بين مئات مراكز إمارات المناطق في المملكة، ينفرد مركز إمارة "مدركة" بمحافظة الجموم، بملمح يميزه عن تلك المراكز الإدارية، خاصةً وأنه متعلق بتاريخ قديم في ارتبط مشاريع توسعة المسجد الحرام، فمن جبالها تم توريد كميات كبيرة من الرخام الأبيض لأرضيات البيت الحرام. "مدركة" التي تبعد عن مكةالمكرمة بنحو 110 كم، بدت ل"الرياض" وكأنها بحلة جديدة من التطوير الحضاري، حيث ملامح تطور البنية البلدية، وبروز الحراك الاقتصادي، بواجهات تجارية، حولتها، لسوق رائج وملتقى سكان القرى والهجر القريبة منها. ويعتبر مركز "مدركة" الذي يتوسط مدن مكةالمكرمةوجدة والطائف ورابغ من المواقع التاريخية، التي تحمل قيمة مهمة، فثمة مواقع متناثرة، منها الذي شهد قصة "مياه الرجيع" المرتبط بنبي الأمة -صلى الله عليه وسلم-، وبعض صحابته -رضوان الله عليهم-، تحتفظ بنقوش صخرية، تجسد عمق الاستيطان البشري في المنطقة، فضلاً عن أنه يزهو بتأسيس أول مركز إمارة من عام 1344ه. ونحن نسير في اتجاه "مدركة"، عبر سلسلة حرة جبلية مرتفعة، اكتشفنا أن ثمة تنوع جغرافي واضح، بين أودية كبيرة، تحتضن نخيل الدوم، وجبال شاهقة، شعرنا، بأجواء بلدة عتيقة، تملك جماليات تاريخية، حيث كانت شاهدة على حقب زمنية موغلة في القدم، وعاصرت ممالك، وإمارات قديمة، وتعاقبت عليها حضارات استثمرت الموارد الاقتصادية في مدركة ومنها خصوبة الأرض وتوفر المياه. وبين أحلام استثمار العمق التاريخي ل"مدركة" وقربها من مواقع تواجد ملايين المعتمرين، ببناء مراكز تاريخية، وبين استثمار مكوناتها الطبيعية، ومنها السياحة الريفية، والزراعية، نودع "مدركة" التي يسكنها الهدوء المغلف بنسائم المرتفعات، بعد جولة أشبعت الذائقة، بمشاهدات مميزة تميزت بها. أحد الشوارع تزيّن بمنظر جمالي