مع كل صيف تتكرر الحكاية ذاتها في البيت الهلالي، جماهير الزعيم تترقّب وتنتظر وتحبس أنفاسها حتى اللحظات الأخيرة من فترة الانتقالات أملاً في أن تُزاح الستارة عن صفقات بحجم طموح المدرج الأزرق، ومع أن الهلال اعتاد مفاجأة الجميع بصفقات كبيرة وإن تأخرت إلا أن التأخير ذاته أصبح ظاهرة تستحق الوقوف عندها. لا خلاف أن إدارة الهلال غالبًا ما تُحسن الاختيار حين يتعلق الأمر بجلب اللاعبين خصوصًا الأجانب، لكن ما يثير القلق هو التوقيت، غالبًا ما تأتي الصفقات متأخرة بل ويبدأ الموسم أحيانًا دون اكتمال العناصر الأجنبية أو حتى البدلاء المحليين، ما يضع الجهاز الفني في موقف صعب، خاصة خلال المعسكر الإعدادي أو الجولات الأولى من الدوري. وما يزيد من حساسية هذا الموسم تحديدًا هو الواقع الذي يعيشه الهلال من حيث ضعف الدكة بعد المخالصات مع لاعبين بارزين مثل: سلمان الفرج، محمد البريك، ياسر الشهراني، وبيع عقد الشاب مصعب الجوير، إضافة إلى انتهاء خدمات آخرين كانوا يشكّلون ركيزة في التدوير أو العمق الفني. الفريق اليوم يملك تشكيلة أساسية قوية، لكنها بلا غطاء كاف، وهي مخاطرة لا تليق بنادٍ ينافس على كل الجبهات محليًا وآسيويًا. السؤال الذي يتردد كل عام لماذا تتأخر التعاقدات الهلالية؟ هناك من يرى أن السبب هو ضعف التخطيط المبكر أو التأخر في تحديد الاحتياجات من قِبل الجهاز الفني، هناك من يشير إلى أن المفاوض الهلالي رغم نجاحاته يفتقد أحيانًا إلى الحسم السريع أو التقدير الواقعي لقيمة الصفقات في ظل المبالغات المالية التي تطلبها بعض الأندية أو وكلاء اللاعبين. كما أن ضخامة ميزانية الهلال قد تكون سيفًا ذا حدين، فبعض الأندية تتعامل مع الهلال على أنه "خزنة مفتوحة" فترفع المطالبات المالية، ما يؤخر الاتفاق ويعقد المفاوضات. الهلال لا يلعب لمجرد المشاركة، بل للمنافسة وتحقيق البطولات، ولعل التأخر في التعاقدات يهدد الإعداد البدني والذهني للفريق، ويمنع المدرب من تطبيق خططه بتشكيلة مكتملة، ما ينعكس على بداية الموسم، وربما يكلف الفريق نقاطًا ثمينة في سباق اللقب. جماهير الهلال لا تطالب بكمٍ هائل من الصفقات، بل تطالب بكفاءة وتوقيت، تأخر التعاقدات لا يجب أن يكون سمة ملازمة لنادٍ بحجم الزعيم، خاصة في ظل التجارب السابقة التي أثبتت أن الفريق يتأثر فنيًا عند غياب دكة قوية. المطلوب اليوم هو تحرك مبكر وحسم سريع، فالهلال بحاجة لتدعيم قائمته بلاعبين يصنعون الفارق، ليس في المباريات الكبرى فقط، بل حين تشتد المنافسة ويُحتاج للبدلاء الذين ينهضون بالفريق حين يترنح الأساسيون.