كشف تقرير برنامج جودة الحياة 2024 عن خمسة محددات أساسية تجعل السعوديين يعيشون حالة من السعادة، حيث انعكس تحقيق السعادة في المؤشرات المحلية والعالمية، وأظهرت الأرقام أن المملكة سجلت مستوى ثقة في الخدمات الأمنية بلغ 99.85%، كما تصدرت دول العشرين من حيث الأمن 2023، وهو ما يعكس بيئة مستقرة وآمنة تشكل أساس جودة الحياة. وأطلعت "الرياض" على مؤشرات التقرير، إذ أشار إلى أن 58.5% من البالغين في المملكة يمارسون الرياضة بانتظام، في ظل توفر 45 مركزًا رياضيًا في الأحياء، ما جعل النشاط البدني جزءًا من نمط الحياة اليومية، وفي جانب الترفيه، بلغ عدد رخص الأنشطة 1832 رخصة، فيما وصل عدد أماكن الترفيه إلى 739 موقعًا موزعة على مختلف المناطق، وهو ما يعكس تنوع الخيارات المتاحة للمجتمع. وبيّن التقرير أن رحلة التمكين شملت نحو 90 ألف شخص استفادوا من البرامج التدريبية في مختلف القطاعات المرتبطة بجودة الحياة، في حين احتلت المملكة المرتبة الثالثة عربيًا وفق مؤشر السعادة العالمي لعام 2024، الأمر الذي يعكس المكانة الدولية التي حققتها المملكة في هذا المجال. وشدد نشطاء ورجال أعمال على أن المملكة تتجه لتعزيز السعادة من خلال جهود كبيرة تُبذل على مختلف الأصعدة، وأوضح عبدالله آل نوح -عضو مجلس المنطقة الشرقية- أن رؤية 2030 أولت النشاط الصحي والرياضي اهتمامًا بالغًا انعكس بشكل مباشر على المجتمع. وقال: إن إدراج الرياضة كجزء من نمط الحياة اليومي ليس مجرد ممارسة ترفيهية، بل هو مشروع وطني يسعى إلى رفع متوسط الأعمار وتقليل الأمراض المزمنة وتعزيز الصحة النفسية، مؤكداً على أن الاستثمار في المراكز الرياضية بالأحياء يفتح المجال أمام الجميع، كبارًا وصغارًا، للمشاركة في نشاط صحي مستدام، وأن الأرقام التي أظهرها التقرير تعكس تحولاً ثقافيًا في المجتمع السعودي نحو جعل الرياضة عادة يومية وليست نشاطًا موسميًا. وأشار حسين المعلم -رجل أعمال- إلى أن المكانة العالمية التي حققتها المملكة تؤكد نجاح الإصلاحات ورؤية القيادة في جعل المملكة نموذجًا في جودة الحياة والرفاه، مضيفاً أن الوصول إلى المرتبة الثالثة عربيًا في مؤشر السعادة العالمي 2024 يعكس صورة إيجابية عن المملكة على المستوى الدولي، ويمنحها قوة ناعمة تؤثر في نظرة العالم إلى تجربتها التنموية. وبيّن أن السعادة المجتمعية لم تعد مرتبطة فقط بعوامل داخلية، بل أصبحت جزءًا من سمعة المملكة الاستثمارية والسياحية، ما يعزز من تدفق الاستثمارات الخارجية وزيادة ثقة الزوار والمستثمرين في بيئة المملكة. من جانبه قال محمد المسكين -ناشط اجتماعي-: إن الأمن يمثل الركيزة الأولى التي تبنى عليها السعادة، فحين يشعر الإنسان بالطمأنينة يفتح أمامه باب الحياة الرحبة، وهو ما ينعكس حتى على السفر ضمن السياحة الداخلية التي تعد محمية بالنظام العام. وأضاف أن تجربة المملكة في هذا المجال تعطي نموذجًا عالميًا لكيفية جعل الأمن ليس مجرد شعور فردي، بل حالة جماعية يعيشها المواطن والمقيم على حد سواء، حيث ينعكس الاستقرار على العلاقات الاجتماعية وعلى بيئة العمل، ويعزز قدرة الأسر على العيش في أجواء بعيدة عن الخوف والاضطراب. ورأى أن هذه المعطيات تجعل الأمن قيمة معنوية تتحول إلى طاقة إيجابية ترفع منسوب السعادة في المجتمع السعودي. عبدالله آل نوح حسين المعلم محمد المسكين