بالقيام بمهمة الارشاد السياحي دون مقابل، وقد يصاحب مهمة الإرشاد تقديم واجب الضيافة أيضاً، وبعد إنشاء الهيئة العليا للسياحة تمكنت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني -الهيئة العليا قديمًا- خلال تلك الفترة من إتمام جميع متطلبات البناء النظامي، وبنت قطاعاً اقتصادياً حظي بالدعم الكامل، ونجحت في إحداث تحول في عدد من المسارات الصعبة ومن أبرزها نظرة المجتمع للسياحة وللآثار والتراث، وإعادة المكان إلى الإنسان، ومع تزايد توافد السياح من مختلف دول العالم إلى بلادنا كان لابد من توفر الإرشاد السياحي، وزادت الحاجة إلى الإرشاد السياحي بعد اعتماد عدد من المسارات السياحية التي تتطلب وجود مرشدين سياحيين في تلك الرحلات التي تجوب مناطق المملكة، حيث تمتلك المملكة العديد من المناطق السياحية الطبيعية والتاريخية، ومناظر بيئية رائعة في الصحاري والجبال، مع الرحلات البحرية المثيرة للغوص وصيد الأسماك في مياه البحر، بالإضافة للكنوز العمرانية الحديثة والمنتجعات السياحية شمال وجنوب المملكة، وكلها مسارات سياحية ذات جذب للسياح لزيارتها والاستمتاع بهذه الكنوز الوطنية الجذابة على أرض الوطن، ومن هذا المنطلق تم اعتماد عدد من المسارات السياحية في المملكة، وتغطي هذه المسارات السياحية كافة منطق المملكة، ومن أبرزها: المسارات السياحية: مسار السيرة النبوية: الذي يبدأ من زيارة المسجد النبوي الشريف، ثم التوجه لموقع غزو أحد، مسجد القبلتين، مسجد غزوة الخندق، مسجد قباء، مسجد الجمعة، مسجد أبوبكر الصديق، مسجد عمر بن الخطاب، مسجد علي بن أبي طالب، ثقيفة بني مساعد، ومن المسارات مسار مدائن صالح: والتي تبدأ من الخريبة، مقابر الأسود، ثم محطة السكة، مزارع العذيب، مدائن صالح، القلعة الإسلامية في الحجر، جيل الحوارة، جيل الفيل، القلعة التراثية، متحف العلا، موقع المابيات الأثري، وتضم منطقة الرياض خمسة مسارات سياحية، وهي مسار المجمعة، ومسار الرياضالخرجالدلم، ومسار الرياض عودة سدير وروضة سدير، إضافة إلى مسار شقراء، والمسار الداخلي ويتضمن المواقع السياحية والتراثية في مدينة الرياض الذي يشمل زيارة المصمك والمتحف الوطني ومتحف صقر الجزيرة وكذلك مركز الملك عبد العزيز التاريخي والدرعية ووادي حنيفة، ومسار مدينة جازان : والذي يتجة من أي مكان إلى الكورنيش الشمالي على شاطئ البحر، مرورا بورشة صناعة السفن التقليدية الخشبية والحديدية، ثم سوق السمك، ومسار الفرسان، ومسار مدينة تبوك : الذي يبدأ من متحف قلعة تبوك وعين سكر بمركز المدينة، ومسار حقل : بدءا من المطل والكورنيش الشمالي للمدينة على خيلج العقبة، ومسار متحف الباحة الإقليمي، ومسار عقبة الباحة، ومسار مدينة سكاكا، ومسار محافظة دومة الجندل، ومسار الدمام، ومسار الظهران والخبر . الجمعية السعودية للمرشدين السياحيين نظراً للحاجة الى العديد من المرشدين السياحيين لتغطية توافد السياح المتزايد على المناطق الأثرية التراثية والسياحية فقد تأسست الجمعية السعودية للمرشدين السياحيين بالمملكة بموجب الأمر السامي رقم 30149 وتاريخ 29/ 07/ 1435 ه تحت اشراف الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني لتكون أول جمعية مهنية تختص بالإرشاد السياحي بالمملكة، وتستهدف تأهيل وتدريب جيل متقدم من قادة ومديري ومرشدي السياحة بالمملكة العربية السعودية من خلال بناء بيئة متطورة للإرشاد السياحي تحقق متطلبات التحول ورؤية 2030، ومن رؤية الجمعية السعي الى الريادة المحلية والإقليمية بين صناع السياحة، وتطوير منظومة الإرشاد السياحي بكوادر وطنية تطوعية مؤهلة، وتشترط الجمعية للمتقدم للحصول على رخصة الإرشاد السياحي، أن يكون سعودي الجنسية، وأن لا يقل عمر المتقدم عن 21 سنة، واجتياز المقابلة الشخصية، وأن يحضر ويجتاز دورة الارشاد السياحي بنجاح، وأن يحضر كذلك ويجتاز دورة المحتوي بنجاح، وان تكون لديه لغة أخري بالإضافة الى اللغة العربية، وهناك أقسام متعددة للمرشدين وهي: مرشد سياحي موقع، وهو الذي يعمل في المتاحف والقرى التراثية، ومرشد منطقة، ومرشد عام يعمل في جميع مناطق المملكة، كما تم أطلاق مبادرة البرنامج التأهيلي للإرشاد السياحي، وهي منصة إلكترونية تهدف لدعم وتأهيل وتدريب المرشدين السياحيين بتقديم البرنامج التأهيلي للإرشاد السياحي والذي يعد أحد المتطلبات الرئيسية للحصول على رخصة الإرشاد السياحي. المتاحف جذبت الزوّار والسياح وعرّفتهم بالبلاد برنامج ربوع بلادي استعان بمرشدين متطوعين في وقته إعداد: حمود الضويحي