هناك في طوكيو، تعيش تسوكيكو، التي يرتبط اسمها بالقمر، تقص الروائية اليابانية هيرومي كاواكامي قصة تسوكيكو، ونصغي إليها، نشعر بمخاوفها وقلقها من علاقة حب مرتبكة، وبين ذلك نتعرف على أسلوب الحياة في طوكيو، والناس هناك، الصباحات والمساءات، واحتفالات إزهار الكرز. حملت إلينا الترجمة قصة بعيدة عنا، حدثت هناك في طوكيو*. وهناك قصص خافتة أخرى بين لغات أخرى لابد أن تُسمع وهناك أصوات هادئة بعيدة لابد أن تقترب. ربما كان لابد أن تكون هناك مبادرة عالمية تشبه الورود القرمزية المزهرة، تتنظرها النساء، تسمع قصصهن وتشعر بأصواتهن، فكانت مبادرة (Women in Translation Month) شهر المرأة في الترجمة، التي أطلقت في عام 2014 وتم اختيار شهر أغسطس. مبادرة (شهر المرأة في الترجمة) تحتفي بالكاتبات وترجمات أعمالهن، حيث تسعى المبادرة إلى تكثيف حضور كتابات المرأة الأدبية في فضاء الأدب العالمي المترجم وتحقيق تساوي الفرص مع الرجل، والاعتراف بإبداع النساء الأدبي، وتعزز حضور الكاتبات من مختلف الثقافات، والمجتمعات، وتفتح الضوء على جميع التجارب، وتمنح الأدب العالمي تنوعاً أكثر. وقد تفاعل القراء والمهتمين بالثقافات واللغات عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات الكتب الرقمية مع المبادرة كما تفاعل المترجمون والناشرون أيضاً، وبدؤوا البحث عن أعمال إبداعية لكاتبات من ثقافات وخلفيات مختلفة لترجمتها وإظهارها للعالم. لم يتوقف الأمر عند ذلك بل ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، وبجمالياتها البصرية، والموسيقية، ساهمت في نجاح مبادرة (شهر نساء في الترجمة)، ونقلت إلى القراء في أرجاء العالم اقتباسات من كتابات الكاتبات التي كانت في الظل بسبب غياب الترجمة. أعتقد أن مبادرة (شهر المرأة في الترجمة) استطاعت أن تحرك إبداع المرأة الأدبي في لغات كانت بعيدة عن المركز ذات يوم، لتزهر اليوم قصص وأصوات لنساء قادمات من بعيد ويمثل تقديراً لكل اللغات، لكل الثقافات، لكل المجتمعات عبر المرأة. *رواية (طقس غريب في طوكيو)