ليست مجرد وعاء للأكلات الشعبية، ولكنها تحمل رمزيات متعددة، ورسائل غير مباشرة، كونها من ملامح الكرم والضيافة، وحلقة من حلقات الاجتماعات العائلية والأسرية والقبلية التي تفيض بالمحبة بين أفراد المجتمع العسيري. «الصحفة العسيرية» طبق تراثي يرفض مغادرة السفرة الجنوبية في مدن وقرى وهجر عسير، وهي عبارة عن وعاء خشبي دائري ، كبير يُستخدم لتقديم صنوف الطعام، وغالبًا يكون مصنوعًا من الخشب الطبيعي مثل الطلح والسدر. وتظل الصحفة العسيرية لازمة مهمة من لوازم الضيافة التقليدية لتقديم أشهر أكلات عسير الشعبية مثل العصيدة والمرقوق والعسل واللحم والسمن والرز والقرصان. وتتميّز الصحفة بأنها متسعة، بما يكفي ليجلس حولها أفراد العائلة أو الأسرة، أو الضيوف جميعًا، ما يعكس روح التقدير والكرم والاجتماع حول المائدة العسيرية. وللصحفة العسيرية قيمة تراثية وجمالية، في المجتمع العسيري، يدركها الأبناء، الذين توارثوا ذلك من الآباء والأجداد، إذ تُزيَّن أحيانًا بنقوش يدوية وتُعتبر قطعة فنية بجانب كونها أداة تقديم الطعام.